اخر الاخبار

القاضي الرحيم.. وفاة أشهر قضاة أمريكا فرانك كابريو بعد ساعات من رسالته المؤثرة: أطلب منكم الدعاء

غيب الموت القاضي الأميركي الشهير فرانك كابريو، الشهير بـ"القاضي...

الحظر مستمر.. المفوضية تستبعد حيدر الملا من انتخابات ٢٠٢٥

صدر قرار من مفوضية الانتخابات، اليوم الخميس، باستبعاد السياسي...

ذات صلة

حزب العمال يدمّر سلاحه.. فهل تنسحب تركيا؟

شارك على مواقع التواصل

بعد أكثر من أربعة عقود من العمل المسلح ضد الدولة التركية، أعلن حزب العمال الكردستاني رسميًا إلقاء السلاح، في خطوة وُصفت بأنها مفصلية في تاريخ الصراع الكردي-التركي. الإعلان الذي جاء منتصف أيار الماضي، تلبية لنداء زعيم الحزب التاريخي عبد الله أوجلان، تبعه صمت نسبي أعقبه، تطور لافت تمثل بإعلان مسؤولين في الحزب عن نية عدد من المقاتلين تدمير أسلحتهم بشكل علني، في “مراسم خاصة” ستُقام في إقليم كردستان العراق خلال الأيام المقبلة.

وبحسب ما نقلته وكالة فرانس برس عن أحد مسؤولي الحزب – الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه – فإن “هذه الخطوة تهدف إلى إظهار حسن النية”، مشيرًا إلى أن المراسم ستكون بحضور ممثلين عن أحزاب سياسية ومراقبين محليين ووسائل إعلام.
مسؤول ثانٍ في الحزب أكّد المعلومة للوكالة، لكنه امتنع عن تحديد توقيت أو موقع الحدث، مؤكّدًا أن التحضيرات ما تزال قائمة بسرّية لأسباب أمنية.

وتأسس حزب العمال الكردستاني أواخر سبعينيات القرن الماضي، وخاض منذ 1984 صراعًا مسلحًا طويلًا ضد الدولة التركية للمطالبة بحقوق الأكراد في تركيا، وقد خلّف النزاع نحو 40 ألف قتيل وفق الإحصاءات الرسمية. وعلى مدار العقد الماضي، تراجع نشاط الحزب داخل تركيا، بينما لجأ الآلاف من مقاتليه إلى الجبال الوعرة شمال العراق، حيث تحوّلت مناطق مثل قنديل وسنجار ومحيط زاخو إلى قواعد خلفية لعملياتهم.

وفي الأول من آذار الماضي، أعلن الحزب وقفًا أحادي الجانب لإطلاق النار، في مقدّمة لتنفيذ خطة الحل. جاء ذلك بعد رسالة وجّهها أوجلان في شباط/ فبراير من محبسه في جزيرة إيمرالي، دعا فيها إلى إنهاء الكفاح المسلح، وحل التنظيم. ومن المتوقع، وفقًا لأحد المصدرَين، أن تصدر رسالة جديدة من أوجلان قريبًا لدعم العملية السياسية.

وفي تصريحات رسمية، أكدت أنقرة أنها “تتابع العملية عن كثب”، من دون إصدار موقف نهائي.
في المقابل، لم يصدر تعليق واضح من حكومة إقليم كردستان، رغم أن معظم تحركات الحزب العسكرية والمدنية تقع ضمن أراضي الإقليم.

يُشار إلى أن أنقرة تعتبر الحزب منظمة إرهابية، وتصنّفه كذلك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

رغم إعلان وقف القتال، لا تزال القوات التركية منتشرة في شمال العراق، حيث تحتفظ أنقرة منذ سنوات بعدد من القواعد العسكرية. وتشمل هذه المواقع مراكز استخباراتية ومعسكرات متقدمة في دهوك وزاخو ومناطق قنديل، وتُستخدم في تنفيذ غارات جوية وعمليات برية متكررة تستهدف مقاتلي الحزب.

وتسبب القصف التركي خلال السنوات الماضية في مقتل وجرح عشرات المدنيين العراقيين، فضلًا عن نزوح قرى بأكملها، فيما تتهم منظمات حقوقية أنقرة بانتهاك السيادة العراقية بشكل ممنهج تحت ذريعة ملاحقة “حزب العمال”.

ورغم الإدانات الخجولة من بغداد، لا تزال تركيا تنفّذ عملياتها العسكرية دون تنسيق فعلي مع الحكومة الاتحادية أو حكومة إقليم كردستان.

هل تتوقف الانتهاكات التركية؟

إعلان حل الحزب وتدمير السلاح قد يكون بداية فصل جديد من العلاقة بين الأكراد والدولة التركية. لكن المعضلة الأعمق تبقى في الميدان: هل ستنهي تركيا وجودها العسكري في شمال العراق؟
وهل تستمر عمليات القصف، والانتهاكات اليومية للسيادة العراقية، بذريعة تعقّب فلول مقاتلين أعلنوا رسميًا التخلّي عن القتال؟
أسئلة مفتوحة على مستقبل هشّ، تعلو فيه الأصوات السياسية، بينما تظل البنادق – حتى إشعار آخر – في موضع الانتظار.