لا يوجد إحصاء دقيق لعدد الجرائم والانتحارات التي تحصل في العراق، بصيغة يومية، لكنها وعلى أقل تقدير 25 حالة، ما بين انتحار وقتل عمد وقتل غير مقصود وحالات ثأر وغيرها، مع العلم أن هذا الرقم يرتبط بما يُسجل لدى الدوائر الصحية والأجهزة الأمنية، وهناك حالات لا تسجل ويتم التكتم عنها لاعتبارات اجتماعية وعشائرية وأسرية.
صحت مدينة بيجي، في محافظة صلاح الدين، صباح اليوم الأربعاء، على حادثة مقتل وحرق عائلة مكونة من أب وزوجته وطفلهما، على يد مسلحين مجهولين.
مصدر أمني قال لمنصة “إيشان” إن “عائلة كاملة تم قتلها وحرقها في الحي العصري، شارع المستشفى، بقضاء بيجي شمالي صلاح الدين، على يد مسلحين مجهولين”، مبيناً أن “الضحايا هم رجل وزوجته وابنهما البالغ من العمر 10 سنوات”.
ولفت المصدر إلى أن “القوات الأمنية قامت بإخلاء جثث الضحايا التي تبين أنها كانت مقيدة الأيدي”.
في حين أشار مصدر آخر إلى أن “الجريمة حصلت بسبب نزاع على إرث بين الضحايا وأقاربهم”، دون كشف تفاصيل أخرى.
المصادفة أن الأربعاء الماضي، أعلنت وزارة الداخلية فتح تحقيق في حادثة بمدينة سامراء في محافظة صلاح الدين، راح ضحيتها ستة أفراد من عائلة واحدة، على يد مسلحين يرتدون الزي العسكري.
الضحايا كانوا من عائلة واحدة (خمسة أشقاء وشقيقتهم بالإضافة إلى أمهم)، جميعهم قتلوا برصاصٍ مجهول في مدينة العباسية.
وخلال الساعات الماضية، جرى استهداف منزل عقيد في جهاز مكافحة الإرهاب بواسطة “رمانة” يدوية تم رميها من قبل مجهولين في حي المهدية الثانية ضمن منطقة الدورة، لكنها لم تحدث إصابات.
كما أصيبت امرأة، أثناء عبثها بسلاح نوع كلاشنكوف حسب ادعاء نجلها الذي قام بنقلها إلى المستشفى ضمن منطقة الحميدية في مدينة الصدر، وبحسب مصادر لـ”إيشان” فقد تم التحفظ على ابنها لوجود شكوك بالحادثة.
وفي منطقة الدسيم، تطورت مشاجرة بين عدد من الأشخاص إلى استخدام السكاكين، ما أسفر عن إصابة أحد أطراف المشاجرة بطعنات سكين خطيرة، وحسب المعلومات فإن سبب المشاجرة يعود للخلاف حول “امرأة”.
كما انتحر مراهق (16 عاماً)، بشنق نفسه بواسطة حبل معلق بسقف غرفته داخل منزله ضمن منطقة العكيلات في جانب الكرخ.
وفي الكمالية ببغداد، أقدم أب بالاشتراك مع ابنه على قتل ابنته (29 عاماً) بإطلاق النار عليها أثناء نومها من سلاح نوع كلاشنكوف، وفيما تمكنت القوات الأمنية من القبض عليهم قبل أن يلوذوا بالفرار، اعترفوا أنهم نفذوا العملية بدافع “غسل العار”
ويمكن تقدير ما يتم تسجيله من حالات انتحار في محافظات الجنوب، وتحديداً البصرة، بالعشرات أسبوعياً، إذ لا يمر يوم من دون تسجيل نحو 5 إلى 7 حالات، عدا عن تلك الحالات التي تندرج ضمن جرائم الشرف، والتي تبقى مطمورة من دون إبلاغ السلطات المحلية.
وبالرغم من إعلان السلطات العراقية تراجع معدلات الجريمة المنظمة في البلاد، إلا أن جميع المؤشرات والإحصائيات الحكومية تؤكد عكس ذلك، فالعراق ما يزال يسجل زيادة في أحداث القتل الجنائية، إلى جانب تسجيل مشاهد مروعة غير مسبوقة في تنفيذ تلك الجرائم.
الكثير من الجرائم الجنائية ما تزال تثير صدمة في الشارع العراقي، وخاصة الجرائم التي ترتكب داخل الأسرة الواحدة، والمتمثلة بقتل الأب على يد ابنه، ومقتل الوالد على يد ولده والقتل بين الأخوة، إضافة إلى قتل النساء لأزواجهن، وغيرها من الجرائم البشعة.
وكشفت الإحصائيات الخاصة بأعداد الجرائم في العراق عن ارتفاع حالات القتل الجنائية خلال الشهرين الأولين من العام الجاري 2024، مقارنة بالشهرين السابقين لهما أي شهري تشرين الثاني وكانون الأول من العام الماضي 2023.
وبلغ عدد حوادث القتل في شهر يناير/كانون الثاني 2024، 46 حالة قتل، أما في فبراير/شباط أي الشهر الذي بعده، بلغت حوادث القتل 44 حالة، وفقًا لبيانات تم تجميعها من مواقع مختصة.
وتأتي هذه الأرقام مقارنة بـ 34 حالة قتل فقط في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، و28 حالة قتل فقط في ديسمبر/كانون الأول 2023.
في السياق، قال الضابط إياد عمر، من الشرطة المجتمعية في بغداد، إن “الخلافات الشخصية بين العراقيين تؤدي في كثيرٍ من الأحيان إلى تطور سريع يأخذ نحو استخدام الأسلحة وحدوث حالات القتل”، مبيناً لمنصة “إيشان“، أن “معدلات القتل لا تعتبر قليلة في العراق”.
وأضاف عمر، أن “السلاح المنفلت والمنتشر في أغلب منازل العراقيين، تسهل من عمليات القتل والانتحار باستخدام السلاح، بالتالي فإن ضبط هذا السلاح سيؤدي حتماً إلى خفض معدلات القتل”. وبالنسبة للانتحار، فقد أشار إلى أنها “مرتفعة في محافظات الجنوب، بسبب اليأس والبطالة، ونسعى إلى تقليلها عبر سلسلة إجراءات تثقيفية”.