اخر الاخبار

أغلقت الصناديق.. انتهاء عملية الاقتراع الخاص لمنتسبي القوات الأمنية

أغلقت صناديق الاقتراع الخاص تلقائياً مساء اليوم عند الساعة...

لا يوجد أي تمديد.. مفوضية الانتخابات: انتهاء الاقتراع الخاص عند السادسة مساء

أعلن عضو الفريق الإعلامي لمفوضية الانتخابات، عماد جميل، اليوم...

تعتمد التكنولوجيا.. الأمن الوطني: خطة استخبارية متكاملة لتأمين انتخابات 2025

أكد المتحدث الرسمي باسم جهاز الأمن الوطني العراقي، أرشد...

التصويت الخاص.. المفوضية تعتمد تقنية الكاميرا للتحقق البايومتري من هوية الناخبين

اعتمدت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، تقنية الكاميرا للتحقق البايومتري...

مطار البصرة يستقبل 9 طائرات هبطت اضطرارياً بسبب سوء الأحوال الجوية في الكويت

أعلنت وزارة النقل، اليوم الأحد، أن مطار البصرة الدولي،...

ذات صلة

“إيشان” تذكّر متابعيها بأبرز أحداث 2023.. بدأت باحتفالات وانتهت بصواريخ

شارك على مواقع التواصل

مع نهاية كل عام وبداية آخر، يعبر العراقيون عن أملهم في إصلاح ما أفسد في “بلاد ما بين النهرين” منذ تأسيس الجمهورية في 1958 وحتى 2023، والتي شهدت فيها هذه الحقبة آلاف الأحداث المتنوعة، لا سيما الفترة التي أسقط فيها نظام صدام حسين ودخول القوات الأمريكية إلى البلد.
جردة حساب لأحداث 2023

بدأ العام الذي يقترب من النهاية، مستقراً بعض الشيء بعد انتهاء المعركة السياسية بين التيار الصدري والإطار التنسيقي، والتي تمكن فيها الأخير من تشكيل حكومة برئاسة محمد شياع السوداني بعد انسحاب الصدر من العملية السياسية.
وشهد العراق لأول مرة بعد 2003، مصادقة البرلمان على رئيس وزراء بأغلبية القوى السياسية الشيعية والسنية والكردية، التي كانت مؤتلفة في إطار ما عرف بـ”تحالف إدارة الدولة”، إلى جانب الدعم غير المحدود الذي قدمته له قوى “الإطار التنسيقي”، وبغياب خصم لدود هو مقتدى الصدر وتياره عن البرلمان والحكومة.
وفوق ذلك، كان السوداني قد ورث من سلفه رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي خزينة مالية عامرة قدرت بنحو 85 مليار دولار، وأكثر من 100 طن من الذهب، إلى جانب فضاء الأمن النسبي الذي عاشته البلاد بعد سنوات مريرة من الاضطرابات والعنف.
مطلع العام حمل أملاً جديداً بعودة البلاد إلى حظيرة الدول الطبيعية، وإلى محيطها العربي نتيجة الزيارات التي قام بها السوداني، وكذلك بعد أن نجحت، ولأول مرة بعد 42 عاماً، في تنظيم دورة الخليج العربي لكرة القدم بمحافظة البصرة، وشاء حسن الطالع والمستويات الفنية التي قدمها المنتخب الوطني أن يتوج بكأسها لرابع مرة بعد فوزه فيها آخر مرة عام 1988.
أجواء التنظيم كانت مثالية، وفق معظم المراقبين والمحللين الرياضيين، وتمكن المشجعون العرب من دول الخليج من زيارة العراق وسط أجواء من الألفة والمحبة كانت قد غابت لنحو 4 عقود سابقة، مما ترك انطباعاً عاماً لدى المواطنين العراقيين بأن بلادهم في طريقها إلى التعافي.
ومع ذلك، كانت ثمة حالة من التفاؤل الحذر في بلاد تخوض منذ عقود في بحر من الاضطرابات وعدم الثبات، غير أن الآمال الجديدة دعمها إجراء مالي في (شباط)، حين قرر البنك المركزي العراقي وبالتنسيق مع الحكومة العراقية، رفع قيمة الدينار العراقي أمام الدولار لتصبح 1320 ديناراً مقابل الدولار الواحد، بعد أن خفضت الحكومة السابقة قيمته إلى 1460 للدولار الواحد مما ترك اضطراباً في الأسواق، وأدى إلى ارتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية، لكن الرفع الجديد لم يأتِ بنتائجه المرجوة، وأحدث اختلالاً كبيراً في الأسواق، بحيث لامست أسعار الصرف في بعض الأوقات حاجز 1800 دينار للدولار الواحد، مما سمح بتراجع منسوب التفاؤل في وقت مبكر، خصوصاً مع الأحداث المتتالية اللاحقة.
ومع أن الحكومة كسبت في (آذار) حكماً قضائياً دولياً ضد تركيا بشأن ارتكابها مخالفات في قضية نفط إقليم كردستان الذي يعبر إلى ميناء جيهان، إلا إن التداعيات اللاحقة لهذا الحكم تسببت في خسارة العراق أكثر من 5 مليارات دولار بعد إيقاف ضخ النفط المتواصل منذ ذلك التاريخ.
وفي (أيار)، حكمت المحكمة الاتحادية ببطلان قانون النفط والغاز في إقليم كردستان، ليزيد الأمور تعقيداً في قضية نفط الإقليم، ويفتح الباب أمام تجدد الأزمة السياسية بين بغداد وأربيل اللتين كانتا تعولان على تجاوز خلافاتهما عبر تحالف “إدارة الدولة” الذي اشترك فيه الشيعة والأكراد لتمرير حكومة السوداني.
وفي الشهر ذاته، أصدرت المحكمة الاتحادية حكماً آخر ذهب إلى عدم دستورية تمديد عمل برلمان إقليم كردستان المنتهية ولايته، والذي كانت تهيمن عليه أربيل عبر ممثلي “الحزب الديمقراطي الكردستاني” بزعامة مسعود بارزاني.
ورغم ملامح الأزمة السياسية الآخذة في التشكل بين بغداد وأربيل، فإن البرلمان الاتحادي نجح خلال (حزيران) في تجاوز خلافاته المعتادة، وصوّت بالأغلبية على قانون الموازنة الاتحادية لعام 2023 والعامين المقبلين، في خطوة تتخذ لأول مرة منذ عام 2003، فقد درجت العادة سابقاً على التصويت لموازنة واحدة كل عام.
في حزيران أيضاً، تفجرت قضية حرق المصحف الشريف بالسويد على يد مهاجر مسيحي من أصل عراقي، مما تسبب في إحداث غضب شعبي شديد وأزمة سياسية مع السويد، خصوصاً بعد اقتحام أتباع التيار الصدري السفارة السويدية في بغداد وإحراقها، ومن ثم استدعاء الحكومة السفير السويدي، وكذلك استدعاء سفيرها في استوكهولم.
وفي (تموز)، شهد العراق اختفاء باحثة إسرائيلية دخلت العراق بجواز سفر روسي، وما زال مصيرها مجهولاً في عهدة المحتجزين الذين بثوا لها مقطعاً مصوراً تحت عنوان “الجاسوسة الإسرائيلية” والتي تحدثت فيه عن أسباب دخولها إلى البلد.

وفي (آب)، تناقلت وسائل الإعلام المختلفة والأوساط السياسية، أخباراً حول زيادة أعداد الجنود الأميركيين في العراق، إلى جانب الكلام عن حشود عسكرية أميركية على الحدود العراقية – السورية، وكانت التكهنات تدور حول إمكانية شن واشنطن هجمات عسكرية ضد بعض الفصائل المسلحة الحليفة لإيران، قبل أن تبادر بغداد وواشنطن إلى نفي تلك الأقاويل.
وشهد شهر (أيلول) حادثاً مأساوياً هز مشاعر البلاد بعد أن نشب حريق هائل في قاعة “الهيثم” للأعراس بقضاء الحمدانية بمحافظة نينوى (شمال)، أودى بحياة ما لا يقل عن 120 شخصاً، وأدى إلى إصابة العشرات بحروق وجروح خطرة.
واستمراراً لمسار الأزمات، تفجرت في كركوك بالشهر ذاته أزمة مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي تسيطر عليه القوات الأمنية منذ عام 2017، ويطالب الحزب باسترجاعه، لكن الاعتراضات العربية والتركمانية حالت دون ذلك، وانتهت الأزمة بمصرع 4 عناصر من الحزب خلال مواجهة مع القوات الأمنية أمام المقر، وانتهت الأزمة لاحقاً بعد قيام الحزب الديمقراطي بإهداء مقره إلى جامعة كركوك.
في شهر تشرين الأول، بدا أن كل شيء في العراق قابل للانفجار مع دخول الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي في غزة مرحلة جديدة، ومع حالة البعد الجغرافي العراقي بالنسبة إلى منطقة الصراع هناك؛ فإن الهجمات الصاروخية التي بدأت شنها الفصائل العراقية على المناطق والمعسكرات التي توجد فيها القوات الأميركية في العراق وسوريا، كانت ولا تزال تعيد البلاد إلى نقطة الصفر الحربية التي بالكاد تمكنت من تجاوزها.
وبحلول شهر (تشرين الثاني)، بدا أن البلاد عادت إلى سيرة الأزمات السياسية الكبيرة التي ألمت بالبلاد خلال العقدين الماضيين، وذلك حين قررت المحكمة الاتحادية العليا إنهاء عضوية رئيس البرلمان محمد الحلبوسي من مجلس النواب، على خلفية اتهامه بالتزوير والابتزاز، مما وضع البلاد على كف عفريت لأكثر من أسبوعين، خصوصاً مع النفوذ السياسي الذي يحظى به الحلبوسي في المحافظات السنية.
وفي الشهر ذاته؛ شنت الولايات المتحدة الأميركية هجمات صاروخية على مقار وقواعد للفصائل في جرف الصخر بمحافظة بابل وفي أماكن غرب بغداد، وفي محافظة كركوك، وأوقعت شهداءً وجرحى، رداً على الهجمات التي شنتها تلك الفصائل على قاعدة “عين الأسد” في الأنبار، وقاعدة “حرير” في أربيل، مما وضع حكومة رئيس الوزراء السوداني في حرج شديد مع شركائها في العملية السياسية وحليفتها واشنطن.
وفي منتصف (كانون الأول)، أعلنت حكومة السوداني نجاحها في إلقاء القبض على بعض العناصر المتورطة في الهجمات، بعد أن كانت واشنطن تمارس ضغوطاً على بغداد لإلقاء القبض عليهم ومحاسبتهم قضائياً.
واختتم العراق عامه الصعب بإجراء الانتخابات المحلية في 18 ديسمبر، بعد توقف استمر نحو 10 سنوات.