أكد رئيس المركز الإستراتيجي لحقوق الإنسان في العراق، فاضل الغراوي، أن الازدحامات المرورية تمثل تحديًا كبيرًا أمام الاقتصاد الوطني، حيث تؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على سوق العمل ومستوى الإنتاجية.
وأشار الغراوي إلى أن الدراسات تؤكد أن العمال يقضون وقتًا طويلًا في الازدحامات بدلًا من العمل، حيث يخسر الموظفون في المدن الكبرى حوالي 100-150 ساعة سنويًا بسبب هذه المشكلة، وفقًا لتقرير INRIX Global Traffic Scorecard لعام 2023.
وأضاف أن هذه الخسائر تؤدي إلى تقليل الإنتاجية، مع تقديرات تشير إلى أن العراق يخسر حوالي 1.5% من ناتجه المحلي الإجمالي بسبب الازدحام المروري.
وأوضح الغراوي أن الازدحام المروري في العراق يستهلك كميات كبيرة من الوقود، ما يؤدي إلى زيادة التكاليف اللوجستية على الأفراد والشركات، وتقدر التكلفة الاقتصادية للازدحام في المدن الكبرى بين 1-2 مليار دولار سنويًا.
كما أن تأخر حركة البضائع والخدمات يعطل سلاسل التوريد، ما يقلل من القدرة التنافسية للشركات بنسبة تصل إلى 20%.
وأضاف الغراوي أن المشكلة لا تقتصر على الجانب الاقتصادي، بل تمتد إلى التأثير البيئي والصحي. فالازدحام يزيد من انبعاثات الغازات الضارة، ما يؤدي إلى ارتفاع معدلات التلوث والأمراض التنفسية بنسبة تصل إلى 30% في المناطق الأكثر ازدحامًا، وفقًا لتقارير الأمم المتحدة.
وعلى الجانب النفسي، أشار الغراوي إلى أن الازدحامات تسبب ضغوطًا يومية تؤثر على الصحة النفسية للأفراد، حيث يعاني 40% من الأشخاص من التوتر الناتج عن التأخير في التنقلات، مما يؤدي إلى اضطرابات النوم وزيادة مستويات التوتر.
وأشاد الغراوي بالتقدم الذي تحرزه الحكومة في معالجة هذه المشكلة من خلال إنشاء الجسور والأنفاق وتوسعة الطرق، لكنه دعا إلى اتخاذ خطوات أكثر شمولًا لحل الأزمة.
وشملت مقترحاته تحسين البنية التحتية للنقل العام، إنشاء طرق حلقية ومعايير دولية بين المحافظات، تسقيط السيارات القديمة، والاستثمار في وسائل النقل المستدامة.
وأكد الغراوي أن معالجة الازدحام المروري يجب أن تكون أولوية وطنية لتحسين الإنتاجية الاقتصادية وتقليل التكاليف البيئية والصحية على المدى الطويل.