مطلع نيسان عام 2013، كانت المجاميع الإرهابية على بعد بنايات من مرقد السيدة زينب في سوريا، حينما نفدت رصاصات “أبو كرار” الأخيرة، قبل أن يسجل نفسه أول شهيد لكتائب حزب الله العراقية دفاعا عن الحرم الزينبي.
“أبو كرار” هو الاسم الحركي لأرفد محسن فرج الحميداوي، من مواليد بغداد عام 1979، وهو شقيق الأمين العام لكتائب حزب الله “أبو حسين الحميداوي”، وقبل أن يتوج مسيرته بالشهادة دفاعا عن مرقد السيدة زينب (1 نيسان 2013) كان قد شارك بمواجهات مسلحة ضد قوات الاحتلال الأمريكي في العراق، وتنظيم القاعدة الإرهابي.
أرفد ينبعث
قبل يومين أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض طائرة من دون طيار فجر اليوم الإثنين جنوب هضبة الجولان قادمة من العراق، وذلك في واقعة هي الثانية من نوعها خلال يومين.
أما المرصد السوري (المعارض للنظام) قال إن سرب طائرات مسيرة تسلل للأراضي السورية قادما من جهة البادية، منطقة على الحدود بين سوريا والعراق، دون أن ترصدها قوات “التحالف الدولي” التي تقودها الولايات المتحدة في قاعدة “التنف” عند مثلث الحدود السورية العراقية الأردنية.
ثم أعلنت المقاومة الإسلامية في العراق، قصفها هدفاً تابعاً للاحتلال الإسرائيلي في غور الأردن، شرقي فلسطين المحتلة، لافتةً إلى أنّ هذا يُعدّ الهجوم الخامس يومها (الأحد الماضي).
أطلقت المقاومة العراقية تسمية “الأرفد” على مسيراتها، نسبة إلى الشهيد أرفد الحميداوي كما لو أن سجله الجهادي بقي مفتوحا ولم يغلق قبل نحو عقد حينما استشهد.
المقاومة، أكدت أنّ العملية تأتي “استمراراً بنهجنا في مقاومة الاحتلال، ونُصرةً لأهلنا في فلسطين، وردّاً على المجازر التي يرتكبها الكيان الغاصب بحقّ المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ”، مشدّدةً على أنّها مستمرة في “دكّ معاقل الأعداء بوتيرة متصاعدة”.
ودوت انفجارات عنيفة في أجواء الجولان السوري، نتيجة محاولة تصدي المضادات الأرضية وسلاح الجو الإسرائيلي للمسيرات التي أطلقتها المقاومة الإسلامية في العراق.
وفجر اليوم، أعلنت المقاومة الإسلامية في العراق، أن “مجاهدي المقاومة الإسلامية في العراق اليوم الثلاثاء 24-9-2024 هاجموا بالطيران المسيّر “الأرفد” هدفاً في الجولان المحتل، وتؤكد المقاومة الإسلامية، استمرار العمليات في دكّ معاقل الأعداء بوتيرة متصاعدة”.
غور الأردن
تمتد منطقة الأغوار وشماليّ البحر الميت على مساحة 1.6 مليون دونم، بمحاذاة الحدود الأردنية وتشكّل ما يقارب 30 في المئة من مساحة الضفة الغربية، وغالبية سكانها من الفلسطينيين.
وتبدأ منطقة غور الأردن من بحيرة طبريا في الشمال وحتى البحر الميت، ويسيطر الإسرائيليون على الجزء الواقع بين البحر الميت وحتى نهايته في الضفة الغربية، وتعتبر إسرائيل السيطرة على غور الأردن أمراً ضرورياً لمنع قيام دولة فلسطينية في المستقبل.
وتعهد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أثناء حملته الانتخابية 2019، بضم غور الأردن وشمال البحر المييت إلى إسرائيل حال فوزه في الانتخابات، لكنه لم يفعل.
وتمنع السلطات الإسرائيلية، الفلسطينيين من استخدام نحو 85 في المئة من مساحة الغور، وتقيد وصولهم إلى مصادر المياه وتمنعهم من بناء المنازل بحسب مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان، “بتسليم”.
الجولان المحتل
أما مرتفعات الجولان منطقة جغرافية في جنوب غرب سوريا، احتلتها إسرائيل في حرب 1967، ثم ضمتها رسميا عام 1981، وتصنفها الأمم المتحدة “أراضي عربية محتلة نتيجة لأعمال عدوانية”.
لا تزال قضية الجولان معلقة من دون حل سياسي، يرفع معاناة 56 عاما من التشرد والمأساة تطال أزيد من مليوني لاجئ أكثرهم في مراكز للإيواء.
وتقدر مساحة الجولان الكلية بـ1860 كيلومترا مربعا، وتشكل نسبة 1% من مساحة سوريا الإجمالية، احتلت منها إسرائيل في حرب يونيو/حزيران 1967 نحو 1250 كيلومترا مربعا، استعادت منه سوريا 100 كيلومتر مربع عقب حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973.
وتحتل إسرائيل حاليا نحو 1176 كيلومترا مربعا من أراضي الجولان، منها 100 كيلومتر مربع من مساحة المناطق التي كانت مجردة من السلاح وفق اتفاقية هدنة 1949. وإداريا تشكل الجولان واحدة من 13 محافظة في سوريا ومركزه مدينة القنيطرة.