اخر الاخبار

استنفار في السليمانية.. تعزيزات أمنية وازدحام مروري بعد صدور مذكرة اعتقال بحق لاهور شيخ جنكي

شهدت مدينة السليمانية، مساء الخميس، انتشاراً أمنياً واسعاً في...

تنسيقية المقاومة العراقية: الطائرات الأميركية تنتهك السيادة وأيادينا على الزناد

قالت تنسيقية المقاومة العراقية في بيان لها إن "الولايات...

بعد زينب جواد.. هيئة الإعلام تمنع “أبو عراق” من الظهور الإعلامي

  قررت هيئة الإعلام والاتصالات العراقية، اليوم الخميس، منع ظهور...

لماذا يموت الأوروبيون من الحر؟

شهدت أوروبا خلال صيف 2025 واحداً من أكثر المواسم...

ذات صلة

أسماء الأبناء السياسية في العراق: من “هتلر” إلى “غزة”

شارك على مواقع التواصل

في نينوى ولدت طفلة يوم أمس، وسميت بـ”غزة”، قال والدها إن سبب التسمية بهذا الاسم تيمناً ووقوفاً مع أهالي غزة.

ليس هذا سلوكا جديدا، في تعامل العراقيين مع أسماء ذويهم، إذ إن أجيال العراقيين تحفل بأسماء مقترنة بأحداث سياسية واجتماعية محلية وإقليمية، وأحيانا تتعدى ذلك إلى أحداث عالمية.

الشاب بن لادن!

في عام 2017، نجح الشاب بن لادن أخيرا في تغيير اسمه إلى أحمد حسين بعدما وافق وزير الداخلية الأسبق قاسم الاعرجي على ذلك، لكن القدر لم يسمح له بالتمتع كثيرا بهذا التغيير إذ توفي في تشرين الثاني من العام نفسه بعدما تعرض الى صعقة كهربائية خلال عمله داخل محله.

الشاب الذي من مواليد العام 2000 حظي على اسمه، تيمنا بأسامة بن لادن، الذي كان نجما ثوريا، كما يصدره الإعلام العراقي، في تصديه لـ”الاحتلال الأميركي”. وهذا هو حال الكثير من التسميات التي ترتبط بشخصيات سياسية أو أحداث اجتماعية كانت تستحوذ على الفضاء العام، يُنظر إليها باستغراب اليوم.

ناصر.. هتلر

في ستينات القرن الماضي، كانت الموجة القومية تجتاح البلاد العربية بقوة، ووصل صداها للبيوتات العربية التي سميت أبنائها تيمنا بتلك الموجة وشخصياتها، وعلى رأسهم جمال عبد الناصر فتجد أسماء من قبيل “جمال”، ناصر”، “وحدة “، “قومية”، شائعة في ذلك الوقت.

لكن النكبات التي تعرضت لها الجيوش العربية خلال النصف الثاني من القرن العشرين، لا سيما الاخفاقات أمام الاحتلال الإسرائيلي، ولد موجة نكوص، وتوجه سياسي لإحياء حركة مشابهة لنازية هتلر، كانت شعور جماعي أكثر من كونها حركة سياسية، وأطلق عليها في ذلك الوقت تسمية “الهتلرية”.

ومن بين المشاهير الذين يحملون اسم هتلر، التشكيلي الشاب، محمد هتلر، الذي يقول في مقابلة متلفزة أن اسمه سبب له الكثير من المشاكل والانتقادات على منصات التواصل الاجتماعي، كما أن اسمه تسبب برفضه من المشاركة بفعاليات دويلة في مجال التشكيل، لكنه رغم هذا يعتز باسم والده، ويقول إنه مميز في العراق.

موجز تاريخ التسميات السياسية

وبالعودة إلى التسميات السياسية خلال تاريخ العراق، نجد في الحقبة الملكية شيوع اسم “فيصل” نسبة إلى فيصل الأول ملك العراق، ومن الشخصيات العراقية الشهيرة بهذا الاسم فيصل لعيبي التشكيلي البصري، كذلك شاع اسم غازي، نسبة للملك غازي.

لاحقا سقطت الحقبة الملكية، وعلى أنقاضها ولدت الجمهورية الأولى عام 1958، واستمرت حتى 1963، وفي ذلك الوقت شاع استخدام اسم “قاسم” نسبة إلى عبد الكريم قاسم الزعيم مؤسس الجمهورية، وشاعت الأسماء الشيوعية “فهد” و”جيفارا” وغيرهم.

في السنوات اللاحقة ساعة الأسماء القومية، ومن بينها “عبد السلام” نسبة إلى عبد السلام عارف، وناصر” و”جمال” و”وحدة”، فضلا عن تسميات من قبيل صلاح الدين، ومعتصم، وهارون وغيرها.

ومع تولي حزب البعث مقاليد الحكم عام 1968، وصولا إلى تسنم صدام الحسين الحكم عام 1979، ودخول البلاد حرب دامت ثمان سنوات، شاعت أسماء من قبيل “قادسية” نسبة إلى قادسية صدام، وحروب، وانتصار، وفتوح، ونصر، وقائد ورائد وبارق (نسبة إلى بارق الحاج حنطة). فضلا عن التسمية بأسماء أبناء صدام “عدي”، “قصي”، و”رغد”، أو “ساجدة” باسم زوجته.

حينما سقط نظام صدام حسين عام 2003، كان لا يزال جرح محمد صادق الصدر الذي اغتيل عام 1999، نديا، ففي السنوات اللاحقة لسقوط نظام صدام، شاعت في الأوساط الشيعية والجنوبية على وجه التحديد، تسميات من قبيل “صدر”، وبنسبة أكبر “مقتدى” و”مؤمل”.

لم يتوقف التفاعل مع الأحداث السياسية والاجتماعية، في السنوات الماضية، فخلال عمليات التحرير من سيطرة داعش (2014-2017) لم يتردد بعضهم من إطلاق تسمية “حشد” على أبنائه. وخلال تظاهرات تشرين عام 2019، اطلق اسم “صفاء” على عدد من الولادات نسبة إلى صفاء السراي، الذي قضى خلال التظاهرات الشعبية وقتها.