بينما يقترب موعد تفعيل الإشارة الذكية والرادارات بالطرق الرئيسة في العاصمة بغداد، يعرب الكثير من سائقي المركبات عن قلقهم من النظام الجديد، وصعوبة التأقلم معه، يقابله ارتياح كبير من فئة أخرى.
“أعمل في شركة تقديم خدمات التوصيل، استخدم هاتفي باستمرار، لتحديد وجهتي المقبلة، ومعرفة الواجبات القريبة عليّ، كيف ستتعامل الكاميرات الذكية مع ذلك؟”، يقول سجاد علي، العامل في إحدى شركات التوصيل.
ويضيف علي: “نتوقف في التقاطعات كثيرا، ونمشي ببطئ جدا خلال الزحامات، هل سنُغرم على استخدام الهاتف في هذه المواضع أيضا؟ الأمر غير مفهوم أبدا”.
بالمقابل يعرب سائق التاكسي الخمسيني، أبو مصطفى، عن ارتياحه لتفعيل الإشارات الذكية، يقول: “سنتخلص من التصرفات الصبيانية أخيرا، لا أصدق أنني سأرى اليوم الذي يكف خلاله السائقون عن الاجتياز برعونة، لن يلتزم السائقون بلا غرامات كبيرة”.
وأشار إلى أن “قيادة المركبة في العاصمة أحيانا تتخللها مخاطر، يقودون بسرعة كبيرة، ويجتازون الآخرين في مناطق حرجة، والأخطر أنهم مشغولون بالهاتف كثيرا”.
بحسب مديرية المرور العامة، فإن المباشرة بضبط المخالفات المرورية المنصوص عليها وفق القانون المروري وفرض الغرامات المرورية اعتبارا من يوم الجمعة المقبل عبر كاميرات المراقبة الذكية ورادارات السرعة المثبتة على الطرق الدولية والسريعة.
5 تقاطعات في جانب الرصافة مشمولة بالرقابة المرورية الذكية، وهي تقاطع المثنى (ملعب الشعب)، وتقاطع حماة وتقاطع شارع الربيعي وتقاطع زيونة وتقاطع شارع فلسطين (مول النخيل) تتضمن هذه الرقابة استشعارات للزخم المروري ومزودة بكاميرات مراقبة لرصد المخالفات المتنوعة.
أما الخطوط السريعة المشمولة بكاميرات المراقبة الذكية ورادارات السرعة هي ثلاثة (سريع محمد القاسم، وطريق سريع الدورة باتجاه اليوسفية (السريع الجديد)، من اعلى سيطرة 75 مدخل طريق اليوسفية باتجاه محافظة بابل) والسرعة المقررة تكون حسب المسارات (المسار الايمن 80 وبعده 100 وبعده 120 والاخير 120).
أما المخالفات التي سيتم رصدها من خلال الكاميرات هي: عدم ارتداء حزام الأمان بالنسبة للسائق والراكب، وعبور الخط الفاصل بين الاشارة الضوئية واشارة العبور، وغلق المسار الايمن متعمدا امام المواطنين، واستخدام الهاتف النقال اثناء القيادة، والقيادة بتهور ورعونة والانتقال من المسار الايمن الى المسار الايسر والتاثير على حركة السير والمرور.
140 تقاطعا مشمول بالرقابة
ودعت مديرية المرور العامة إلى الالتزام بالضوابط، ودعت أيضا إلى الإسراع في تسجيل منصة اور الالكترونية ليتسنى ارسال المخالفات المرورية عبر رسالة نصية إلى المخالفين لضمان عدم مضاعفة المبلغ.
وأشارت إلى أن “نحو 140 تقاطعاً في بغداد ستشمل بالرقابة الذكية بالإضافة الى الطرق السريعة والدولية”، لافتا الى ان “المديرية ستباشر في القريب العاجل بنصب رادارات السرعة وكاميرات المراقبة على الطريق الدولي المحاذي لإيران لرصد المخالفات خلال الزيارة الاربعينية الخاصة باستشهاد الامام الحسين (ع)”.
غرامات لا تقل ولا تتضاعف
سابقا أوضحت مديرية المرور العامة أن كاميرات الرادار الذكية تعمل وفق القانون المروري رقم 8 لسنة 2019، الذي حدد نوع المخالفات ومبلغ الغرامة، مشيرة إلى أن الغرامات فرضت وفق القانون، لذلك لا يستطيع أي شخص أن يقلل أو يلغي أو يضاعف مبلغ الغرامات سواء بالكاميرات أو عبر الوصولات، إلا بنص قانوني.
وخلال تجريبها أعلن مدير المرور العامة، محمد التميمي، الجمعة خلال تشرين الثاني من العام الماضي، أنه خلال 12 يوماً فقط تم تسجيل 421 ألف مخالفة مرورية في تقاطع واحد بعد نصب الإشارات الذكية ببغداد.
وقال التميمي: “أحصيت بنفسي المخالفات بعد نصب الإشارات الذكية في بغداد واطلعت عليها من خلال شاشات وتأكدت من تسجيل 421 ألف مخالفة خلال 12 يوم فقط ابتداءً من الأول من نوفمبر/تشرين الثاني إلى الثاني عشر من نوفمبر/تشرين الثاني، وهذا في تقاطع واحد فقط”.