اخر الاخبار

الحشد يعلن صدور أحكام قضائية بالسجن المشدد لتجار مخدرات في بغداد

أصدر القضاء العراقي حكماً بالسجن المشدد بحق عدد من...

نصرةً لـ”شخّة” الرئيس.. الكتل السنية تساند المشهداني بعد المشادّة مع المندلاوي

في تطور يعكس تصاعد التوترات داخل مجلس النواب العراقي،...

الإطار التنسيقي يناقش حاضر العراق ومستقبله باجتماع في منزل العبادي

عقد الإطار التنسيقي، اليوم الأحد، اجتماعه في مكتب رئيس...

اتفاق حكومي على عدم إقرار خطة الزراعة الصيفية هذا العام: المياه لا تكفي

    أكدت وزارة الموارد المائية، اليوم الاثنين، الاتفاق مع وزارة...

رغم نزع السلاح العمالي.. تركيا تستمر بهجماتها في كردستان وتقصف مغارة الـ33 غرفة

  رغم إعلان حزب العمال الكوردستاني حلّ نفسه وإلقاء السلاح...

ذات صلة

سابع العباس..يوم “سقّاء بني هاشم”.. قمر العشيرة الذي روى الماء بدم الشهادة

شارك على مواقع التواصل

 

تمر على الأمة الإسلامية أيام محرم الحرام، وتحلق فيها صور في الأذهان لواقعة كربلاء، مصدر الشجاعة والإلهام الإيماني القدسي، لما حصل في معركة الطف، للإمام الحسين عليه السلام، ابن بنت رسول الله وسليل أمير المؤمنين، وأسرته وصحبه.

ومن أيام محرم القاسية على مريدي أهل البيت ومحبيهم في كل بقاع الأرض، يوم ابي الفضل العباس، الذي تتجسد ذكرى الجود والشجاعة فيه، وهو يوم السابع من شهر محرم الحرام، الذي خصص لـ”سقّاء بني هاشم”، يوماً لنعي ذكرى استشهاده، وموعداً للتذكير بيوم انتصار الأخ لأخيه وعياله، والذود عنهم ونيل الشهادة من أجل سقي عطاشى أهل بيت النبي.

 

لماذا يوم السابع؟

ومن هنا تم تخصيص اليوم السابع من محرم وليلته لهذا البطل المغوار، ليكون محور حديث الخطباء إضافة الى مواكب العزاء فيها عن الإمام العباس (عليه السلام) وبطولاته في واقعة كربلاء وإيثاره بالنفس دون أخيه الإمام الحسين (عليه السلام)، وامتناعه عن شرب الماء وهو على نهر العلقمي لعلمه بعطش أخيه الحسين (عليه السلام)، وهذا عرف عزائي أُعْتِيدَ على إقامته منذ مئات السنين.

أما اختيار يوم السابع وليلته من حرم وجعله خاصاً بابي الفضل العباس (عليه السلام)، فقد جاء وفقاً لما ذكر في الروايات من أنه في اليوم السابع من محرم الحرام التاع أبو الفضل العبّاس (عليه السلام) كأشدّ ما تكون اللوعة ألماً ومحنة حينما رأى أطفال أخيه وأهل بيته وهم يستغيثون من الظمأ.

فانبرى الشهم النبيل لتحصيل الماء، وأخذه بالقوة، وقد صحب معه ثلاثين فارساً، وعشرين راجلاً، وحملوا معهم عشرين قربة، وهجموا بأجمعهم على نهر الفرات، وقد تقدّمهم نافع بن هلال المرادي وهو من أفذاذ أصحاب الإمام الحسين (عليه السلام) فواجههم عمرو بن الحجاج الزبيدي وهو من مجرمي جيش ابن زياد، وقد عهدت إليه حراسة نهر الفرات.

ولم يعنَ به الأبطال من أصحاب الإمام الحسين (عليه السلام)، وسخروا من كلامه، فاقتحموا الفرات ليملؤوا قربهم منه، فثار في وجوههم عمرو بن الحجاج ومعه مفرزة من جنوده، والتحم بهم بطل كربلاء أبو الفضل (عليه السلام)، ونافع بن هلال، ودارت بينهم معركة إلّا انّه لم يقتل فيها أحد من الجانبين، وعاد أصحاب الإمام بقيادة أبي الفضل العباس(عليه السلام) وقد ملؤوا قربهم من الماء.

وقد روى أبو الفضل (عليه السلام) عطاشا أهل بيت الإمام الحسين (عليه السلام) وأصحابه، وأنقذهم من الظمأ، وقد مُنِحَ منذ ذلك اليوم لقب (السقاء) وهو من أشهر ألقابه، وأكثرها ذيوعاً بين الناس كما أنّه من أحبّ الألقاب وأعزّها لديه.

 

حياته وأسرته

عرف العباس بوسامته وشجاعته، وطوله، حيث كان يركب الفرس المطهّم وقدماه تخطّان في الأرض، وتزوج من لُبابة بنت عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب، وأنجب منها أربعة أولاد، وهم: الفضل، وعبيد الله، والحسن، والقاسم، وابنتين، وله العديد من الأحفاد، حيث كان بعضهم من العلماء. لازم أبو الفضل العبّاس أخويه السبطين، ووالده، وابن أخيه الإمام زين العادين، حيث تتلمذ على يدهم، وتعلّم منهم الكثير من علوم الدين والمعارف، ومكارم الأخلاق، الأمر الذي أثر في شخصيته.

عاصر العباس، العديد من الحروب التي شارك أبوه فيها، وشهد أيضاً مقتل عثمان بن عفان، وبيعة والده، ومعركة صفين، ومعركة الجمل، ومعركة النهروان، كما أنه كان صاحب لواء الحسين في كربلاء في العاشر من محرم، حيث تمكن من اقتحام صفوف العدو، وكسر الحصار، ولا بدّ من الإشارة إلى أن اللواء هو العلم الأكبر الذي لا يحمله إلا الشريف والشجاع في المعسكر.

من ألقاب العباس، قمر بني هاشم. باب الحوائج. الطيّار. الشهيد. السقّاء؛ لأنّه تمّكن من جلب الماء إلى معسكر الحسين في محاولته الأولى. العبد الصالح. صاحب اللواء.

 

استشهاد العباس

استشهد أبو الفضل العباس في طريق عودته من المحاولة الثانية في جلب الماء للمقاتلين في واقعة كربلاء في عاشوراء، حيث هاجمه العدو، وأسقطوه عن فرسه، وقطعوا يده، وأصابوه بسهم في عينه، ومزقوا قربة مائه، كما أنهم ضربوه بعمود على رأسه، الأمر الذي أدّى لاستشهاده، تم دفن العباس بن علي في ضريح تعلوه قبة ذهبية في مدينة كربلاء إلى جانب ضريح الحسين، وله ضريح في لبنان في بلدة النبي شيت في البقاعية.