يثير توقيت اندلاع الهجمات التي شنتها الجماعات المتشددة على القوات السورية مؤخرا، الكثير من التساؤلات حول دوافعها وتزامنها مع وقف إطلاق النار في لبنان، كذلك عن تأثيرها على العراق، فيما أكد خبراء أمنيون أن الأزمة قد تنتقل إلى البلاد “إذا لم تحقق بغداد “استراتيجية ردع”.
واندلعت الاشتباكات في محافظة حلب يوم الأربعاء بين تحالف من الجماعات المتشددة والقوات الحكومية السورية، عقب هجوم واسع شنته المجموعات المسلحة بقيادة جماعة “هيئة تحرير الشام”.
وتسبب الهجوم، الذي وصف بأنه الأعنف منذ سنوات، في تفاقم الصراع في المنطقة. وتعتبر هيئة تحرير الشام واحدة من أقوى الميليشيات المسلحة في شمال غرب سوريا.
وقال الخبير الأمني، أحمد الشريفي، في حديث لمنصة “إيشان”، إن “كل المعطيات تشير إلى أن الوضع في سوريا متردٍ، وأن الوضع الأمني والسياسي في سوريا بات يؤثر على العراق، لا سيما وجود أجنحة عراقية تدعم النظام في سوريا، قد تشتبك مع الجهات التي تصنف نفسها كمعارضة”.
وأضاف: “قد تؤدي الأزمة إلى هشاشة خط التماس الحدودي مع العراق”، لافتا إلى أن “كل المعطيات تدل على أن الأزمة قد تنتقل إلى العراق”.
وأردف: “نحتاج إلى استراتيجية ردع تستند إلى قراءة المعطيات قراءة دقيقة، واعتماد سياسة النأي بالنفس، وتحكيم الإمكانات والقدرات لمنع أي تسلل للأزمة عبر الحدود بأبعادها الأمنية والسياسية والعسكرية”.
وشدد قائلا: “إذا لم نحقق استراتيجية ردع فلا نستبعد انتقال الأزمة في العراق”.
فيما رأى المحلل السياسي نجم القصاب في حديث لمنصة “إيشان”، إن “الفصائل الموجودة في سوريا منذ 2011، ستقوم بالدفاع عن النظام السوري أمام القوات المتشددة المعارضة للنظام السوري، والمدعومة من قطر وتركيا”.
وقال القصاب: “أعتقد؛ في سوريا ستكون الحرب الثالثة بعد فلسطين ولبنان”.
وكشفت تقارير عسكرية أن الجيش السوري تمكن من امتصاص الهجوم الذي شنته هيئة تحرير الشام في أرياف حلب وإدلب، وبدأ هجوما معاكسا باتجاههما، وأنه كبد الفصائل المسلحة خسائر كبيرة في الأفراد، واستعاد السيطرة على عدة مواقع كان قد فقدها خلال الهجوم المباغت.
وأشارت التقارير إلى أن الجيش السوري، بالتعاون مع سلاح الجو الروسي، وبعد وصول تعزيزات من القوات الخاصة السورية، تمكن من تحويل دفة الصراع المسلح لمصلحته خصوص في ريف حلب الغربي.
ولفتت التقارير إلى أن حصيلة 3 أيام من الاشتباكات بين المسلحين والقوات السورية ارتفعت إلى أكثر من 238 قتيلا، فيما ذكر المرصد الروسي للمصالحة أن نحو 400 مسلح قتلوا في الاشتباكات في إدلب وحلب.