اخر الاخبار

الكيان “يرفض” الانسحاب الكلي من لبنان.. وبري يؤكد: لن نقبل بشروطه

أعلن رئيس البرلمان اللبناني، نبيه بري، تلقيه بلاغاً من...

أعضاء في الكونغرس يعارضون فكرة ترامب بالسيطرة على غزة: تراجع عن تصريحاتك

جمع ١٤٣ عضواً في الكونغرس الأمريكي، تواقيع، على رسالة...

بعد أكثر من 14 عاماً.. أصالة نصري تعود إلى سوريا بحفل ضخم مرتقب

كشفت مصادر مقربة من الفنانة أصالة نصري عن تحضيرات...

صولة وزارية على محلات القصابة: آلاف المخالفات ومصادرة أطنان من اللحوم

أعلنت وزارة الزراعة، اليوم الخميس، عن حصيلة المخالفات المتعلقة...

بين الدوحة والقاهرة.. وفد يلحق آخر لإنقاذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة من الانهيار

  تتواصل المباحثات، في الدوحة والقاهرة، بهدف تثبيت اتفاق وقف...

ذات صلة

“اغتراب الحنانة”.. الصدر والقلق الشيعي: من حكومة بني العباس إلى حكم بني أمية

شارك على مواقع التواصل

في منتصف أيلول من العام 2023، أطلق زعيم التيار الشيعي الوطني، السيد مقتدى الصدر، وصف “حكومة بني العباس” على الحكومة التي شكلها الإطار التنسيقي، ليجد نفسه اليوم أمام متغيرات إقليمية “خطيرة” تتمثل في سيطرة الأطراف المتشددة بالكامل على سوريا. وقد أطلقوا من “الجامع الأموي” إعلان إسقاط نظام بشار الأسد، لتبرز آراء صدرية جديدة لمواجهة متغيرات ما وصفوه بـ”حكم بني أمية” لسوريا. فكيف ستتبلور النظرة الصدرية للواقع العراقي والإقليمي الجديد؟

ويعيش التيار الوطني الشيعي حالة من “الاغتراب السياسي والاجتماعي”، بسبب شدة التداعيات السياسية والإقليمية التي عصفت بالعراق والمنطقة منذ لحظة انسحاب الكتلة الصدرية من البرلمان وصولًا إلى سقوط نظام بشار الأسد.

وتزداد الهوة اتساعًا بين المشروع الصدري للحكم والواقع العراقي والدولي. هذا الأمر عزز تداعياته وصول دونالد ترامب إلى رئاسة الولايات المتحدة، الذي رماه الصدر بأقذع الأوصاف منذ رئاسته للبيت الأبيض للمرة الأولى عام 2017.

“الاغتراب السياسي” هذا، يراه أنصاره نتيجة حتمية لعدم وجود خارطة طريق واضحة للكتل السياسية لحماية العراق من المخاطر الاجتماعية والسياسية والدولية. وهو دليل على أن “السيد الصدر لم يعد يريد المشاركة في نظام سياسي قائم على المحاصصة الطائفية والسياسية والمصالح الحزبية”، وفق آراء صدرية.

مواقف الصدر من الأزمة السورية

منذ اندلاع الأزمة السورية في عام 2011، شكلت مواقف الشخصيات السياسية والدينية في العراق تأثيرًا ملحوظًا على مجريات الأحداث في سوريا.

وكان السيد مقتدى الصدر من بين الشخصيات البارزة التي عبّرت عن مواقف حاسمة تجاه تطورات الأوضاع في الجارة سوريا.

في إطار تحليله للواقع السياسي في العراق وسوريا، قام بوصف حكومة محمد شياع السوداني في العراق بـ”حكومة بني العباس”، معبرًا عن رفضه للهيمنة السياسية والفساد المستشري في الحكومة العراقية.

هذا الوصف يعكس استياء الصدر من استمرار نفس السياسات التي عانى منها العراق في فترات سابقة، حيث كان يربط بين حكومة السوداني وما يراه استمرارًا لنظام سياسي يعكس الفساد والتسلط على السلطة.

حكم بني أمية في سوريا

أما في سوريا، فإن الصدريين باتوا ينظرون إلى لحظة “انطلاق حكم بني أمية من المسجد الأموي”، الذي ألقى فيه رئيس الإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني)، أولى خطبه بعد وصوله إلى دمشق.

ويرون في تلك اللحظة الحاسمة تغييرًا قد يعيد تشكيل المعادلات السياسية في العراق بشكل كامل. ينظر طيف واسع من العراقيين إلى “متبنيات الفصائل المسلحة في سوريا” على أنها امتداد لحكم بني أمية في ملاحقة العلويين والشيعة والتضييق عليهم بوسائل دموية، ما يعكس خطرًا حقيقيًا على العراق الذي يعاني من تشوهات طائفية وسياسية كثيرة.

موقف السيد الصدر من تغيّرات سوريا

وفي هذا الصدد، يقول الأكاديمي القريب من الأوساط الصدرية، مجاشع التميمي، إن “السيد الصدر سبق وأن دعا الحكومة والفصائل العراقية المسلحة إلى عدم التدخل في ما يحصل بسوريا، وذلك مع سيطرة المعارضة السورية المسلحة على مدينتي حلب وحماة، ومناطق أخرى في الشمال السوري، أي قبل سقوط بشار الأسد”.

 

وتابع في حديثه لـ “إيشان”: “كان السيد الصدر صاحب بصيرة ثاقبة في قراءة المشهد السوري، وهي رؤيا متوافقة مع رؤية غالبية القوى الوطنية وربما مع رؤية مرجعية السيد السيستاني”.

ومضى قائلاً: “أرى أن التوافق بين السيد الصدر ورئيس الوزراء محمد شياع السوداني قريب في هذه القضية، وهي رؤية لا يختلف عليها اثنان، خاصة وأن محور المقاومة قد خسر غزة وجنوبي لبنان. وبالتالي، الدخول في الصراع السوري هو انتحار وخسارة لكل مهتم بالشأن السوري”.

 

وبين: “أما بخصوص توصيف حكومة بني العباس على حكومة السوداني، فهو توصيف لمرحلة معينة. وبرأيي، كان السيد الصدر حينها ممتعضًا وناقمًا على قوى الإطار، ولم يصدر من الصدريين أية مضايقات. لذلك، لا يمكن أن يقف الصدر متفرجًا على أزمة قد تغرق العراق، لذلك قال رأيه بشأن الأزمة السورية وكان له تأثير إيجابي، وشجع السوداني على اتخاذ موقف قوي ووطنّي في منع التدخل في سوريا رغم ضغوط إيران وفصائل المقاومة”.

وأضاف: “السيد الصدر تعامل بعقلانية ومسؤولية تجاه أزمة كادت أن تتسبب بكارثة للعراق. ولا أعتقد أن هذا الموقف كان بالتنسيق مع السيد السوداني، لكن مآلات الأزمة السورية في حال التدخل يمكن أن تسبب كارثة في العراق”. وتابع: “لا أعتقد أن السيد الصدر فرض عليه أمر الواقع تجاه ما يحدث في سوريا، لأن الصدر كان معارضًا منذ 2011 للتدخل في الشأن السوري، وحينها تعرض لحملات إعلامية مضادة من قبل القوى الشيعية وإيران.

لكن القضية هي أن أزمة سوريا كانت منذ البداية ذاهبة لإسقاط الأسد، لذلك كان استقراء الصدر دقيقًا وواقعيًا”.

دعوة الصدر بعد سقوط الأسد

ومنذ لحظة سقوط نظام الأسد، دعا السيد الصدر الحكومة والفصائل العراقية المسلحة إلى “عدم التدخل” في الأحداث الجارية في سوريا، وذلك تزامنًا مع سيطرة الفصائل المسلحة على مدينتين سوريتين رئيسيتين.

وقال الصدر في منشور له على منصة “إكس”: “نراقب الوضع في الجارة العزيزة سوريا بدقة، ولا نملك لشعبها الحر الأبي بكل طوائفه إلا الدعاء، عسى الله أن يدفع عنهم البلاء والإرهاب والتشدّد والظلم والطائفية والتدخلات الخارجية”.

وتابع: “ما زلنا على موقفنا من عدم التدخل في الشأن السوري، وعدم الوقوف ضد قرارات الشعب فهو المعني الوحيد بتقرير مصيره”.

وأكد على “ضرورة عدم تدخل العراق حكومةً وشعبًا، وكل الجهات والقوات الأمنية في الشأن السوري كما كان ديدن بعضهم في ما سبق”، داعيًا “الحكومة إلى منعهم من ذلك ومعاقبة كل من يخرق الأمن السلمي والعقائدي”.