اخر الاخبار

حريق في كربلاء.. إنقاذ 60 نزيلاً من جنسيات مختلفة داخل فندق مخالف للتعليمات

أعلنت مديرية الدفاع المدني، اليوم الجمعة، إنقاذ 60 نزيلاً...

الأكبر في برشلونة.. العثور على أربعة أطنان من الكوكايين في حاويات الأرز

ذكرت وكالة "رويترز" نقلا عن السلطات الإسبانية، اليوم الجمعة،...

شنشيل: مباراة الأرجنتين الأصعب.. جاهزون للواقعة

أكد مدرب المنتخب الأولمبي راضي شنيشل، اليوم الجمعة، أن...

بعد “عفو عام” من “قسد”.. الحشد يعزّز انتشاره في مداخل القائم

عززت مديرية أمن الحشد الشعبي، اليوم الجمعة، انتشار المقاتلين...

بأكثر من 100 مليون دولار.. العراق ثاني مستوردي الحمضيات التركية خلال 6 أشهر

ورد العراق في المرتبة الثانية بعد روسيا، كأكثر الدول...

ذات صلة

“كيمرية” العراق.. هوَس لا يعرف عمراً و”أبطال” ينافسون عالمياً

شارك على مواقع التواصل

“ارتفع ضغطي ورقدت في المستشفى، بسبب خسارة في لعبة إلكترونية”، يقول حسين عباس الذي يرتاد صالات الألعاب بشكل يومي: إنها “ليست لعبةً فحسب، إنها تحديات كبيرة”.

يمضي عباس عدة ساعات يوميا في صالات الألعاب، ويقول إنه من المخضرمين في هذا المجال، حتى قبل انتشار مصطلح “الكيمرية” وذيوع صيتهم في العراق، ويقول إنه “مدمن للادرينالين الذي يرافق التحديات والمنافسات وما يرافقها من انفعالات وصراخ”.

و”الكيمرية” هي التسمية السائدة في العراق لمحترفي الألعاب الإلكترونية (Gamers) ولم تكن هذه الفئة واسعة الانتشار بعد 2003، حتى شيوع استخدام الإنترنت وتطبيقات منصات التواصل الاجتماعي، والأجهزة والألعاب التي وفرت خدمة التنافس عن بعد (أون لاين).

إحدى أقدم صالات الألعاب، قاعة النمور وسط العاصمة بغداد، والتي تأسست عام 1996، كانت توفر آنذاك أجهزة “السيكا”، و”المايكرو” وكلاهما قد عفا عليه الزمن، لكنها خرّجت لاعبين أصبحوا أبطالاً بالألعاب الإلكترونية.

تُعد Call of Duty، أكثر لعبة يُقبِلُ عليها الجمهور في الوقت الحالي، وتُلعب عبر الحاسوب، والبلاي ستيشن، لتصبح البديل عن الألعاب المعروفة سابقاً مثل الـ Medal of Honor، والــ Counter-Strike، لكن اللعبتين الأخيرتين لم تختفيا عن القاعات الحديثة وألعابها، بل بقيَ الكثير من الكيمرية يلعبونها حتى اليوم، غير مهتمين بالإصدارات الحديثة من النوع ذاته مثل “الببجي” ذائعة الصيت وما شابهها.

الكيمرية المخضّرمون

كان قائد فريق العاملين في قاعة النمور، كرار غني، يلبّي احتياجات اللاعبين، من بينهم رجل يبلغ من العمر 50 عاماً، وبينما يقوم بعمله تحدث لـ “إيشان” قائلاً: “مختلف الأعمار تلعب في قاعتنا، حتى أولئك الذين تتجاوز أعمارهم الـ 60 سنة، وفي قاعتنا هناك أشخاص يلعبون منذ 20 سنة، وما زالوا حتى اليوم، بسبب حبَّهم للألعاب الإلكترونية”.

يضيف غني: “هناك أطفال يأتون إلى القاعة يلعبون، ونحن بدورنا لدينا اتفاق مع الجهات الرسمية على تهيئة بعضهم ليكونوا أبطالاً في هذه الألعاب، ومن ثم يسلكون طريق الاحتراف، كما خرّجت قاعتنا العديد منهم”.

“على الخاسران”

محترفو الكيمرية، في بداية مسيرتهم، كانوا يتنافسون فيما بينهم داخل قاعات بسيطة، لا توفر لهم سوى المروحة السقفية، وحائط تفطّر نتيجة قِدم إنشائه، ويلعبون “على الخسران”، أي أن مَن يخسر المباراة، سيدفع أجرة الكيم الذي لعبه، والفائز يخرج منتشيَّاً لا يدفع أي مبلغ لصاحب القاعة.

“إذا ما ألعب، ما أنام بالليل”، هذا هو الحال لدى بعض الكيمرية، فإنهم يؤكدون أنهم إذا “لم يلعبوا يومياً، فسيتعرضون لأرقٍ يجعلهم لا ينامون ليلهم، بل أن بعضهم، “يأتي منذ الثامنة صباحاً إلى القاعة، ويخرج في الرابعة عصراً، وعند الخامسة مساءً يتَّجه إلى عمله، ثم يعيد هذا الأمر يومياً”، حسب ما يقول غني ضاحكاً.

ومع تطوَّر السباق على الألعاب الإلكترونية، وبدء اتّساع المنافسة، انتقل الكيمرية بالعراق إلى مرحلة جديدة تتمثّل بإقامة بطولات فيما بينهم، يحصد الفائز منهم مبلغاً قيمته 100 ألف دينار في بادئ الأمر، وهذا الذي كان يفعله علي وسام، البطل العراقي في لعبة الفيفا.

محترفون و”أبطال”

البطولات التي كانت تقام عشوائية، لكنها صارت مؤخراً، حدثاً مهما يشترك فيه أبناء جميع المحافظات، ليكون الفائز منهم، ممثلاً لمنتخب العراق للألعاب الإلكترونية، كما صار لاعب الفيفا، علي وسام وآخرون.

يوضّح وسام لمنصة “إيشان”: “في البدايات كنَّا نتنافس حتى على رصيد فئة 10 دولارات، لكنّ المنافسة تطوّرت حين تأسس الاتحاد العراقي للرياضات الإلكترونية، ومن هذه المرحلة بدأ طموحنا يزداد لحصد مراكز متقدمة في المنافسات العالمية”.

“كيمرية” العراق ينافسون العالم

للكيمرية دور أيضاً في رفع علم العراق بدول العالم، فعلى الرغم من تأخر البلد في الالتحاق ببطولات الكيمرية العالمية، إلا أنه حقق مراكز “متقدمة” ونافس حوالي 170 دولة وهزم الكثير منها على يد الكيمرية العراقيين.

نور الدين وهو بطل في لعبة البيس وشارك ببطولات عالمية يقول لمنصة “إيشان”: “عالم الألعاب الإلكترونية لا يقبل مَن لم يتجاوز عمره الـ 16 سنة، وحتى لو أصبح 21 سنة، فإنه يحتاج لموافقة الأهل كي يدخل في هذا المجال وينافس في البطولات الرسمية، لهذا؛ هي ليست لعبة للأطفال”.

ومع علي الذي قال إن “الكيمرية يجنون الملايين”، يتّفق نور الدين، ويقول: “عالم الألعاب الإلكترونية صار عبارة عن مجال عمل، ولم يعد هوايةً فحسب، والكثير من محترفيه، يحققون دخلاً مادياً عبر الإعلانات أو التنافس بالبطولات للحصول على المراكز الأولى، التي تؤدي لحصد جوائز مادية”.

الكيمرية يشكون “الإهمال”

وفي كل مجال رياضي، أو فني، يشكو “الأبطال” مما يسمونه بـ “الإهمال الحكومي”، فهم حين ينافسون أبطالاً عالميين، يكتشفون أنهم في قائمة متذيّلة ولا يمكن لهم أن ينافسوا بالشكل الذي يريدون.

“حققت المركز الرابع عالمياً في بعض البطولات، لكنني أواجه خصوماً لا يمكن أن يُهزَموا”، يضيف نور الدين الذي يشكو من قلة الدعم الحكومي، مقارنةً بدول الخليج وأوروبا وشرق آسيا، ويكمل: “احتّجت في بعض الفترات إلى مدرب، ولم يتمكن الاتحاد من توفيره”.

بداية تأسيس اتحاد رسمي

تأسس الاتحاد العراقي للرياضات الإلكترونية، على يد مجموعة شباب سعوا لتنظيم البطولات الإلكترونية رسمياً، بعيداً عن الرهانات التي تؤدي إلى مشاكل كبيرة ومخالفات قانونية.

طه علاوي، رئيس لجنة كرة القدم بالاتحاد العراقي للرياضات الإلكترونية، شرح عبر منصة “إيشان” بدايات دخول العراق إلى المنافسة العالمية في الألعاب الإلكترونية، وكيف حصد مراكز متقدمة.

علاوي يقول لـ “إيشان”: “بدأنا بأول بطولة في 2018، عبر مجموعة من الرعاة، وكانت بطولة تنافس في لعبة الفيفا، وجوائزها تُقدّر بستة ملايين دينار عراقي، حتى توَّالت بعدها البطولات المحلية، قبل أن نتَّجه إلى تأسيس اتّحاد الرياضة الإلكترونية في عام 2020، ومع مرور الوقت حصلنا على الاعترافين الدولي والمحلي، وأصبحنا اتَّحادا رسميَّا”.

وعن آخر بطولة محليّة أقامها العراق، يقول علاوي، إنها “تصفيات لعبة البيس، وكانت لفئة الزوجي، يتنافس خلالها اثنان ضد اثنين، وفاز بها نور الدين، وأخوه أسامة حسن، وسيمثلان منتخب العراق في الألعاب الإلكترونية ببطولة آسيا المقبلة التي ستقام في كانون الثاني المقبل من عام 2024 في دولة قطر”.

ويستدرك: “شارك العراق بأكثر من بطولة، أولها كأس العالم في سنغافورة للعبة البيس، وشاركنا بلاعب منتخبنا الوطني، الذي هو نور الدين، وحققنا خلالها المركز الـ 16 من بين 170 دولة مشاركة، وفيما بعد، شارك العراق في بطولة العالم بإندونيسيا، وحقق المركز الثامن على 170 دولة، وبعدها شارك العراق في بطولة العالم برومانيا، وحقق أيضاً المركز الـ 16 من بين حوالي 175 دولة”.

ويضيف علاوي: “شاركنا في موسم الكيمرز تحت مسمَّى بطولة العرب في السعودية، وحققنا المركز الرابع في بطولة البيس، وشارك فريق نسوي خاص بلعبة التكن، وكنا من ضمن أفضل 8 دول، وحققنا المركز الـ 7 بكأس العرب”.

“في روسيا، شاركنا ببطولة كازان بلعبتي الفيفا والدوتا”، يضيف علاوي الذي شرح عن اللعبة الأخيرة وقال: “هي عبارة عن لعبة استراتيجية يلعبونها أربعة أشخاص ضد أربعة، وحققنا المركز السادس على حوالي 60 دولة مشاركة، فيما حققنا المركز الرابع ببطولة الفيفا من بين حوالي 20 إلى 30 دولة”.

ولا ينافس العراق عبر اللاعبين المحليين فقط، بل إن هناك لاعبين مغتربين محترفين في الألعاب الإلكترونية.

تحدَّي  الأنديَّة

المنافسة بين الكيمرية لم تعد شخصيةً فحسب، بل أن الأندية العراقية مثل الزوراء والجوية والشرطة وغيرها، أسَّست أقساماً خاصة بالألعاب الإلكترونية، ينتمي إليها محترفو هذه الألعاب لينافسوا في البطولات المقبلة، فيما تأسست أنديَّة تضَّمُ محترفي الألعاب الإلكترونية فقط.

وقبل أن يختتم علاوي حديثه، قال: “مقبلون على عمل أكثر من بطولة لأكثر من لعبة، وخطة العام 2024، ستتضمن أكثر من بطولة للفيفا والبوبجي والتكن والبيس، والفائزون في هذه المنافسات، سيكونون ممثلين للمنتخبات الوطنية في الاستحقاقات المقبلة”.

60 مليون دولار يصرفها العراق على البلاي ستيشن!

في منطقة باب الشرقي وسط العاصمة بغداد، التي تعد مركزاً رئيسياً لبيع أجهزة الألعاب الإلكترونية في عموم العراق، يتوافد المتبضّعون، ويشترون الأجهزة الحديثة، وخاصة البلاي ستيشن فايف، الذي يستورده العراق مع البلاي ستيشن فور بما قيمته 60 مليون دولار.

في تلك المنطقة، يقول إبراهيم الشمري وهو تاجر أجهزة، لمنصة “إيشان”، إن “العراق يستورد سنوياً قرابة الـ 100 ألف قطعة من البلاي ستيشن الفور والفايف، وقيمة القطعة الواحدة تبلغ 600 دولار، كما يستورد أيضاً، حوالي 10 آلاف قطعة من أجهزة البلي تو والثري، بعد إعادة تصديره عن طريق سوق الأجهزة المستخدمة (البالة) من اليابان وعبر دبي”.

وإلى جانب هؤلاء الذين يشترون أجهزة البلاي ستيشن والحواسيب للعب الألعاب الإلكترونية، اشترى الرجل الذي كان حاضراً في قاعة النمور، وشجّع ابنه على أن يكون “كيمرياً”، وعاد إلى أحمد وحسين، وتابع منافستهم وشجّع القوي منهم، دون أن يلومهم مجدداً، على ما يبدونه من ردود فعل.