ما تزال قصة الطالبين في الكلية العسكرية، الذين توفيا يوم أمس، لدى استقبالهم الحار والجاف جداً من قبل مرؤسيهم في الكلية العسكرية بمحافظة ذي قار، تؤجج غضب قلوب العراقيين الذين يبحثون عن قصاص عادل لمن تسبب بتلك الحادثة المفجعة.
وفي تفاصيل جديدة عن الحادثة، جاءت استناداً إلى الكتاب الصادر بالعدد (3120) في 7/5/2025، والمتضمن توجيهات الأكاديمية العسكرية التي يترأسها ناصر الغنام، تم تحديد موعد استقبال طلبة الدورة 89 في الكلية العسكرية الرابعة في تمام الساعة (0500) من يوم الأحد الموافق 11/5/2025.
وبحسب المادة (تاسعاً) من التوصيات، الفقرة (هـ)، تقرر نقل الطلبة إلى مطعم الكلية لتناول وجبة الطعام خلال اكمال اجراءات الاستقبال، على أن يتم إشعار مقر الكلية باستعداد الدورة. كما نصت الفقرة (و) من المادة ذاتها على تهيئة قاعة مركزية تستوعب جميع الطلبة لعقد لقاء مع عميد الكلية.
المخالفة الأولى حدثت حين لم تُنفذ الفقرتان (هـ، و) حيث لم يتم تزويد الطلبة بأي طعام أو ماء من لحظة دخولهم الساعة الخامسة فجراً حتى الساعة الثالثة ظهراً، في خرق مباشر وصريح لتعليمات الأكاديمية العسكرية.
في حين تمثلت المخالفة الثانية بعد استعراض الطلبة وهم يرتدون البدل السوداء المدنية، أبدى عميد الكلية الرابعة العميد ستار جبار عباس استياءه، وذكر بالحرف أن “هذا النوع من الاستعراض سيسبب لنا مشكلة مع ناصر الغنام”، وأمر بإعادة الاستعراض في تمام الساعة الثالثة عصراً، رغم أن الطلبة لم يحصلوا على أي طعام أو ماء طيلة الفترة السابقة.
وتمثلت المخالفة الثالثة بعدم إدخال الطلبة إلى أي قاعات أو مسقفات وعدم مراعاة ارتفاع درجة الحرارة ليوم الحادث إذ بلغت ذروتها 47 درجة مئوية، وتمت الإجراءات تحت اشعة الشمس الحارقة منذُ دخولهم من فجر اليوم وحتى الساعة الثالثة من اليوم ذاته وهي مخالفة صريحة لتوصيات ناصر الغنام.
أما المخالفة الرابعة فبعد وقوع الحادث لم يتم اسعاف الطلبة على وفق تعليمات الاسعافات الاولية الصحيحة بل تم نقلهم بطريقة تساعد على الوفاة كما ظهر بالفديوهات المسربة.
وأثناء تحضيرات إعادة الاستعراض، اضطر الطلبة إلى شرب الماء من شاحنة الصيانة (تنكر الإدامة)، المخصصة لتنظيف المجاري والتي تحمل مياه صرف (بزل) مالحة وغير صالحة للاستهلاك البشري، مما أدى إلى إصابات مباشرة بينهم بعجز كلوي حاد وسريع.
إن ما جرى هو نتيجة مباشرة لسوء الإدارة والإهمال المتعمد من قبل ناصر الغنام، الذي يتحمل كامل المسؤولية بصفته الجهة التي أصدرت التوصيات والتعليمات، وتسبب من خلال قراراته العشوائية وتعمده إهمال الضوابط الصحية والإنسانية، في تعريض حياة الطلبة للخطر الجسيم، ووقوع حالات إصابة خطيرة بينهم والتي انتهت بوفاة بعضهم.
ويوم أمس الأربعاء، توفي طالبين من الكلية العسكرية، نتيجة تعرضهم المباشر لأشعة الشمس، وتركهم تحتها لمدة 6 ساعات متواصلة، وعلى إثر هذا الموضوع، أصدر وزير الدفاع، ثابت العباسي، أمراً بإقالة عميد الكلية العسكرية الرابعة، وآمر الفوج المختص.
وطالب ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، بإنزال “أقسى العقوبات” على الضباط المسؤولين ووزير الدفاع ثابت العباسي، عن وفاة طالبين من الكلية العسكرية بسبب إيقافهم تحت الشمس لساعات طويلة.
