أثنى زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني، مسعود بارزاني، اليوم الأربعاء، على قرار رئيس الوزراء محمد شياع السوداني تعيين لويس ساكو بطريريكاً.
وقال بارزاني في تدوينة عبر “إكس”، تابعتها منصة “إيشان”، إن “قرار تسمية غبطة البطريريك مار لويس ساكو بطريريكا على الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم خطوة صحيحة وفي محلها”، مضيفا:” نثني على قرار محمد شياع السوداني رئيس الوزراء الاتحادي”.
وقّع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، أمراً ديوانياً بتسمية البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو بطريرك الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم، وتولّيه أوقاف الكنيسة الكلدانية.
وتسلم البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو، النسخة الأصلية من الأمر من ممثل رئيس الوزراء، المستشار حازم وطن بمرافقة قحطان الكعبي مستشار رئيس الوزراء للشؤون السياسية، في الصرح البطريركي ببغداد.
وحضر مراسم التسلم المطران المعاون باسيليوس يلدو والمطران المتقاعد شليمون وردوني وكهنة بغداد.
وقال البطريرك لويس ساكو في رسالة: “نتقدم بالشكر والامتنان من المرجعيات الدينية المسيحية والإسلامية الشيعية والسنية وكل المنظمات الحكومية ونخصّ بالذكر الخارجية الامريكية دائرة شؤون العراق والحريات الدينية، والمدنية كغرفة التجارة العراقية الامريكية والمؤسسة الكلدانية في ديترويت، والقنوات الاعلامية، وكل الأشخاص الذين ساندونا في أزمة سحب المرسوم وعبّروا عن دعمهم الكامل”.
وجاء في الأمر الديواني: “استناداً الى البند (خامساً) من المادة (الأولى) من نظام رعاية الطوائف الدينية رقم (32) لسنة 1981 وإشارة إلى قرار محكمة استئناف الرصافة الاتحادية / محكمة المواد الشخصية في الكرادة المرقمة (4/ حجة تولية 2013 في 2013/4/30، المتضمن تولية بطريرك الكنيسة الكلدانية على أوقافها، قررنا تسمية (الكاردينال البطريرك لويس روفائيل ساكو بطريرك الكلدان في العراق والعالم”.
كما جاء في الامر الديواني: “تنفيذ الحجية الوقفية الصادرة عن المحكمة آنفاً بكونه متولياً على أوقاف الكنيسة الكلدانية وعلى الجهات المعنية اتخاذ ما يلزم بصدد ذلك”.
وكان رئيس الجمهورية، عبد اللطيف رشيد، قد أصدر يوم 8 تموز 2023، مرسوماً جمهورياً بسحب المرسوم الجمهوري رقم (147) لسنة 2013، الخاص بتعيين البطريرك لويس ساكو، بطريرك بابل على الكلدان في العراق والعالم، ومتولياً على أوقافها.
ونشرت الوقائع العراقية في عددها (4727) الصادر في 3 تموز 2023، المرسوم الجمهوري رقم (31) القاضي بسحب المرسوم الجمهوري رقم (147) لسنة 2013 الخاص بالكاردينال البطريرك لويس روفائيل ساكو.
بعد ذلك، ظهر الكاردينال لويس ساكو في فيديو، قال فيه إن “رئيس العراق الذي أقسم على حماية دستور العراق، انتهك الدستور والقانون، وفي البلدان التي يطبق فيها القانون، فإن هذا يعني أن السلطة للشعب ولكن للأسف ليس هذا هو الحال في بلدنا”.
وأضاف “أقسم الرئيس أن يكون حامياً للدستور، لكن ما فعله كان انتهاكاً للقانون والدستور، خاصة مع قرار سحب المرسوم الرئاسي الصادر قبل 10 سنوات، والذي انتخبت فيه رئيساً للكنيسة الكلدانية”.
وأشار رئيس الكنيسة الكاثوليكية في العراق والعالم إلى أنه “لو كان عبد اللطيف رشيد، ملتزماً بالدستور بموجب المادة 184 من الدستور، لكان قد تخلى عن هويته البريطانية”، مطالباً إيّاه “سحب المرسوم الجمهوري الخاص به”.
ويعدّ الكاردينال ساكو شخصية عامة مهمة بالنسبة للأقلية المسيحية وللمسؤولين السياسيين في البلاد، وكان عراب زيارة البابا فرنسيس إلى العراق عام 2021.
وتعدّ الكنيسة الكلدانية من أكبر الكنائس في العراق، حيث تشير التقديرات إلى أن عدد المسيحيين اليوم في البلاد لا يتخطى 400 ألف نسمة، من نحو 1.5 مليون قبل عقدين، هاجروا بسبب 20 عاماً من الحروب والنزاعات.
وتابع، “عندما كان رئيس الجمهورية في إيطاليا قال لبعض الاشخاص ان المحكمة سوف تقرر لصالحه بخصوص قرار السحب. هل يمكن في هذه الحالة أن نعد القضاء عنوانا للعدالة والمساواة؟”.
وعلى إثر ذلك، قرر الكاردينال لويس روفائيل ساكو الانسحاب من المقر البطريركي في بغداد والتوجه إلى أحد الأديرة في مدينة أربيل، متهماً زعيم حركة “بابليون” ريان الكلداني بالوقوف وراء القرار.
وفي وقت سابق، عبَّر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، عن قلق الولايات المتحدة إزاء القرار الذي أصدره الرئيس العراقي، عبد اللطيف رشيد، بشأن سحب المرسوم الجمهوري الخاص بتعيين الكاردينال، لويس روفائيل ساكو، بطريرك الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم.
واعتبر المتحدث الأميركي القرار الرئاسي العراقي “ضربة للحرية الدينية، ولهذا نحن قلقون للغاية، وانخرطنا مباشرة مع الحكومة العراقية لتوضيح مخاوفنا”، على حد تعبيره.