أثار مقطع مصور، يوم أمس الجمعة، جدلا كبيرا في الناصرية، وثق مجموعة تعبث في أضابير قسم أملاك بلدية المدينة، خلال تعطيل الدوام.
المقطع أظهر مجموعة من الأشخاص يفترشون الأرض بالأضابير، يسألهم مَن يوثق المقطع: “جمعة اليوم شعدكم بالمعاملات”، وفور نهوض عدد منهم ينقطع التصوير.
ثم يظهر مقطع آخر، يتهم فيه صاحب المقطع، الناشط زياد هاشم سرحان، بالتلاعب بالأضابير خلال يوم الجمعة رغم أنها عطلة رسمية.
ولم يتضح كيف استطاع صاحب المقطع الدخول إلى مبنى بلدية الناصرية، رغم وجود حرس مكلفين بتأمين المكان، لكن العديد ممن تداولوا المقطع أشاروا إلى أن صاحب المقطع هو الناشط جعفر الموسوي.
وعلى حسابه في منصة فيسبوك، وجه الموسوي قبل 10 ساعات رسالة إلى محافظ ذي قار، وقائد شرطة المحافظة، قائلا إن 4 مركبات مجهولة، وأكثر من 10 أشخاص يبحثون عن داره، وإنه تعرض للتهديد عدة مرات”.
“أصبحت مهددا بالقتل”، يقول الموسوي ويضيف: “أبلغت مركز الشرطة وعمومتي بأسمائهم وعددهم، وهم المتهمون بحق أي جريمة ترتكب ضدي”.
إثر ذلك وجه محافظ ذي قار مرتضى عبود الإبراهيمي، يوم أمس الجمعة، بتشكيل لجنة تحقيقية لتشخيص كل المتهاونين والقائمين بالتجاوز على أضابير قسم أملاك بلدية الناصرية.
وبحسب البيان فإن اللجنة “ستنهي أعمالها خلال 48 ساعة وتم منحها جميع الصلاحيات للاستجواب وحسب القانون وعلى دائرة بلدية الناصرية تسهيل اعمال اللجنة بكل دقة والتزام”.
لكن مواطنين من الناصرية، شككوا بجدوى تشكيل اللجنة وقالوا إن هذا يعني تسويف المسألة وتمييعها.
فيما أكد مدير شعبة املاك بلدية الناصرية حمود الحصونة أنه “سيتم مقاضاة كل شخص دخل الى شعبة الاملاك اليوم الجمعة مخول او غير مخول وحتى الموظفين وسيتم محاسبتهم قانونيا واداريا”.
وأضاف: “ليس لدينا علم بما حدث في الدائرة يوم أمس، سابقا كنا نمارس عملنا في العطل بسبب الضغط، ثم توقفنا عن ذلك إثر كتاب من المحافظ يمنع الدوام خلال العطل”.
“خلاف بين ناشطيَن”
وبالعودة إلى الاضابير التي عبث بها الأشخاص، يقول أحد الكسبة ممن ينتظرون الحصول على قطعة أرض، رفض الكشف عن اسمه خشية الملاحقة القانونية أو العشائرية: “وصلنا إشعار في مجموعة على فيسبوك معنية بمطالب الكسبة، ورأينا المقطع المصور، بعد ذلك وثق الموسوي مقطعا آخر وهو يركض خارجا من البلدية طالبا نجدته، وعلى الفور توجهت إلى مقر البلدية، وهناك وجدت عدد من الكسبة الذين سبقوني إلى المكان”.
وأوضح: “إن هذا خلاف بين ناشطيَن وموظفين في بلدية الناصرية ونافذين بشأن حصصهم من قطع الأراضي، والضحية هم الكسبة فقط”، مبينا أن “الهدف من البحث عن الاضابير هو تغيير وصولات بعض الأراضي، بالأخص ذات المبالغ العالية، واستبدالها بأخرى رخيصة وبعيدة، كذلك لبيع وصولات أخرى لأشخاص دفعوا رشى جزاءها”.