“أريد أن أذكر مواطني دولة إسرائيل عندما تأكلون شيئا أو تشربون شيئا تذكرونا نحن الأسرى الذين لم نحظ بمثل فرصتكم بالتمتع بالطعام والشراب الذي تأكلونه وتشربونه”، الأسير ألكسندر توربانوف.
ونشرت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، اليوم، رسالة ألكسندر توربانوف، أحد الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لديها منذ بداية معركة طوفان الأقصى.
يقول توربانوف: “منذ عام وأنا في أسر مجاهدي الجهاد الإسلامي.. سنة من نقص الطعام والشراب والكهرباء”، مضيفا: “الآن أيضا نقصت احتياجاتنا الأساسية من الصابون والشامبو، وظهرت عندي مشاكل جلدية لم تكن سابقا بسبب هذا الوضع”.
ورغم هذا ظهر الأسير الذي يبلغ من العمر 28 عاما، بكامل صحته، بلا آثار تدل على سوء التغذية، أو سوء المعاملة، على الرغم من مضي 400 يوم على أخذه أسيرا خلال عملية طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) من العام الماضي، فكيف بقي على هذه الهيئة رغم الحصار على غزة منذ عام، والمجاعة التي تضرب القطاع؟
وقبل أسابيع ارتقى رئيس حركة حماس، يحيى السنوار شهيدا بعد مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، في أحد منازل حي تل السلطان جنوبي القطاع، واللافت أن تشريح جثته أظهر أنه لم يأكل شيئا خلال آخر 72 ساعة من استشهاده، وفقا لصحيفة “هيوم” العبرية.
العلكة التي وجدها جيش الاحتلال في جيوب سُترة السنوار على بطنه الخاوية، والمقطع الأخير للأسير توربانوف، تدحضان كل روايات الإعلام الإسرائيلي والإعلام الدولي المساند له بشأن سوء معاملة الأسرة.
“ما أسمعه يشعرنا بالخجل”
وفي وقت سابق ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن شهادات الأسرى المفرج عنهم مؤخرا من قبل حركة المقاومة الإسلامية، حماس، في غزة أكدت أن الحركة أحسنت معاملتهم، وأنهم “لم يتعرضوا لأي نوع من العنف أو الإهانة”، وهو ما يدعم شهادة الأسيرة الإسرائيلية المسنة ليفشيتس المفرج.
“لقد تعاملوا معنا بود وعناية ووفروا لنا الطعام والدواء”
وفاجأت ليفشيتس الجميع خلال مؤتمر صحفي في تل أبيب بعد إطلاق سراحها، حيث قالت “لقد تعاملوا معنا بود وعناية، ووفروا لنا الطعام والدواء، وأحضروا لنا طبيبا لفحصنا ومضمداً لمتابعة وضعنا الصحي ومعالجة من أصيب منا بجراح”.
وبعد المؤتمر الصحفي الذي عقدته برفقة أفراد عائلتها أثارت التفاصيل التي نقلتها ليفشيتس وسائل الإعلام العالمية وأظهرت حركة حماس بشكل إيجابي وأكدت روايتها بشأن ملف الأسرى.
كما أثارت ضجة في مختلف الأوساط الإسرائيلية مع توجيه الانتقادات الداخلية وتبادل التهم، بحسب ما أفاد الموقع الإلكتروني لصحيفة يديعوت أحرونوت.
أما المراسل العسكري في القناة الـ13 الإسرائيلية ألون بن دافيد فقال خلال حوار تلفزيوني سابق، إنه تواصل مع بعض الأسرى المفرج عنهم خلال الهدنة وقالوا إن مقاتلي حماس “جمعوا منتسبي كل كيبوتس (مستوطنة) مع بعض، مما أعطاهم إحساسا أكبر بالراحة”.
وأضاف “لم يتعرضوا للعنف ولا للإهانة، وحاول عناصر حماس تزويدهم بالغذاء وبالمسكنات وأدويتهم الاعتيادية قدر المستطاع، في ظل ظروف أمنية خطيرة وقاسية تحت الأرض وداخل الأنفاق”.
وتابع “كانوا يجلسون ويتحدثون مع بعضهم البعض، ويقومون بأنشطتهم بشكل اعتيادي، ويستخدمون اليوتيوب، لقد أعطاهم ذلك دفعة للصمود”.
وقال متحدث آخر خلال البرنامج ذاته إنه استمع إلى هذه الشهادة ولشهادات أسرى إسرائيليين مفرج عنهم، معتبرا أن ما سمعه “يشعرنا بالخجل”، خاصة أن الأسيرة ليفشيتس قالت سابقا الكلام نفسه، فتم تكذيبها وقالوا إن حماس أثرت عليها.
المجاعة في غزة
“أعين العالم يجب أن تكون على غزة”
وقبل أيام أصدرت لجنة مراجعة المجاعة التابعة للتصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي إنذارا أعربت فيه عن قلقها إزاء “الاحتمال الوشيك والكبير لحدوث المجاعة، بسبب الوضع المتدهور بسرعة في قطاع غزة”.
وجاء في بيان الأمم المتحدة، أن انخفاض تدفقات المساعدات أدى إلى مضاعفة أسعار المواد الغذائية في شمال غزة خلال الأسابيع الماضية، وهي الآن “أعلى بنحو عشرة أضعاف مما كانت عليه قبل اندلاع الصراع”.
وأضاف أن هذا الإنذار بمثابة تذكير بأن “أعين العالم يجب أن تكون على غزة، وأن التحرك مطلوب الآن”.