اخر الاخبار

شيّع رفاقه الشهداء.. أول ظهور لعلي شمخاني بعد إصابته في “القصف الإسرائيلي”

ظهر علي شمخاني، مستشار المرشد الأعلى في إيران، علي...

منتسب بوزارة الدفاع يسيء للشيعة ولنساء الجنوب ويدعو لإبادة “الشروگية” 

    انتشرت صور على مواقع التواصل الاجتماعي لمنتسب في وزارة...

ذات صلة

سوريا بتوقيت العراق.. انفجار كنيسة مار الياس: إعلان بدء الفوضى والصراع الطائفي

شارك على مواقع التواصل

في مشهد يعيد إلى الأذهان فصول العنف الطائفي في العراق مطلع الألفية الجديدة، شهدت العاصمة السورية دمشق، الأحد، تفجيرًا انتحاريًا استهدف كنيسة مار إلياس في حي الدويلعة، ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى.

ووفق ما نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر أمني، فإن “شخصًا يُعتقد أنه انتحاري فجّر نفسه داخل الكنيسة أثناء قدّاس، مما أدى إلى وقوع ضحايا بين قتيل وجريح”.

وأظهرت صور متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي سيارات الإسعاف وهي تهرع إلى المكان وسط حالة من الذعر، بينما فرضت قوى الأمن طوقًا حول موقع التفجير.

شهود عيان أكدوا لوكالة “رويترز” أن “انفجارًا مدويًا دوّى داخل الكنيسة في أثناء الصلاة، وتلاه صراخ واستغاثات من الحاضرين، قبل أن تصل سيارات الإسعاف”.

ولم يصدر بعد أي بيان رسمي يحدد حصيلة الضحايا أو يعلن الجهة المسؤولة عن الهجوم.

بصمات مرحلة جديدة

يأتي هذا الهجوم في لحظة حساسة تمر بها سوريا، بعد نحو ستة أشهر من سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، وسيطرة تحالف تقوده “جبهة النصرة” على مفاصل الحكم، بقيادة أحمد الشرع المعروف باسم “أبو محمد الجولاني”، والذي يتحدّر من خلفية جهادية لطالما أثارت قلق المجتمع الدولي.

ويرى مراقبون أن تفجير كنيسة مار إلياس قد يشكل لحظة فارقة، تدشّن مرحلة من الفوضى الأمنية والعنف الطائفي الممنهج، شبيهة بتلك التي شهدها العراق عقب إسقاط نظام صدام حسين في عام 2003، حيث غرقت البلاد في دوامة من الصراعات بين المكونات الطائفية، وتفجيرات استهدفت دور العبادة والأسواق والمؤسسات الحكومية على حد سواء.

تشابه المشهد السوري الحالي مع العراق بعد الغزو الأميركي لم يغب عن تحليلات المراقبين. فكما فتح انهيار الدولة العراقية الباب أمام صعود الجماعات المتشددة واندلاع حرب أهلية دامية، يبدو أن انهيار مؤسسات الدولة السورية، وتسليم زمام الأمور إلى فصائل ذات طابع أيديولوجي حاد، يعيد إنتاج النموذج ذاته.

وتنقل وسائل إعلام محلية أن العاصمة دمشق، التي بقيت نسبيًا في منأى عن العنف خلال السنوات الماضية، بدأت تشهد توترات أمنية متصاعدة، وعودة للاغتيالات، والتفجيرات المتفرقة، في وقت تكافح فيه السلطات الجديدة لبسط نفوذها وتثبيت الأمن.

مخاوف من تصاعد العنف

في ظل غياب مؤسسات أمنية فاعلة، وتعدد الفصائل المسلحة، يخشى مراقبون أن يتحول الصراع في سوريا إلى صراع أهلي طويل الأمد، تغذّيه الخطابات الطائفية والاصطفافات الإقليمية، في سيناريو يعيد إنتاج أكثر لحظات العراق سوداوية، حين تحوّلت دور العبادة إلى أهداف يومية للعنف.

ولا يُستبعد أن تكون كنيسة مار إلياس، بما تحمله من رمزية دينية وتاريخية، بداية لسلسلة من الهجمات التي قد تستهدف مستقبلاً طوائف ومكونات أخرى في البلاد، بما ينذر بانهيار ما تبقى من النسيج الاجتماعي السوري.

ورغم عدم تبني أي جهة حتى الآن مسؤولية الهجوم، تشير أصابع الاتهام إلى جماعات متشددة تنشط ضمن الائتلاف الحاكم الجديد، أو فصائل أخرى أكثر تشددا مثل تنظيم داعش؟