يشهد العراق تطوراتٍ يومية في الحياة السياسية، وترندات متواصلة، كان آخرها وصول رئيس الوزراء السابق، مصطفى الكاظمي إلى بغداد، على متن طائرة خاصة، وبشكل وصف بـ “المفاجئ”.
عودة الكاظمي، تأتي بعد أيام من دعوة زعيم التيار الوطني الشيعي، مقتدى الصدر، أنصاره إلى تحديث سجل الناخبين، في خطوةٍ قُرأَت بأنها تمهد لعودة التيار إلى العملية السياسية.
اليوم الثلاثاء، أفادت مصادر خاصة، بأن “طائرة الكاظمي حطت في العاصمة خلال زيارة لم يتم التطرق لها مسبقاً، بعد غياب طويل عن الساحة السياسية”.
وأوضحت المصادر أن “تداولات الأوساط السياسية أكدت وجود ترتيبات عديدة لإزالة أي موانع محتملة بوجه عودة نشاطه في العراق”، مما يثير تساؤلات حول التحركات السياسية الجارية في البلاد.
خطوة الصدر “المفاجئة”، جعلت العراقيين يتساءلون عن الموعد الذي يعلن فيه الصدر بشكل رسمي، عودته إلى العملية السياسية، أو البقاء مقاطعاً، خاصة وأن الشروط التي وضعها للانخراط بالعملية السياسية، لم يتحقق منها شيئاً على أرض الواقع.
آراء المحللين السياسيين، اتفقت على أن “خطوة الصدر تأتي تحضيرًا لاستعادة التيار الصدري نفوذه السياسي، خاصة مع توقعات بحصوله على نسبة كبيرة من المقاعد البرلمانية”.
تحركات في الكواليس السياسية
بالتزامن مع تحركات الصدر، أثارت عودة الكاظمي إلى بغداد تساؤلات حول نواياه السياسية ودوره المحتمل في الانتخابات المقبلة. الكاظمي، المعروف بعلاقاته الدولية والإقليمية الواسعة، قد يسعى لتشكيل تحالفات جديدة أو دعم قوى سياسية معينة.
شكلُ المرحلة المقبلة، ما زال “غامضاً”، فوجود الكاظمي لم يُعلن عن سببه، خاصة وأن هناك “فيتو” من الإطار على رئيس الوزراء السابق، وقد يظهر سبب يمنع ترشيحه للانتخابات النيابية المقبلة، أو عودته للعملية السياسية.
ويرى الإعلام العربي، أن “الكاظمي قرر العودة إلى العراق، سعياً منه يسعى للمساهمة في ترميم الملف الخارجي للعراق، إلى جانب العمل على منع انهيار القطاع الاقتصادي”.
محمد جعفر الصدر في البصرة
أما الخطوة الأخرى، التي أثارت المزيد من التساؤلات والتكهنات، هي تواجد السفير العراقي لدى المملكة المتحدة، محمد جعفر الصدر، في محافظة البصرة.
هذه الزيارة الأولى من نوعها على المستوى الرسمي للمقرب من زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، إلى البصرة، خاصة وأنه كان مرشح الصدريين لتولي رئاسة الوزراء، قبل أن يتسلمها محمد شياع السوداني.
يرى المراقبون أن هذه الخطوة قد تهدف إلى تعزيز حضور التيار في المحافظات الجنوبية، والاستعداد للتحالفات السياسية المقبلة.
التحالفات السياسية المتوقعة قبيل الانتخابات
مع اقتراب موعد الانتخابات، بدأت ملامح التحالفات السياسية تتشكل في الأفق. من المتوقع أن يشهد المشهد السياسي العراقي ثلاثة محاور رئيسية، ضمن المكونات الثلاثة الرئيسة.
في المحور الشيعي، لم تعد الرؤية واضحة، فالإطار التنسيقي لم يحدد بعد شكل دخوله إلى العملية السياسية، هل يدخل بقائمة واحدة، أم عدة قوائم؟، خاصة أنه ينظر إلى عودة الصدريين للمشهد، الأمر الذي سيعيد تشكيل التوازنات داخل المحور الشيعي.
أما المحور السني، فقد شهد تحالفات جديدة، وعودة المعتزلين، من أمثال: صالح المطلك، واياد علاوي.. إلى جانب محمود المشهداني الذي سيسعى إلى تحالف سني قوي، فضلاً عن محمد الحلبوسي، الذي يترأس تقدم، وينوي أن يدخل منفرداً باسم الحزب نفسه.
في المحور الكردي، تبقى السيطرة للحزبين الرئيسين، الديمقراطي الكردستاني، والاتحاد الوطني الكردستاني، مع إمكانية تشكيل تحالفات جديدة مع قوى عربية لتحقيق مكاسب سياسية مشتركة.
هذه التحالفات المحتملة تشير إلى مرحلة جديدة من التنافس السياسي، قد تحمل في طياتها تغييرات جذرية في بنية السلطة وتوازن القوى في البلاد.
مع تسارع الأحداث السياسية وعودة شخصيات مؤثرة إلى الساحة، يبقى المشهد العراقي مفتوحًا على جميع الاحتمالات. تحركات الصدريين وعودة الكاظمي وزيارة محمد جعفر الصدر إلى البصرة تشير إلى استعدادات مكثفة للانتخابات المقبلة، مما قد يسفر عن إعادة تشكيل الخارطة السياسية في العراق.