طيلة الأيام الماضية، ظلت حكومة بنيامين نتنياهو تتوعد إيران برد قاس ومؤلم وعنيف على الهجوم الصاروخي الذي شنته قبل أسبوع على قواعد ومنشآت عسكرية في إسرائيل، كبدتها خسائر ملموسة.
هذا التهديد رافقه تأكيد أميركي على الوجود العسكري القوي في المنطقة، وكذلك، أعلنت فرنسا وبريطانيا وقوى غربية أخرى دعمها لـ”حق إسرائيل في توجيه ضربة لإيران”.
وكان الهجوم الصاروخي الذي شنته إيران، مساء الثلاثاء، “الأكبر على الإطلاق في تاريخ إسرائيل”، وفقا لما نقلت شبكة “إيه بي سي” الأميركية عن متحدث باسم السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، داني دانون.
تغيير باللهجة
ونقل موقع أكسيوس عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله إن “إسرائيل سترد على هجوم إيران، لكنها لن تفعل ذلك بطريقة تؤدي إلى اندلاع حرب شاملة معها”، أما الإدارة الأميركية فقالت إنها “لا تعارض رد إسرائيل على الهجوم الإيراني لكنها تريد أن يكون مدروسا”.
وهو تغير ملحوظ مقارنة بالتصريحات التي أطلقها مسؤولون في تل أبيب خلال الأيام الماضية، فقد أشارت صحيفة “هآرتس” في وقت سابق إلى أن الجيش الإسرائيلي قال إنه “يستعد لهجوم كبير على إيران”، كما نقلت هيئة البث الإسرائيلية “مكان” عن مصادر عسكرية القول إن الرد الاسرائيلي على الهجوم الصاروخي الإيراني سيكون “قويا”.
لماذا تأخر الرد؟
يرى المراقبون أن التأخر سببه ما يدور في أروقة واشنطن، لا تل أبيب، لا سيما مع قرب موعد الانتخابات الأمريكية لاختيار خلف لجو بايدن، مطلع الشهر المقبل.
ولفتوا إلى أن طبيعة الرد مرهونة بالصفقة التي يعقدها نتنياهو مع طرفي السباق الأمريكي، فيما إذا كان ردا قوية إذا كان الاتفاق مع دونالد ترامب، أو محدودا إذا كان مع كامالا هاريس.
وبحسب المحلل السياسي، صباح العكيلي، فإن “بايدن يحاول إقناع إدارة نتنياهو بعدم الرد على الجمهورية الإسلامية، خشية على المصالح الأمريكية في المنطقة، مع احتمالية توسع نطاق الصراع”.
وأضاف أن “الانتخابات الأمريكية مفصلية بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية والمنطقة، نتنياهو يضغط على الحزب الديمقراطي الأمريكي للحصول على تنازلات بشأن الرد على الجمهورية الإسلامية”، لافتا إلى أن “لهجة نتنياهو بدأت تتجه للتخفيف من شأن الضربة التي يزعم توجيهها إلى إيران، وهذا دليل على وجود تفاوضات مع بايدن لإيجاد حلول وبدائل لمواجهة إيران، قد تكون ضربة محدودة بالاتفاق مع الجانب الإيراني لكي تكون تداعياتها محدودة على المنطقة والمصالح الأمريكية.