منذ أن انفجرت هواتف الـ “بيجر” بيد اللبنانيين، حتى عرف العالم، أن الكيان قد بدأ حربه ضد المقاومة في لبنان، وما ترجم الأمر على أرض الواقع، الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، حين خرج بخطابٍ، حمل دلائل كثيرة، أبرزها “الخلفية” التي جاءت باللون الأحمر.
لم يتوقف الكيان عند تفجير هواتف البيجر، بل سارع إلى تنفيذ غارات داخل بيروت، بعد أن رشقه حزب الله بـ ١٣٠ صاروخاً، استهدفت الأراضي المحتلة.. كل هذه الأمور، دلائل على بدء الحرب وانتهاء مرحلة “المناوشات” بين الطرفين.
في العراق أيضاً، تتأهب المقاومة للاشتراك بالحرب ضد الكيان، فـ “السيل البشري العراقي” ينتظر إشارة من نصر الله، حسب ما قال الأمين العام لكتائب سيد الشهداء، أبو آلاء الولائي، حين وجّه خطاباً إلى نصر الله.
أبو آلاء قال في رسالته الموجهة لنصر الله، واطّلعت عليها “إيشان”: “إننا يبن الزهراء حاضرون على خط الشروع، ننتظر منك إشارةً لنرفع عن نهر الرجال بوابة الانتظار، لتستقبل سيلاً بشرياً عراقياً تكتظ به حدود لبنان وخنادقها، فإن فقدتم ألفاً من الشهداء، سنمدّكم بمائة الف من الابطال، والله على ما نقول شهيد”.
وأضاف: “اننا يا ابا هادي الحبيب، بمقاومتنا وسلاحنا واموالنا وارواحنا، جنودٌ مجندة تحت أمرك، فخض بنا البحر، واضرب بعصاك الحجر، لتتفجر تحت أقدام الغزاة نيراناً، من شمال الاحتلال حتى جنوبه، وأضف الى قائمة عديد حزب الله عديدنا، برجالنا ونسائنا وشيوخنا واطفالنا، فلن نقول ما قاله الملأ لموسى (عليه السلام): (فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ)، بل نقول لك يبن الانبياء والاوصياء: اذهب انت وربك فقاتلا إنّا معكم مقاتلون”.
ومنذ اغتيال إسماعيل هنية في طهران نهاية تموز الماضي، وما زالت إيران “تهدد” بالرد على عملية الإسرائيليين، والعالم يترقّب ما يحصل، وعيون العراقيين على أرضهم، وهم ينتظرون أن تندلع الحرب “الشاملة”.
“لن يسلم أحدٌ من الحرب”، هذا ما يتوقّعه المختصون في الجانب الأمني والسياسي، فالمنطقة ما زالت مشتعلة منذ أن شنّ الكيان عدوانه على غزة، وما زال يوغل بقتل الفلسطينيين، حتى وصل عدد الشهداء إلى أكثر من ٤١ ألفاً.
المسيّرات من العراق، ما زالت تنطلق باتجاه الأراضي المحتّلة، ومن اليمن، تتواصل الصواريخ واستهداف المصالح الصهيونية، ومن لبنان، لم تتوقف رشقات الصواريخ والمسيّرات، لكن الكيان يشنُّ بأوقات مختلفة غارات وعدواناً على محور المقاومة.
حتى وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، لم يستطع زيارة الأراضي المحتّلة، وأجّلها إلى وقت لاحق، بعد أن فجّر الصهاينة أجهزة الـ “بيجر” بيد اللبنانيين، وقتل العديد من المدنيين فيها، وأصاب أكثر من ٣ آلاف آخرين.
الحرب تقترب من المنطقة أكثر، وقد لا تتوقف عند لبنان، لأن العراقيين، سيكون لهم رأيٌ في الصراع، ومقاومتهم ستدخل الميدان، وربما تتسع لتشمل أطرافاً أخرى، وهو ما يبحث عنه الكيان، كي يجرّ الحرب خارج الأراضي التي يحتّلها.
زعيم التيار الوطني الشيعي، مقتدى الصدر، كان من المقرر أن يُخرج تظاهرة وصفها بـ “المليونية” لدعم غزة.. لكن تفجير أجهزة الـ “بيجر” جعله يلغي التظاهرات، ويراها: “غير مُنفعة”، حتى برزت تساؤلات عدة، أبرزها: “هل سيدخل الصدريون إلى الميدان؟”.
“طبول الحرب يقرعها الكيان”، هذا ما تظهره مجريات الأحداث في المنطقة، فالاحتلال استهدف اليوم في سوريا، المستشار الأمني لكتائب حزب الله “أبو منتظر الخفاجي”.
ومن سوريا، وجّه غاراته إلى لبنان، حين أعلن استهداف اجتماع ضمّ قيادات لحزب الله اللبناني، وتحدثت وسائل الإعلام عن اغتيال إبراهيم عقيل، مسؤول العمليات في حزب الله.
هل ستندلع الحرب الشاملة قريباً؟ وهل يدخل فيها العراقيون؟ وهل يوقفها أحد؟.. تساؤلات تطرحها شعوب المنطقة، ولا أحد يستطيع الإجابة عنها، غير الأيام المقبلة المحمّلة بغيومٍ من الأحداث.