اخر الاخبار

المراوغة لم تعد كافية.. خطر يلوح في أفق لامين يامال: موهبة برشلونة بين المجد والانهيار

حذر خافيير كليمنتي، مدرب منتخب إسبانيا السابق، نجم برشلونة...

الولاية الثانية تُقلق طاولة الإطار.. ملفات التطبيع والتنصّت تفتح باب “الفيتو”

رغم اكتمال عملية الاقتراع وإعلان النتائج الأولية، تبقى المحكمة...

ذات صلة

رحلة فضل شاكر: من الغناء إلى التطرف… ثم العودة إلى الضوء

شارك على مواقع التواصل

بعد أكثر من عقد من الجدل والاتهامات، شهدت قضية الفنان اللبناني فضل شاكر تحولاً بارزاً مساء الرابع من أكتوبر/تشرين الأول 2025، حين سلّم نفسه إلى الجيش اللبناني بعد اثني عشر عاماً من التواري داخل مخيم عين الحلوة في مدينة صيدا، في خطوة نُفّذت بالتنسيق بين الجيش والهيئات القضائية المعنية.

تعود بداية القصة إلى يونيو/حزيران 2013، عندما اندلعت اشتباكات عنيفة في منطقة عبرا بين الجيش اللبناني وأنصار الشيخ أحمد الأسير، أسفرت عن مقتل 18 جندياً. وكان شاكر قد أعلن اعتزاله الغناء في العام 2012، وظهر إلى جانب الأسير، قبل أن يتوارى عن الأنظار إثر تلك المواجهات، بعد انتشار مقاطع مصورة له يتحدث فيها عن “الانتصار على الجيش”.

أدين شاكر بعدة اتهامات تتعلق بحمل السلاح والانضمام إلى جماعة مسلحة، وصدر بحقه عدد من الأحكام الغيابية وصلت عقوباتها إلى 22 عاماً. غير أن القضاء اللبناني كان قد برّأه عام 2018 من تهمة قتل جنود لبنانيين، في حين بقيت بحقه قضايا أخرى تتعلق بترويع المواطنين والانتماء إلى جماعة غير شرعية.

وأكدت مصادر مقربة من أسرة الفنان أنه لم يتخذ قراره بتسليم نفسه إلا بعد حصوله على ضمانات عربية وخارجية تضمن له محاكمة عادلة بعيدة عن التجاذبات السياسية، موضحة أن الجلسات القضائية ستُعقد بعيداً عن الإعلام لتجنب أي توتر أو تشويه للرأي العام أثناء سير المحاكمة.

وأضافت المصادر أن فضل شاكر “كان يُمهّد لهذه الخطوة منذ شهور عبر تسريبات إعلامية متكررة عن رغبته في تسليم نفسه، خصوصاً بعد خلافات حادة عاشها داخل مخيم عين الحلوة”، مشيرة إلى أنه “ينوي مغادرة البلاد نهائياً بعد انتهاء محاكمته حفاظاً على سلامته الشخصية”.

وبحسب مصدر قضائي، فإن المحكمة العسكرية “بصدد تحديد جلسة المحاكمة فور انتهاء التحقيقات الأولية التي تجريها مخابرات الجيش مع شاكر”، مرجحاً أن “تنطلق المحاكمة في الأسبوع المقبل ما لم يطرأ تطور يستدعي تأجيل الموعد لأيام قليلة”.

وأوضح المصدر أن القضاء “لا يتأثر بالحملات الخارجية سواء المؤيدة أو المعارضة لفضل شاكر، ويتعامل مع القضية ببعدها القانوني ووفق الوقائع والأدلة المقدمة من النيابة العامة العسكرية وفريق الدفاع على حد سواء”.

ويواجه شاكر ثلاث قضايا جنائية صدرت بشأنها أحكام غيابية بين عامي 2015 و2020، تراوحت عقوباتها بين خمس سنوات وخمس عشرة سنة من الأشغال الشاقة، بتهم تتعلق بـ”حيازة أسلحة حربية وتمويل مجموعة مسلّحة والاشتراك في معارك عبرا التي وقعت بين الجيش اللبناني ومسلحين من أتباع الأسير”.

ونقلت صحيفة “الشرق الأوسط” عن مصادر قريبة من الفنان قولها إن شاكر “مرتاح للانتقال من مرحلة طويلة من التواري عن الأنظار وما رافقها من شائعات واتهامات طالته عن غير حق، إلى مرحلة بات فيها بتصرف القضاء”، مضيفة أنه “يراهن على أن الحقيقة ستظهر، وأن العدالة ستأخذ مجراها بعيداً عن أي تأثير سياسي”.

ويترقب الوسطان الفني والسياسي في لبنان ما ستسفر عنه المحاكمة التي تُعدّ من أكثر القضايا المثيرة للجدل خلال العقد الأخير، إذ تطوي صفحة واحدة من أكثر الملفات التباساً بين الفن والدين والسياسة في البلاد.