كشفت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، اليوم الأربعاء، تفاصيل الهجوم الذي نفذته طائرات الولايات المتحدة ضد مقرات الحشد الشعبي في محافظتي بابل وواسط، فجر الثلاثاء.
وبحسب تقرير الصحيفة الذي ترجمته “إيشان”، فإن البنتاغون أكدت أن “القوات الأمريكية شنت ضربات جوية انتقامية ضد الفصائل المدعومة من إيران في العراق بعد هجوم بطائرة بدون طيار أدى إلى إصابة ثلاثة من الجنود الأمريكيين، وهو أحدث رد على عشرات الهجمات الجوية ضد أفراد أمريكيين في الشرق الأوسط والتي عجزت وزارة الدفاع عن تنفيذها للحد من”.
وقال وزير الدفاع لويد أوستن في بيان، إن “القوات الأمريكية شنت غارات جوية على ثلاث منشآت تستخدمها كتائب حزب الله والجماعات التابعة لها، ردا على هجوم على أفراد أمريكيين متمركزين في قاعدة أربيل الجوية أدى إلى إصابة أحد أفراد الخدمة بجروح خطيرة”.
وذكر مسؤول دفاعي أمريكي، تحدث لـ “واشنطن بوست”، شريطة عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية القضية، أن “الهجوم المسلح شنته طائرة بدون طيار متفجرة في اتجاه واحد”.
وأفادت القيادة المركزية الأمريكية في بيان بأن “الضربات الانتقامية قتلت على الأرجح عددًا من مقاتلي كتائب حزب الله، ولا توجد مؤشرات على تضرر حياة المدنيين”.
وتقول الصحيفة، أن “القوات الأمريكية المتمركزة في قواعد في العراق وسوريا تعرضت للهجوم أكثر من 100 مرة من قبل الفصائل المدعومة من إيران منذ 17 أكتوبر”، وفقًا لبيانات البنتاغون، فيما قالت تلك الجماعات إنه رد على الدعم الأمريكي لإسرائيل وعمليتها البرية في العراق غزة.
وأكد أوستن أن “الضربات الجوية الأمريكية الأخيرة كانت تهدف إلى تعطيل وإضعاف قدرات الفصائل المتحالفة مع إيران المسؤولة بشكل مباشر، ومع ذلك، فإن ردود الفعل المماثلة لم تضعف قدرة تلك الجماعات على ضرب المنشآت الأمريكية متى شاءوا”.
وقالت القيادة المركزية إن “مدمرة أمريكية وطائرات مقاتلة أسقطت 12 طائرة بدون طيار هجومية أحادية الاتجاه وثلاثة صواريخ باليستية مضادة للسفن وصاروخين كروز للهجوم الأرضي في جنوب البحر الأحمر، والتي تم إطلاقها جميعها في فترة مدتها 10 ساعات، مقاتلي الحوثي في اليمن، وقالت القيادة إن الهجمات وعمليات إطلاق النار لم تتسبب في أضرار للسفن أو إصابات.
وكانت إدارة بايدن حذرة من اتباع نهج أكثر عدوانية، حيث أعرب المسؤولون عن قلقهم من أنه إذا تمت مواجهة إيران بشكل مباشر أكثر، فقد يؤدي ذلك إلى توسيع الحريق الإقليمي، ومستعدون تمامًا لاتخاذ المزيد من الإجراءات الضرورية لحماية شعبنا ومنشآتنا.
ودافع البنتاغون عن الرد ووصفه بأنه “متعمد”، وقال إن “معظم الهجمات على القوات الأمريكية كانت خارج الهدف – مما أدى في بعض الأحيان إلى إتلاف البنية التحتية وتؤدي إلى إصابات طفيفة، إن وجدت.
ومع ذلك، يبدو أن الإصابة الخطيرة التي لحقت بأحد أفراد الخدمة الأمريكية في هجوم يوم الاثنين هي الأخطر التي تم الإبلاغ عنها منذ تزايد الهجمات بشكل حاد في أكتوبر.
ولا يزال هناك حوالي 3500 جندي أمريكي في العراق وسوريا لمنع عودة تنظيم داعش، ولطالما دعمت إيران الميليشيات في محاولة لإزاحة الوجود الأمريكي في المنطقة.
وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي أدريان واتسون في بيان: “الرئيس لا يضع أولوية أعلى من حماية الأفراد الأمريكيين الذين يخدمون في طريق الأذى” .
وأضاف أن “الولايات المتحدة ستتصرف في الوقت وبالطريقة التي نختارها إذا استمرت هذه الهجمات، وقد شكلت عمليات أخرى في الشرق الأوسط تحدياً لتأكيدات الإدارة بأن الحرب التي شنتها إسرائيل على حماس في غزة لم تؤدي إلى صراع أكبر.
ذكرت وكالة أسوشيتد برس نقلاً عن تقارير لوسائل الإعلام الرسمية الإيرانية أن إسرائيل قتلت جنرالًا إيرانيًا رفيع المستوى في غارة جوية في دمشق بسوريا يوم الاثنين .
وشنت تركيا ضربات على سوريا والعراق، وهاجمت المقاتلين الأكراد انتقاما لمقتل جنود أتراك خلال عطلة نهاية الأسبوع، وشن المسلحون الحوثيون هجمات جريئة في البحر الأحمر، بما في ذلك إسقاط طائرة أمريكية بدون طيار واختطاف سفينة تجارية، ودفعت تلك الحوادث وغيرها الولايات المتحدة وشركائها إلى تعزيز قوة عمل بحرية متعددة الجنسيات لحماية السفن التي تعبر قناة السويس وتعمل في المياه المحيطة بشرق شبه الجزيرة العربية.
وقال مسؤول كبير في كتائب حزب الله، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية الأمر، إن الجماعة شنت عمليات ضد القوات الأمريكية في العراق جزئيًا بسبب دعم الولايات المتحدة لإسرائيل في حربها مع حماس، وجزئيًا بسبب دعم الولايات المتحدة لإسرائيل في حربها مع حماس، لأن الجماعة تعتبر الوجود الأمريكي في العراق احتلالا.
وقال المسؤول: “عملياتنا ستستمر حتى رحيل آخر جندي أميركي”.
وفي بيان يوم الثلاثاء، دان رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الهجوم بطائرة بدون طيار والرد الأمريكي الذي قال إنه أسفر عن مقتل جندي عراقي وإصابة 18 آخرين، بينهم مدنيون.
وأضاف: “هذا يشكل عملاً عدائياً واضحاً، وأضاف أن “هذا يتعارض مع السعي لتحقيق المصالح المشتركة الدائمة في إرساء الأمن والاستقرار، ويتعارض مع النية المعلنة للجانب الأمريكي لتعزيز العلاقات مع العراق”.
