اخر الاخبار

حريق في كربلاء.. إنقاذ 60 نزيلاً من جنسيات مختلفة داخل فندق مخالف للتعليمات

أعلنت مديرية الدفاع المدني، اليوم الجمعة، إنقاذ 60 نزيلاً...

الأكبر في برشلونة.. العثور على أربعة أطنان من الكوكايين في حاويات الأرز

ذكرت وكالة "رويترز" نقلا عن السلطات الإسبانية، اليوم الجمعة،...

شنشيل: مباراة الأرجنتين الأصعب.. جاهزون للواقعة

أكد مدرب المنتخب الأولمبي راضي شنيشل، اليوم الجمعة، أن...

بعد “عفو عام” من “قسد”.. الحشد يعزّز انتشاره في مداخل القائم

عززت مديرية أمن الحشد الشعبي، اليوم الجمعة، انتشار المقاتلين...

بأكثر من 100 مليون دولار.. العراق ثاني مستوردي الحمضيات التركية خلال 6 أشهر

ورد العراق في المرتبة الثانية بعد روسيا، كأكثر الدول...

ذات صلة

أم الورد.. “منطقة سوداء” في قلب الجادرية

شارك على مواقع التواصل

لطالما اقترن اسم منطقة الجادرية وسط العاصمة بغداد، برفاهية العيش بوصفها منطقة مرموقة ووجهة لسكان العاصمة والقادمين من خارجها، لكن الشوارع التجارية والعقارات الواسعة لهذه المنطقة، تخبئ منطقة عشوائيات تتكدس فيها بيوت صغيرة، تشكل “منطقة سوداء” ذات عوالم مختلف، تُعرَف باسم “أم الورد”.

حول هذه المنطقة التي “تخلو من أي ورد”، تدور الكثير من الإشاعات عن تسليب ونشل المستطرقين، فضلا عن إيواء مخالفين للقانون، ومروجين للمواد المخدرة وسوق سوداء.

تقع منطقة أم الورد ضمن مدخل منطقة الجادرية في مربع يمتد من ساحة جسر الطابقين إلى حدود منطقة الزوية تقريباً، ويعود تاريخ تأسيسها إلى نهاية خمسينات القرن العشرين، وتحديداً بعد ما قام رئيس الوزراء آنذاك عبد الكريم قاسم، بتوزيع عدد من الأراضي لعوائل الموظفين من المحافظات الجنوبية، ما دعا بعض الأهالي لانتهاز فرصة القدوم إلى بغداد، بسبب الأوضاع المعيشية السيئة التي مروا بها.

 لكن العائلات التي تخلت عن سكناها في عدة مناطق من محافظات ذي قار وميسان، وقدمت نحو العاصمة بحثاً عن فرصة عيش جيدة في بغداد، صُدِمَت بمعرفة أنهم غير مشمولين بتوزيع الأراضي، الأمر الذي لم يردعهم عن تحقيق حلم السكن في بغداد.

آنذاك وقعت الأنظار على بستان مخصص لزراعة الورد في منطقة الجادرية، وسرعان ما تم تقسيمه والسكن فيه “أمام عجز حكومي واضح” حسب وصف الحاج “أبو علي”، وهو يعمل في مجال بيع وإيجار العقارات في منطقة الكرادة.

ويوضح “أبو علي”، وهو من سكنة الكرادة القدامى، في حديثه مع موقع “إيشان”، أن “أهالي أم الورد عرفوا منذ السبعينات بطابعهم العنيف، وذلك بسبب ما تعرضوا له من مضايقات من اجل إخلاء المنطقة، لكنهم أصروا على البقاء فيها وعدم العودة للمحافظات التي قدموا منها، ما جعلهم معروفين لأهل الكرادة بأنهم أشقياء ويعشقون المشاكل ويتجنبهم أهالي الكرادة بسبب طبعاهم”.

ويضيف الحاج أبو علي أن “منطقة أم الورد تعرضت لإهمال كبير من قبل الجهات الحكومية، سواءً من حكومة ما قبل 2003 وحتى الحكومات المتعاقبة بعد سقوط النظام السابق، وهي غير مسجلة في السجلات الحكومية، وأخذت اسمها من بستان الورد الذي أقيمت فوقه المنازل الحالية”.

 

“المنطقة السوداء”

 

“اسمها أم الورد، لكنها تخلو منه”، يقول حسن باسم، الذي حاول استئجار شقة سكنية فيها لرخصها مقارنة بالجادرية، قبل أن يعدل عن الأمر بنصيحة من صاحب عقارات قريب على المنطقة، والذي فهم منه أن “المنطقة غير صالحة للسكن، تنتشر فيها بيوت قديمة تسكنها عوائل فقيرة، وبيوت جديدة لا طابو فيها ولا سند، كما ينتشر فيها باعة النفط والبنزين بغير رخصة (سوق سوداء) وأنها مرتع خصب للجريمة”.

تتناقض الآراء حول أهالي أم الورد، إذ إن الصحفي “م. ر” وهو من أهالي الكرادة وفضّل عدم ذكر اسمه لعلاقته ببعض أهالي منطقة أم الورد، قال إن “أم الورد كانت منذ زمن طويل تعرف بتورط أغلب أبنائها بعصابات السرقة والتسليب، ويتصف أبناء تلك المنطقة بالعنف الشديد ويتحاشاهم أغلب أبناء الجادرية والكرادة عموماً، رغم اختلاطهم بالناس خاصة في مدارس الكرادة التي يتشاركون في مقاعدها مع بقية الأهالي”.

لكن جاسم الكناني، وهو من سكنة منطقة الزوية في الكرادة يرى غير ذلك، ويقول إن “أهالي أم الورد من الغالبية البسيطة ويسكنون في منازل عشوائية، وتعرضوا للكثير من الإهمال والتقصير”، داعياً لــ”الاهتمام بالمنطقة وتقديم الخدمات لأهاليها كونهم من سكنة الكرادة القدماء، وغالبيتهم ولدوا في الكرادة منذ سنوات طويلة”.

أما أحمد، الذي اكتفى بذكر اسمه الأول فقط، وهو من أهالي المنطقة، يقول إن “أم الورد هي المنطقة السوداء في الجادرية، فهي غير صالحة لسكن العوائل بسبب انتشار العصابات والسرقة، كما أن سكانها القدامى تعايشوا مع وضعها، لكن الوافدين الجدد سيعانون من صعوبة كبيرة تتمثل بتعرضهم للسرقات والابتزاز وغيرها”.

“أم الورد 2030”

من جانبه بيّن مدير العلاقات والإعلام في أمانة بغداد والناطق باسمها محمد الربيعي، في تصريح لموقع “إيشان” أن “موضوع منطقة أم الورد في الجادرية موضوع قديم قبل عام 2003، وحتى الآن لم تنته قصة هذه المنطقة، رغم وجود محاولات في أمانة بغداد من خلال استشارات ودراسات بيئية واجتماعية وتخطيطية عمرانية، منذ عام 2011، لكن ليس هناك تحرك فعلي من قبل أمانة بغداد بما يخص تلك المنطقة”.

ويضيف الربيعي أن “الرؤية الاستراتيجية لعام 2030 والتصميم الأساس لمدينة بغداد بعد المصادقة، فإن منطقة أم الورد والجادرية عموماً تعتبر مركز بغداد، ومن الممكن أن يصبح هناك بناء أبراج سكنية، وبناء عمودي كمجمعات سكنية تليق باسم المنطقة فهي مما يعرف في أمانة بغداد باسم (زون كلاس أي)، أي من المناطق بتصنيف ممتاز”.

وأشار الربيعي إلى أن “تلك المنطقة وضمن التخطيط المستقبلي والاكتظاظ السكاني فمن الممكن أن يتم بناء أبراج سكنية من 25 إلى 30 طابقاً، حسب رؤية التخطيط الإنمائي الشامل لعام 2030”.