“بسبب حدث يوم أمس وأشباهه”، قرر زعيم التيار الوطني الشيعي، اعتزال الناس بخطوة مفاجئة حتى بالنسبة للمقربين منه، أمر يكشف عن سلوك ينهجه أنصاره “بعيدةً عن ذوقه وتوّجهاته وتعليماته”.
شعور الصدر بأن “الناس لا تزال الى هذه اللحظة تنجر خلف مخططات الغرب والفاسدين بعيدةً عن ذوقه وتوّجهاته وتعليماته”، بحسب المقرب من الصدر، مهند الأسدي.
اعتزال تام
مصدر مطلع أبلغ منصة “إيشان”، إن اعتزال الصدر هذه المرة تام، شمل حتى مكتبه الخاص.
مصدر آخر أكد أنها “إشارة نفسية لأنصاره ولغيرهم”، فيما وصف من مزقوا صور “أبي هادي” و”قادة النصر” بـ”المندسين”.
وفي نهاية آب عام 2022، أعلن زعيم التيار الصدري العراقي مقتدى الصدر، اعتزال الشؤون السياسية، وإغلاق كافة مؤسسات التيار باستثناء المرقد والمتحف الشريفين وهيئة تراث آل الصدر.
وقتها قال الصدر في بيان على حسابه في “تويتر”: “كنت قررت عدم التدخل في الشؤون السياسية إلا أنني الآن أعلن الاعتزال النهائي”.
ومنذ ذلك اليوم انصبت جهود الصدر على تعزيز تواصله مع أتباعه في المجالات الخدمية والمجتمعية والتركيز على مشروع “البنيان المرصوص”، الذي يهدف إلى مساعدة العوائل المتعففة من الصدريين وغيرهم، وتأهيل المسجلين في هذا المشروع.
ورغم اعتزاله العمل السياسي، فإن الصدر لم ينأ بنفسه عن الأزمات التي تعيشها المنطقة، فبعد أحداث 7 تشرين الأول 2023، عبر تقديم المساعدات إلى غزة بعد جمعها عبر “البنيان المرصوص”.
وما إن وصلت نيران الحرب إلى لبنان، حتى كان مضيف آل الصدر سباقا في تقديم المساعدات في بيروت، ومن ثم إلى جنوب لبنان، فضلا عن حث أتباعه على التبرع عبر “البنيان المرصوص” إلى لبنان، بحملة منقطعة النظير انتقلت من محافظة إلى أخرى.
ومع ارتقاء الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله شهيدا، نعاه الصدر قائلا: “وداعاً يا رفيق درب المقاومة والممانعة. ونسأل الله تعالى أن يلتقي جميع المقاومين عند رسول الله ووصيه الإمام علي وحفيده الإمام الحسين صلوات الله عليهم. كفيت ووفيت (يا نصر الله).. عشت شامخاً وذهبت شهيداً شامخاً أنت ومن معك”.
ماذا حدث بالأمس؟
في يوم أمس سلّم ممثلا مقتدى الصدر، تحسين الحميداوي، وإبراهيم الجابري، عناصر قيل إنهم من سرايا السلام، إلى القوات الأمنية، بعدما أظهر مقطع مصور قيام عناصر، قيل إنهم “صدريون”، برفع صورة “أبي هادي” و”قادة النصر” وتمزيقها.
حدث صادم بالنسبة للصدر، الذي سرعان ما أدانه ووصفه بـ”الفتنة”.
“نعم، إن في العراق من سيحاول نشر الفتنة وزعزعة الأمن وفق أهوائه وشهواته ومصالحه من الداخل والخارج على حدّ سواء”، ينقل صالح محمد العراقي عن الصدر قوله: “بل ومن داخل التيار الوطني الشيعي ممن إندسّوا فيه زوراً وبهتاناً ومن خارجه بطريق أولى”.
وتابع: “من هنا أقول: حافظوا على العراق ومقدساته وسمعته وارجعوا الى الله وانبذوا كل عنـ،،ـف فهناك من يتربص بعراقنا السوء فلا تعينوه على ذلك لا بقول ولا بفعل ولا أي شيء على الإطلاق، ولا تقولوا قولاً وتفعلوا فعلاً إلا بعد مراجعة حوزتكم المباركة”.
وأكمل: “كل من يفعل ذلك فأنا منه براء بل وكل العراقيين منه براء..ومن هنا أدعو (للإستغفار) أولاً و(للصيام) ثانياً و(لتعزيز العلاقات الاجتماعية) لا السياسية ثالثاً.. مع كل طوائف الشعب وكل فئاته مما يرضي الله ورسله وأهل بيته وضمن نطاق ثوابتنا الإصلاحية”.