خلال السنوات الماضية، شهدت البلاد التي تتصدر الدول العربية بالتأثر في تغيرات المناخ العالمية، صيفا متطرفا بدرجات الحرارة، رافقه جفاف طال نهري دجلة والفرات وألقى بظلاله على الأهوار، ما تسبب بارتفاع نسبة الملوثات في البيئة المائية، لكن أمطار هذا العام قد تغير ملامح هذا الفصل الملتهب مقارنة بالأعوام الماضية.
وقالت وزارة الموارد المائية، إنّ الخزين المائي للبلاد، أفضل بكثير من 2023، معلنة نجاحها بخزن الجزء الأكبر من الموجة الفيضانية في سد الموصل، ضمن بحيرة الثرثار.
وأكد الوزير عون ذياب عبد الله في حديث لجريدة “الصباح”، تابعته منصة “إيشان”، ارتفاع مستوى الخزين المائي بشكل كبير في سد الموصل، الذي يعد الأكبر بين سدود العراق، وتبلغ سعته 11 مليار متر مكعب، وتم تمرير الجزء الأكبر من الموجة الفيضانية عبر ناظم الثرثار إلى بحيرة الثرثار لتعزيز الخزين المائي، ثم تحويل جزء منه عبر ناظم التقسيم إلى نهر الفرات.
وذكر أن الإيرادات الحالية لسد الموصل تبلغ 319 م3 /ثا، ونسعى لإيصالها إلى 325 م3/ثا، بحسب الحد المسموح به للخزن في بحيرته، منوها بأن الثلوج أخذت بالذوبان ويجري تصريف مناسيبها القادمة من نهر فيشخابور داخل تركيا، ونظيرتها من داخل العراق، إلى سد الموصل ومنه إلى بحيرة الثرثار، بينما تم تحويل القسم الآخر نحو سدة سامراء وإلى الأهوار، مؤكدا ارتفاع مستوى المياه في سد حمرين بشكل يومي ومستمر.
وذكر عبد الله أنه تم استثمار الأمطار من خلال تقليل الاستهلاك، وتعزيز الخزين الستراتيجي، وزيادة نسب غمر الأهوار، مبينا أنه تم إطلاق 80 م3/ثا إلى البصرة لتخفيف تأثير المد الملحي وتأمين مياه الشرب والاستخدامات البشرية، مؤكدا أن الخزين المائي للبلاد أفضل بكثير من 2023، منوها بأن الإطلاقات المائية تقتصر حاليا على تأمين مياه الشرب، وسقي الخضراوات والبساتين.
فيما توقع مرصد العراق الاخضر ان الصيف المقبل سيكون الاكثر اعتدالاً على مدى السنوات الماضية.
وقال عضو المرصد عمر عبد اللطيف ان العراق عانى خلال السنوات الماضية من جفاف في مناطقه خصوصاً الجنوبية منه، مما ادى الى حصول تلوث شديد في نهر الفرات بتلك المناطق واصابات بحالات تسمم بسببه، كذلك جفاف مساحات واسعة من الاهوار ونفوق الاحياء المائية الموجودة فيها الى جانب ارتفاع كبير في درجات الحرارة.
وبين انه لاكثر من مرة تظهر محافظات البصرة وذي قار وميسان والمثنى في صدارة المدن الاكثر حرارة على مستوى العالم .
وتوقع عبد اللطيف ان “الصيف المقبل سيكون الاكثر اعتدالاً بفضل ارتفاع معدل تساقط الامطار خلال فصلي الشتاء الماضي والربيع حاليآ مما اسهم بزيادة الغطاء النباتي لعموم البلاد بعد معاناة العراق خلال الاعوام الماضية من ارتفاع درجات الحرارة واشتداد العواصف الرملية نتيجة قلة الامطار وشح المياه في الانهار والسدود”.