حتى الآن يقتصر القتال بين حزب الله اللبناني وإسرائيل، على تبادل الهجمات الحدودية، لكن التوتر ينذر باحتمالات تصعد في المواجهات، وفق خبراء، بالوصول إلى “نقطة اللاعودة” واندلاع حرب “حقيقية” شاملة.
وقال رئيس الوزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأسبوع الماضي، إن “المرحلة العنيفة من المعارك ضد حماس على وشك الانتهاء. هذا لا يعني أن الحرب على وشك الانتهاء، لكن الحرب في مرحلتها العنيفة على وشك الانتهاء في رفح”.
وكرر نتنياهو أن الصراع لن ينتهي إلا بالتدمير الكامل لحركة حماس في غزة. كما أكد أنه “بعد انتهاء المرحلة العنيفة، سنعيد نشر بعض قواتنا نحو الشمال، وسنفعل ذلك لأغراض دفاعية في شكل رئيسي، ولكن أيضا لإعادة السكان (النازحين) الى ديارهم”.
لكن في ظل هذا الحديث، فإن المناوشات الحدودية بين جيش الكيان الإسرائيلي وحزب الله، لم تتوقف بل أنها اتسعت وتزايدت. ووضع الكيان مؤخراً، قواته في حالة تأهب قصوى بعد نشر حزب الله لقطات مراقبة جوية تخص العديد من مواقع البنية التحتية العسكرية الإسرائيلية والمنشآت المدنية، بما في ذلك مواقع بمدينة حيفا الساحلية.
ومع ارتفاع التصعيد بين الطرفين، حذّر زعيم “عصائب أهل الحق” قيس الخزعلي، الولايات المتحدة الأميركية من أن مصالحها ستكون في خطر بحال شنت تل أبيب هجومها على حزب الله.
وقال الخزعلي إنه “في حال استمرار الولايات المتحدة في دعم إسرائيل وهاجمت الأخيرة لبنان وحزب الله، فستصبح المصالح الأميركية في المنطقة والعراق محل استهداف. وأن هناك تسريبات تفيد بنية إسرائيل توسيع عملياتها بالهجوم على لبنان وعلى حزب الله، مهدداً بالتحرك”.
جاء ذلك بعدما كشف زعيم حزب الله حسن نصرالله، الأسبوع الماضي، أن عدة فصائل عراقية (مدعومة إيرانياً) عرضت إرسال مقاتليها لمساعدة الحزب في المواجهات الجارية منذ أشهر على الحدود مع إسرائيل. إلا أن نصرالله أشار حينها إلى أن لديه ما يكفي من المقاتلين، متوعداً بضرب كامل المناطق الإسرائيلية في حال توغلت في الجنوب اللبناني.
ويرى الخبير الأمني العراقي، عماد علو، أن “مسألة تطور الصراع بين الكيان الإسرائيلي وحزب الله اللبناني واردة في حال إصرار الكيان على الاستمرار بحرب الإبادة الجماعية ضد شعب غزة، وأن المقاومة الإسلامية ستشترك بوسائل وأسلحة مختلفة إلى جانب حزب الله، وهذه المسألة تقرر من القيادات التنسيقية في إطار استراتيجية وحدة الساحات”.
وبين علو في اتصال مع “إيشان“، أن “عمليات تنسيقية جرت بالتعاون مع فصائل المقاومة في العراق وأنصار الله في اليمن (الحوثيين) ضد أهداف اسرائيل في البحر المتوسط، كما أن تعاونا ممكن أن يحصل على صعيد تطور الصراع فيما لو اشتركت الولايات المتحدة الأميركية بدعم إسرائيل”.
