حذرت صحيفة “تيلغراف” البريطانية، من حدوث ما وصفته بـ”عملية انقراض للأهوار جنوبي العراق”، نتيجة للجفاف الشديد الذي أصاب المنطقة مع انخفاض مستويات الامطار الشتاء الحالي واستمرار قطع تركيا للمياه.
وقالت الصحيفة في تقرير، إن “سكان الأهوار باتوا يعانون الان من أزمة معيشية نظرا لتأثر سبل عيشهم المعتمدة على الرعي والصيد في مناطق الاهوار نتيجة للجفاف”، متوقعة ان “يؤدي الامر إلى “عملية نزوح لسكان الاهوار نحو المدن، الامر الذي سيفاقم أزمة البطالة والسكن”.
وأشارت الصحيفة إلى أن “العراق يعاني منذ عام 2020 مما وصفته الأمم المتحدة بجفاف شديد جدا، نتيجة للسياسات المائية لدول الجوار وخصوصا ايران وتركيا”، مشددة على أن “الأزمة طالت أيضا الثروة الحيوانية المتمثلة بالجاموس الذي لم تنشر الحكومة العراقية الاحصائيات الرسمية بأعداد الحيوانات التي نفقت نتيجة للجفاف منذ عام 2022 وحتى اليوم”.
التقرير أكد وجود ما وصفها بـ”مخاوف حقيقية” من اندلاع نزاعات أهلية مسلحة بين سكان الاهوار نتيجة لشحة المياه، معلنة توقعها بوقوع ما وصفتها بـ”الحرب الاهلية المائية”.
ورجحت الصحيفة أيضا أن تتوسع حرب المياه لتشمل نزاعا مائيا بين تركيا وايران من جهة، والعراق من جهة أخرى، بحسب توقعاتها.
وتابعت: “تدخلات تلك الدول في العراق باتت واضحة بعد اختطاف الناشط البيئي جاسم الاسدي، الذي تعرض للخطف والتعذيب نتيجة لعمله على ادراج الاهوار في قائمة التراث العالمي، والتي تعارض تركيا وايران ادراجها، كونها ستجبر حكومتي البلدين على اطلاق الحصص المائية العراقية الضامنة لاستمرار الحياة في الأهوار بقرار دولي”.