أثار رئيس تحالف السيادة خميس الخنجر، الثلاثاء، موجة من الانتقادات على خلفية تعليقه على الحراك الاجتماعي في الأوساط العراقية لمساعدة لبنان، في ظل العدوان الصهيوني الذي تتعرض له البلاد منذ أسابيع.
ما الذي أغاظ الخنجر؟
تشن إسرائيل أعنف وأوسع هجوم على لبنان منذ بدء المواجهات مع حزب الله قبل نحو عام، ما أسفر عن أكثر من 1000 شهيد، بينهم أطفال ونساء، وأكثر من 2955 جريح، بحسب بيانات السلطات الصحية في لبنان، في حصيلة تواصل الارتفاع يوميا.
فيما حذرت لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) وبالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في دراسة جديدة من أن لبنان يقف على حافة انهيار كارثي بسبب العدوان الإسرائيلي.
وبينما كانت الأنظار شاخصة نحو المآسي التي يتعرض لها لبنان رفع المرجع الأعلى للشيعة، علي السيستاني أكف الضراعة إلى الله ليحميهم، موجها بـ”بذل كل جهدٍ ممكن من أجل وقف العدوان الصهيوني الهمجي المستمر على لبنان، وحماية الشعب اللبناني من آثار العدوان المدمرة”.
بيان المرجعية انتشر كالنار في الهشيم داخل الأوساط العراقية المختلفة، وسرعان ما أُطلِقَ على البيان “فتوى الإغاثة”، في إشارة لفتواه الشهيرة “الجهاد الكفائي” (2014) التي أدت إلى تحرير العديد من مناطق العراق من سيطرة تنظيم داعش.
الخنجر يمتعض!
لكن رئيس تحالف السيادة خميس الخنجر، أثار الانتقادات اليوم، في كلمته التي جاء فيها: “نريد من الآخرين من شركاء الوطن أن يكون موقفهم بأن لا يقبلوا الظلم في العراق وسوريا كما لا يقبلوه في لبنان”، مؤكدا أن “علينا أن ندين التهجير في العراق وسوريا ولبنان وكل مكان وندين اعتقال الأبرياء في فلسطين”، مشدداً على “أننا يجب أن نرفض بقاء الأبرياء في العراق وعلينا عدم الانتقائية في المعايير وأن نكون صادقين بالقول والعمل وأن نعيد للوحدة الإسلامية وجهها الناصع من خلال رفع المظالم عن الناس”.
وعلى منصات التواصل الاجتماعي، علق حساب أحمد البديري قائلا: “مجرم يتكلم عن الانصاف”، مضيفا أن “الرقص على نغمة الفقر والتهجير دعاية انتخابية، لماذا تنزعج من مساعدة لبنان؟ ألم نفعل ذلك لغزة قبل أشهر؟”.
أما زياد عجيل فقال باللهجة الدارجة: “حفظنا ملاعيبكم”، وأكمل: “تدقون على وتر الفقر، وتريدون تهييج الشعب بسبب دعم لبنان، وكل ذلك في صالح إسرائيل”.
وفيما تساءل عودة العطوي قائلا: “غزة تقتل وتذبح وتسبى، وهي تستنجد بكم، أين العروبة التي صدعتم رؤوسنا بها؟”.
استغلال الأزمة
يشار إلى أنه منذ أن أطلقت كتائب القسام، الجناح العسكرية لحركة حماس، عملية “طوفان الأقصى” في السابع من تشرين الأول عام 2023، لم يكن لخميس الخنجر أي موقف محسوس، لكن الخنجر لم يكتفِ بالصمت إزاء ما يجري حاله حال أصدقائه من “أمراء العرب”، فهذه منصاته تشهد على أنه سرق اسم “طوفان الأقصى” وحوله لشعار انتخابي، لحزبه الذي شارك في انتخابات مجالس المحافظات الأخير، فكانت إحدى شعارات حملته الانتخابية “طوفان السيادة”.
في 13 تشرين الأول، وبعد أسبوع من عملية طوفان الأقصى، أعلن الخنجر، عن إطلاقه “حملة كبرى” للتضامن مع سكان غزة، لكن هذه الحملة ووفقاً لصفحاته ومنصاته والفضائيات الداعمة له، لم تصل إلى سكان غزة المحاصرين، بل إنها تحولت إلى “ريلزات وصور وستوريات” تروج للخنجر في الحرب الدعائية التي اشتعلت بينه وبين خصموه، منذ الانتخابات الأخيرة.
ورغم موقف العراق الحكومي والشعبي، الذي وقف مع المحاصرين في غزة من الذين يتعرضون إلى “إبادة جماعية”، من قبل الجيش الإسرائيلي، لم يحرك الخنجر ساكناً إزاء ما يجري، رغم علاقاته الواسعة بحكام العرب ودول الخليج والدول الإسلامية، فهو الجالس مع أمير قطر تميم بن حمد، وهو المفاوض على المناصب مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وهو الذي يصف نفسه بأنه صديق لملك الأردن عبدالله بن الحسين، لكن كل هذه الصفات والمناصب، لم يستغلها الخنجر، لإرسال أي نوع من المساعدات إلى سكان قطاع غزة.