كتبت صحيفة طهران تايمز قراءة للمشهد السياسي في العراق بعد الانتخابات النيابية الأخيرة، مشيرة إلى أن الفوز الأكبر في صناديق الاقتراع لا يعني بالضرورة القدرة على تشكيل الحكومة.
وأوضحت الصحيفة أن تحالف الإعمار والتنمية بزعامة رئيس الوزراء محمد السوداني حصل على أكبر عدد من المقاعد، حيث حصد 45 مقعدًا فقط، وهو بعيد عن الأغلبية المطلقة البالغة 165 مقعدًا في مجلس النواب المؤلف من 329 مقعدًا.
وأضافت الصحيفة أن أي حزب لم يصل إلى هذه العتبة منذ بدء الانتخابات عام 2005، وأن الأحزاب الفائزة في انتخابات 2010 و2014 و2018 و2021 لم تتمكن من تشكيل الحكومة بسبب مقاومة الفصائل المنافسة، مؤكدة أن الأداء القوي في الانتخابات لا يضمن للسوداني ولاية ثانية.
ولفتت طهران تايمز إلى أن هذه الانتخابات قد تكسر الأنماط القديمة، لكنها أشارت إلى أن الحزب الذي يخرج فائزا نادرًا ما يشكل الحكومة، حتى عندما يتقدم في عدة محافظات.
وذكرت الصحيفة أن محادثات الائتلاف بدأت بالفعل بين الفائزين الرئيسيين، بما في ذلك تحالف السوداني، وحزب التقدم بزعامة رئيس البرلمان السابق محمد الحلبوسي، وائتلاف دولة القانون برئاسة نوري المالكي، إضافة إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة عائلة بارزاني. كما شارك في الاجتماعات الاستكشافية قادة مثل قيس الخزعلي من صادقون ومنظمة بدر التابعة لهادي العامري، إلى جانب مجموعات أخرى حققت نتائج جيدة.
وأشارت الصحيفة إلى أن التاريخ الحديث يوضح أن الأحزاب الشيعية شكلت في انتخابات 2021 الإطار التنسيقي، الذي اختار في النهاية السوداني رئيسًا للوزراء، رغم أنه كان شخصية سياسية غير معروفة نسبيًا حينها. ورغم أن الأحزاب خاضت انتخابات هذا العام بشكل منفصل، إلا أن هناك مؤشرات على إمكانية إعادة توحيد صفوفها، مع حاجة الحكومة المقبلة إلى ائتلاف برلماني يشمل السنة والأكراد. وتشير التقديرات إلى أن المكونات الرئيسية للإطار التنسيقي حصلت على نحو 93 مقعدًا باستثناء السوداني.
وأوضحت الصحيفة أن حزب التقدم حقق أداءً قويًا، محتلاً المركز الثاني في بغداد، وهو ما يجعل التحالف الثلاثي السيناريو المثالي لتشكيل البرلمان بسرعة، وتشكيل الحكومة، واختيار رئيس.
ولفتت طهران تايمز إلى أن بعض أعضاء الإطار التنسيقي كانوا معارضين لتجديد ولاية السوداني قبل الانتخابات، إلا أن نتائج الاقتراع منحته نفوذًا أكبر في مفاوضات الائتلاف، ويبدو أنه يمتلك مصداقية كافية لقيادة المحادثات مع الأحزاب الشيعية والسنية والكردية.
وشددت الصحيفة على أن قدرة الأحزاب الشيعية على تشكيل ائتلاف موحد ستكون حاسمة، مع احتمال ظهور مرشح توافقي يحظى بقبول تحالف السوداني إذا لم يتم التوافق داخليًا.
كما ذكرت طهران تايمز أن تقاسم السلطة العراقي يلزم أن تكون رئاسة الوزراء لشخص عربي شيعي، ورئاسة البرلمان لعربي سني، ورئاسة الدولة لكردي، ما يزيد من تعقيد المشهد السياسي.
واختتمت الصحيفة بالقول إن العراقيين يتطلعون إلى تشكيل حكومة سريعة ومستقرة لتجنب الفراغ الدستوري الذي أعقب انتخابات 2021، ولضمان قدرة الحكومة على تلبية الاحتياجات الداخلية وحماية سيادة البلاد.
