في تحوّل آخر، يطوي زعيم هيئة تحرير الشام سابقاً والرئيس السوري حالياً أحمد الشرع أو الجولاني صفحة الشعارات القتالية والخطابات الجهادية، ليفتح باباً جديداً أمام معادلة مختلفة تقوم على التهدئة والتفاهمات الأمنية.
ومع اقتراب توقيع اتفاق بين دمشق وتل أبيب برعاية أميركية، يطرح المشهد السوري أسئلة عميقة حول مستقبل الصراع، وكيف انتقلت لغة المواجهة إلى معادلة التعايش مع إسرائيل.
وأفادت مصادر سورية رفيعة المستوى، أن دمشق وتل أبيب بصدد توقيع اتفاق أمني برعاية الولايات المتحدة، في الخامس والعشرين من أيلول المقبل، وذلك بعد سلسلة محادثات غير معلنة جرت خلال الأشهر الماضية في باريس.
المصادر أوضحت أن الاتفاق المرتقب سيقتصر على الترتيبات الأمنية في جنوب سوريا وتهدئة التوترات على الحدود، دون أن يشمل اتفاق سلام شامل.
وبحسب التسريبات، فإن الإعلان عن الاتفاق سيسبقه في الرابع والعشرين من الشهر ذاته، خطاب للرئيس السوري أحمد الشرع أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وهو أول خطاب له أمام الأمم المتحدة منذ توليه منصبه.
في السياق ذاته، كشفت مصادر دبلوماسية أن وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني عقد اجتماعات في باريس مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، لمناقشة تفاصيل الاتفاق، فيما أكدت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” اجتماع الشيباني مع وفد إسرائيلي، من دون أن تكشف هويات المشاركين.
وتأتي هذه التطورات بعد أن شهدت المحادثات السابقة بين الطرفين في تموز الماضي حالة من الجمود، قبل أن تعود الوساطة الأميركية وتدفع باتجاه إبرام اتفاق.