اخر الاخبار

بـ120 ألف وحدة سكنية.. العيداني يعلن انطلاق مشروع “مدينة النخيل” في البصرة

  أعلن محافظ البصرة، أسعد العيداني، اليوم الأربعاء، انطلاق مشروع...

خلافاً لبيانات المملكة.. ترامب: السعودية لم تطالب بدولة فلسطينية مقابل التطبيع

كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الأربعاء، بأن المملكة...

رحيل إمام الإسماعيليين الآغا خان.. من طالب في هارفارد إلى زعيم روحي عالمي

توفي أمس الثلاثاء في العاصمة البرتغالية لشبونة، الأمير كريم...

“لقد فقد عقله تماما”.. ردود فعل دولية على مقترح ترامب بتهجير سكان غزة

ردت دول وشخصيات عدة على إعلان الرئيس الأمريكي دونالد...

النفط: نقترب من  تحقيق الاكتفاء الذاتي  في قطاع التصفية

تقترب وزارة النفط من تحقيق الاكتفاء الذاتي  في قطاع...

ذات صلة

ماذا بعد الجولاني؟.. العراق وسوريا من مشروع الوحدة السياسية إلى سيطرة المعارضة

شارك على مواقع التواصل

منذ عقود، وإلى لحظة سقوط بشار الأسد، مرت العلاقات العراقية – السورية بمحطات عدة بدأت بمشروع الوحدة السياسية، حتى تحولت إلى عداء وجفاء قبل الغزو الأميركي في عام 2003.

بدأ العراق وسوريا خطوات على طريق تحقيق وحدة سياسية بين البلدين، وتم الاتفاق على أن يكون الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد رئيس دولة الوحدة وأن يكون الرئيس العراقي في حينها أحمد حسن البكر نائبا له.

هذا المشروع لم يصل إلى مراحله النهائية ففي عام 1979 استقال الرئيس العراقي البكر واستلم السلطة صدام حسين الذي بدأ ولايته بالإعلان عما سماه مؤامرة ضد العراق تقودها سوريا ما شكل ضربة قاصمة لمشروع الوحدة لتبدأ

في عام 2003 حصل الاجتياح العسكري للعراق والذي نفذه تحالف دولي قادته الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وذلك لاتهام العراق بحيازة أسلحة دمار شامل تهدد السلم العالمي، بعد أن كان العراق يرزح تحت عقوبات فرضتها الأمم المتحدة عقب الغزو العراقي لدولة الكويت صيف عام 1990، تحظر على العراق تصنيع أو حيازة أسلحة دمار شامل.

بعد فترة وجيزة من احتلال العراق وسقوط حكم صدام حسين اجتاحت العراق موجة عنف شرسة شملت هجمات مسلحة وتفجيرات واغتيالات أدت إلى قتل عشرات الآلاف من المدنيين العراقيين ونفذتها مجاميع مسلحة مختلفة التوجهات والانتماءات.

وجه العراق أصابع الاتهام إلى سوريا من ضمن من اتهمهم بدعم تلك المجاميع المسلحة وأشار إلى أن سوريا فتحت حدودها لتلك المجاميع لتدخل العراق وتنفذ هجمات ضد المدنيين العراقيين ومنتسبي الأجهزة الأمنية والمنشآت الأخرى.

من جانبها نفت سوريا تلك الاتهامات واعتبرها الرئيس السوري السابق بشار الأسد “اتهاما غير أخلاقي”.

ابتداء من عام 2010 بدأت العلاقة بين العراق وسوريا تتحول تدريجيا من العداء والجفاء إلى الود والتقارب، لا سيما بعد تدخل فصائل المقاومة في الحرب الأهلية التي شهدتها سوريا في 2011.

بعد فترة من بدء الأزمة السورية وبعد أن أصبح نظام حكم بشار الأسد في خطر كبير بعد أن سيطرت المعارضة السورية على أجزاء واسعة من الأراضي السورية، دخل قسم من الفصائل العراقية إلى سوريا لتقاتل إلى جانب الجيش السوري ضد المعارضة.

إلى جانب الدور الروسي الكبير في سوريا ودور حزب الله اللبناني، لعبت الفصائل العراقية دورا كبيرا في دعم حكم الرئيس السوري السابق بشار الأسد وساعدته في استعادة الكثير من المناطق السورية والقضاء على المعارضة السورية هناك.

وتمتعت سوريا في السنوات التي تلت استعادة الحكومة السورية للكثير من الجغرافية السورية ببعض الهدوء النسبي حيث خفت حدة القتال هناك، لكن الوضع الاقتصادي بقي في وضع ليس جيدا بأي حال من الأحوال بعد خضوع سوريا لعقوبات اقتصادية غربية أدت إلى انخفاض قيمة الليرة السورية إلى حد كبير وضعف القدرة الشرائية لدى المواطنين السوريين إضافة إلى عدم توفر السلع والخدمات الأساسية.

استمر الوضع على هذا الحال حتى حدث التغير المفاجئ في الوضع السوري مطلع شهر كانون الأول 2024 ونتج عنه انهيار حكم بشار الأسد واستيلاء المعارضة السورية على مقاليد الحكم ليجد العراق نفسه في وضع يحتم عليه اتخاذ رد يبين موقفه من التغيير الذي حدث في سوريا.

على المستوى الشعبي، ينقسم العراقيون إلى فريقين، الأول هو الفريق المرحب بالإطاحة بحكم بشار الأسد والذي يعتبر نظامه نظاما استبداديا قامعا للحريات وأن نهايته تفتح باب الأمل في مستقبل أفضل للسوريين.

أما الفريق الثاني هو المؤيد لحكم بشار الأسد والذي، بنظر هذا الفريق، كان يواجه مجاميع إرهابية متشددة تهدد ليس فقط سوريا وإنما دول الجوار أيضا.

السوريون الموجودون في إقليم كردستان العراق يمثلون الثقل الأكبر من السوريين الموجودين في العراق والذين فروا من سوريا خلال سنوات الأزمة السورية هربا من العنف هناك، وكان أولئك السوريون الوحيدين في العراق الذين أعلنوا عن فرحتهم واحتفلوا في شوارع إقليم كردستان ابتهاجا بالتغيير الذي حصل في سوريا، أما في باقي مدن العراق فقد اقتصر التعبير عن الفرحة على مواقع التواصل الاجتماعي.

أما فيما يخص الشارع العراقي فلم يظهر العراقيون أي رد فعل علني من أي شكل من الأشكال وكأن شيئا لم يحدث في سوريا، لكن في المجالس الخاصة كان كل فريق يعبر عما يدور في خاطره، سواء أكان ذلك رضًا عم حصل في سوريا أم غير ذلك.

أما على المستوى السياسي والرسمي فجاءت ردود الفعل على الإطاحة بحكم الرئيس السوري السابق بشار الأسد محايدة ومقتضبة وتحدثت بالعموميات ولم تتحدث عن الحكام الجدد، لا من قريب ولا من بعيد.

في هذه الأثناء أغلق العراق حدوده مع سوريا بشكل كامل وعزز قواته الماسكة للحدود والتي تتشكل من ثلاثة خطوط دفاعية، توجد قوات حرس الحدود في خط الدفاع الأول تليها قوات الجيش العراق ومن بعدها قوات الحشد الشعبي في خط الدفاع الثالث.

كما قوّى العراق خط الحدود بالسواتر الترابية والخنادق والأسلاك الشائكة لمنع الدخول غير الشرعي من سوريا وإليها بالإضافة لمراقبة الشريط الحدودي بالكاميرات الحرارية والطائرات المسيرة.