بعد أيام على اغتيال “أبو تقوى” وهو القيادي في الحشد الشعبي وحركة النجباء تحديداً، تصاعدت التهديدات المناوشات بين الفصائل العراقية والأميركان، ووسط هذه التفصيلة، تقول صحف بريطانية إن بغداد تتعرض لضغوط بشأن إخراج القوات الأجنبية من العراق.
وفي تقرير لصحيفة “الغارديان” البريطانية الذي ترجمته، قالت إن “الأسبوع الأول الدرامي من عام 2024 قلب كفة الميزان نحو أولئك الذين يقولون إن ضربات الطائرات بدون طيار والاغتيالات والاعتداءات البحرية سوف تتحول في مرحلة ما إلى حرب كبرى في جميع أنحاء الشرق الأوسط”.
وتضيف، أن “احتمال اندلاع حرب إقليمية يعتمد على النوايا غير الواضحة لإيران ودرجة السيطرة المتنازع عليها التي تمارسها على المجموعات العديدة المرتبطة والمستقلة والتي رعتها على مدى العقد الماضي في خمس دول ذات سيادة”.
وتؤكد الصحيفة، أنه “في ظل وجود العديد من المتغيرات، فإن ما يبدو وكأنه حرب طويلة في غزة يزيد من خطر سوء التقدير أو وقوع حادث أو أن يفقد أحد اللاعبين صبره ويشعل الشرارة”.
وتتابع، أنه “من الصعب بالفعل الاستمرار في وصف مستوى العنف حول القواعد الأمريكية في العراق، أو على الحدود اللبنانية أو البحر الأحمر، بأنه منخفض الحدة”.
واتهمت الصحيفة البريطانية إيران قائلة، إنها “تقع في مركز كل ما يحدث في الشرق الأوسط، ومن ناحية أخرى، فإنها تقف في قلب كل ما يحدث في الشرق الأوسط”، مبينة أنها ” من ناحية بسبب عدم قدرتها على استخدام نفوذها الدبلوماسي أو العسكري لإقناع ممالك دول الخليج بتبني سياستها العدائية لإسرائيل وسط الدمار في غزة”.
وبحسب “الغارديان”، فإن “إيران تعوض افتقارها إلى النفوذ الدبلوماسي الإقليمي من خلال محور المقاومة الذي يمثل الإرث الدائم لقاسم سليماني، قائد فيلق القدس الإيراني، الذي قُتل بأمر من دونالد ترامب في عام 2020، واستمرت الدماء التي أعقبت الجنرال في جميع أنحاء الشرق الأوسط”.
وتشير الصحيفة، إلى أن “سليماني كان هو مهندس الجهود الاستراتيجية لطهران، حيث تقوم إيران بتزويد وتدريب وتوجيه الجماعات العاملة داخل وخارج الحكومات في لبنان والعراق وسوريا ومؤخرًا في اليمن”.
ونقلت عن السفير الأمريكي السابق، دينيس روس قوله، إن “هناك الكثير من الأدلة على أن إيران لا تريد التصعيد أو الصراع المباشر مع الولايات المتحدة، ويرجع ذلك جزئيًا إلى اعتقادها بأن سياسة الاستنزاف والصبر الاستراتيجي الحالية التي تنتهجها تؤتي ثمارها، وتشعر طهران أن الولايات المتحدة تريد مغادرة المنطقة، وهو الهدف النهائي لإيران”.
وتلففت “الغارديان”، إلى أنه “منذ الغزو الأمريكي للعراق في عام 2003، كانت الجماعات المدعومة من إيران تتحدى الوجود الأمريكي المستمر في بلادها، ومؤخرا رفضت المزاعم بأن الولايات المتحدة لا تزال في العراق لمحاربة داعش الإرهابي”.
ويعتقد بعض الخبراء، بما في فيهم مايكل نايتس من مركز أبحاث معهد واشنطن، أن “الولايات المتحدة أقرب إلى الطرد من العراق أكثر من أي وقت مضى منذ عام 2020 عندما أدت حملة مماثلة إلى قيام جو بايدن بسحب القوات الأمريكية وتقليص مهمتها في العراق”.
وتستدرك الصحيفة، أن “حركة النجباء وحزب الله، يشنان معظم الهجمات على القواعد الأمريكية، وكانوا مسؤولين عن أكثر من 120 هجوماً على قواعد عسكرية تضم قوات أمريكية وقوات أجنبية أخرى في العراق منذ تشرين الأول، أدى أحدها إلى إصابة أحد أفراد الخدمة الأمريكية بجروح خطيرة .
وتتابع: “على الرغم من أن النفوذ الإيراني في المؤسسات العراقية لا يزال مثيراً للجدل، إلا أن محمد شياع السوداني، رئيس الوزراء الجديد الذي تم تعيينه بدعم من الفصائل المتحالفة مع إيران، يتعرض لضغوط لطرد القوات الأمريكية”.
وتضيف، أنه “في 28 كانون الأول، قال السوداني إن الحكومة العراقية تتجه نحو إنهاء وجود قوات التحالف الدولي”.
وتشير “الغارديان، إلى أن “الضربة الأمريكية التي وقعت يوم الخميس والتي أسفرت عن أبو تقوى لن تؤدي إلا إلى زيادة الضغط في البرلمان لتمرير اقتراح ملزم قانونًا بطرد الولايات المتحدة”.
