أفادت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية بأن الحرب الدائرة في سوريا بين الرئيس بشار الأسد وفصائل المعارضة، تبدّد آمال إسرائيل في إمكانية إبعاد الأسد عن إيران، وتضعه في مأزق بين خيارين لا ثالث لهما، أما الأسد أو المعارضة “الإسلامية المتطرفة”.
وذكرت الصحيفة أن “التقدم المفاجئ الذي أحرزته قوات المعارضة في الحرب الأهلية السورية يشكل معضلة لإسرائيل والغرب، فالانتصار من جانب أي من الجانبين يمثل مخاطر”.
وأشارت إلى أن “الرئيس السوري بشار الأسد متحالف مع عدو إسرائيل، وهو إيران. وإن تجدد الحرب يهدّد بتنشيط هذه العلاقة، مما يقوض جهود إسرائيل لإضعاف شبكة إيران من الدول الحليفة والميليشيات في جميع أنحاء المنطقة”.
ونقلت الصحفية عن هاريل تشوريف، الباحث البارز في جامعة تل أبيب، قوله إن “الخيار الأفضل لإسرائيل الآن هو إضعاف هذه القوى بشكل متبادل، وليس انتصاراً حاسما لأي منها”.
كما نقلت عن إيال زيسر، وهو متابع للشأن السوري في جامعة تل أبيب قوله إنه في السنوات الأخيرة، “فضلت إسرائيل الشيطان الذي نعرفه في الأسد، على عدم الاستقرار وانعدام الأمن الذي خلقته الجماعات المتمردة الإسلامية”.
وأضاف أنه “قبل هجوم الفصائل الأخير، كانت إسرائيل تغذي الآمال في إمكانية إبعاد الأسد عن إيران من خلال التمويل والعلاقات الوثيقة مع دول الخليج الأكثر صداقة للغرب، وفقاً لمسؤولين إسرائيليين وعرب. أعادت جامعة الدول العربية قبول سوريا بعد طردها من المجموعة بسبب تحالفها مع إيران وحزب الله. وكانت قوات الأسد فاترة في دعم حزب الله في حربه مع إسرائيل، حيث سمحت بنقل الأسلحة ولكنها لم تلتزم بالقوات”.
وقالت إنه “مع مواجهة نظام الأسد الآن لأعظم تحد له منذ سنوات، تخشى إسرائيل أن تكون هذه المكاسب معرضة للخطر. كما أدى التقدم السريع لفصائل المعارضة إلى خلق حالة جديدة من عدم الاستقرار ويهدد بقلب النظام الإقليمي. كما يخشى المسؤولون الأميركيون أن تتورط أميركا، التي لديها نحو 900 جندي في شرق سوريا، بشكل أعمق في الصراع”.
لقد تراجعت “إسرائيل” عن موقفها عندما اندلعت الحرب الأهلية السورية في عام 2011، ولكن مع تعمق الوجود الإيراني في هذا الصراع، وانخراط حزب الله في الحرب، تغير هذا الموقف.
وبحلول عام 2014، بدأت إسرائيل ما أسمته “الحرب بين الحروب” في سوريا، والتي ركزت في الغالب على تعطيل تدفق الأسلحة وغيرها من الإمدادات غير المشروعة إلى عدوها حزب الله في لبنان.
ومنذ اشتداد القتال بين إسرائيل وحزب الله في لبنان في الأشهر الأخيرة، كثفت إسرائيل من وتيرة ضرباتها في سوريا، بما في ذلك غارة جريئة للقوات الخاصة لتدمير مصنع صواريخ إيراني مزعوم ينتج أسلحة لحزب الله.
وقال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، الأحد الماضي، عقب اجتياح فصائل المعارضة لحلب: “نحن نراقب باستمرار ما يحدث في سوريا”.
وكانت هناك أيضاً إشارات تشير إلى أن النظام السوري كان متردداً في إلقاء قواته خلف حزب الله في حربه مع إسرائيل في العام الماضي. فلم يرسل الأسد إلى الحزب مساعدات عسكرية أو قوات، كما امتنعت قواته عن الرد على مقتل زعيم حزب الله حسن نصر الله. لكن الزعيم السوري سمح باستمرار تدفق الأسلحة الإيرانية إلى حزب الله عبر حدود بلاده.