بعد ساعات من سيطرة المعارضة المسلحة على العاصمة السورية ودخولهم إلى القصور الرئاسية ومبنى الإذاعة والتلفزيون، هرب الرئيس المعزول بشار الأسد إلى جهة مجهولة، باختفاء غامض لم يحدد مصيره لغاية الآن.
وتناقلت وسائل إعلام بارزة، بينها “رويترز”، روايات مختلفة، بشأن اختفاء الأسد الغامض، والذي لم يثبت بالدليل، استقراره في روسيا أو قاعدة حميميم أو ذهب إلى بيلاروسيا.
في غضون ذلك، قالت وزارة الخارجية الروسية في بيان اليوم الأحد إن الرئيس السوري المخلوع بشار الأسدغادر البلاد بعد أن استقال من منصبه وأصدر أوامره بتسليم السلطة سلميا.
وقال البيان إنه “نتيجة لمفاوضات بين الأسد وعدد من المشاركين في الصراع المسلح في أراضي الجمهورية العربية السورية، قرر الاستقالة من الرئاسة ومغادرة البلاد معطيا أوامر بالانتقال السلمي للسلطة”.
ولم تذكر الوزارة في البيان مكان الأسد حاليا، وأكدت أن روسيا لم تشارك في أي محادثات بشأن رحيله.
وذكرت الوزارة أن القواعد العسكرية الروسية في سوريا وضعت في حالة تأهب قصوى، لكن لا يوجد تهديد خطير لها في الوقت الحالي، وإن موسكو على اتصال بجميع المعارضة السورية المسلحة وحثت جميع الأطراف على تفادي أي أعمال عنف.
وفي وقت سابق، أفاد موقع “فلايت رادار” لتتبع الطائرات بأن طائرة سورية يشتبه في أنها تقل بشار الأسد غادرت مطار دمشق قبل دخول المعارضة إلى العاصمة دمشق فجر اليوم.
وكانت الطائرة قد حلقت في البداية باتجاه المنطقة الساحلية السورية، معقل الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد، لكنها بعد ذلك غيرت مسارها فجأة وحلقت في الاتجاه المعاكس لبضع دقائق قبل أن تختفي من خريطة الرادار.
وظهرت خلال الساعات القليلة الماضية، العديد من التكهنات بشأن مصير الرئيس السوري الذي استمر حكمه 24 عاماً، فالبعض تحدَّث عن أنه لا يزال متواجداً داخل البلاد، فيما أشار آخرون إلى أنه غادرها إلى وجهة “غير معلومة”.
ولم يتحدث الأسد علناً منذ التقدم المفاجئ الذي أحرزته فصائل المعارضة المسلحة قبل أسبوع عندما سيطر مقاتلوها على حلب بالشمال في هجوم مباغت، قبل السيطرة على عدد من المدن وسط انهيار خطوط المواجهة.
وقال رئيس الحكومة السورية في نظام بشار الأسد، محمد غازي الجلالي، إنه لا يملك معلومات عن مكان تواجد الرئيس السوري، موضحاً أن “آخر تواصل كان مساء السبت، للنقاش حول قضية خدمية”.
ونفى الجلالي، خلال تصريحات تلفزيونية، معرفته بمصير أسرة الأسد، ووضْعهم في القصور الرئاسية.
وفي السياق ذاته، أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، عدم معرفته بمكان تواجد الرئيس السوري، لكنه يعتقد أنه خارج البلاد.
وأضاف فيدان في تصريحات خلال مشاركته في “منتدى الدوحة” في قطر، أن “تركيا لم يكن لديها أي تواصل مع الأسد رغم دعوة الرئيس رجب طيب أردوغان لإجراء محادثات تهدف لتطبيع العلاقات”.
وأفاد موقع “أكسيوس” الإخباري الأميركي، بأن الأسد غادر العاصمة دمشق، مساء السبت، باتجاه قاعدة روسية في سوريا، قبل التوجه إلى موسكو في وقت لاحق.
وقال باراك رافيد، مراسل موقع “أكسيوس”، إنه لا توجد مؤشرات واضحة حول ما إذا كان الأسد قد غادر سوريا بالفعل.
كما نقل مراسل “أكسيوس” عن مسؤول أميركي، لم يسمّه، قوله إن واشنطن تعقبت الأسد وهو يغادر دمشق، إذ تعتقد أنه يخطط للتوجه إلى موسكو.
وذكرت مصادر لـ”بلومبرغ” أن مكان وجود بشار الأسد “غير معلوم” حتى الآن، على الرغم من أن الاعتقاد السائد هو أنه في دمشق أو مسقط رأسه القرداحة، التي تقع بالقرب من قاعدة “حميميم” الجوية الروسية.
فيما قال شخص مطلع إن “من المحتمل أيضاً أن يكون في العاصمة الإيرانية طهران”.
“أزرق العينين” يتوارى عن كل خرائط العالم.. قصة الاختفاء الغامض لبشار الأسد
