اخر الاخبار

هدية البيجر الذهبي.. عملية الكيان السرية تتحول تكريما لترامب

بعد مرور نحو خمسة أشهر، على تفجير أجهزة البيجر...

اليوم.. ظريف يجري زيارة إلى بغداد تلبية لدعوة الحكيم

اعلن نائب الرئیس للشؤون الإستراتیجیة محمد جواد ظریف، الأربعاء،...

لم يشر للاستثناء.. العراق يضج بمعلومات “مغلوطة” بشأن قرار ترامب المتعلق بإيران

استيقظ العراقيون، اليوم الأربعاء، على خبر هز البلاد، وهو...

الصدر يرد على ترامب بشأن غزة: مَن نصّبك مسؤولاً على الشعوب؟ 

  رد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، يوم الأربعاء، على...

ترامب يلغي الإعفاء الممنوح للعراق لاستيراد الكهرباء والغاز من إيران

قرر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، اليوم الأربعاء، إلغاء الإعفاء...

ذات صلة

مجتمع الجامعة يرزح تحت ضغط الأزياء: “جزء من تسويق دعائي”

شارك على مواقع التواصل

في 31 جامعة حكومية، و165 أهلية أخرى، يواجه المجتمع الجامعي مشكلة خاصة لا تدخل في صلب الأهداف الجامعية، ولا تؤثر إطلاقاً على المردود الدراسي من حيث النتيجة والشهادة، وهذه المشكلة تجسدت  في “الموضة والأزياء”.

“أستعد للجامعة كما لو أني أتجهز لعرسي”، تقول نور الطالبة في كلية أهلية في بغداد، وتضيف: “قبل بدء الدوام الرسمي، أستعد أنا وزميلاتي استعدادا كاملا لتجهيز ملابس كافية للجامعة، نشتري عددا كبيرا منها، هذا من غير شراء الملابس خلال وقت الدوام”.

وتكمل: “نحرص على عدم تكرار الزي الواحد مرة بالشهر على الأقل”، مضيفة أن “الأهم من عدد الأزياء، هو تميزها عن الآخرين، وبما أن الطلاب غالبا يبتاعون من الأسواق ذاتها، نلجأ للتسوق الإلكتروني، أو من خارج العراق”.
وبينت أن “هذه هي متطلبات الجو الجامعي، الجميع يلاحظ ما ترتديه يومية، ولا تريد أن تكون في محط انتقاد الآخرين بسبب ذلك”.

“الملاذ في البالة”

لكن هذه المتطلبات تسبب عبئا على الطلاب محدودي الدخل، فريم ناطق، الطالبة في جامعة البصرة، مجمع كليات باب الزبير، تؤكد أن هذه النزعة موجودة لدى الطلاب، التميز بالملابس ومحاولة عدم تكرارها، لكن هذا الأمر يثقل كاهلهم كثيرا.

لذلك تلجأ ريم إلى “ملابس البالة”، وتقول: “هي ملاذنا الأخير، فنحن غير قادرين على شراء منتجات العلامات التجارية المميزة، ما يتوفر في المولات علامات تجارية بسيطة، نستخدم ملابس البالة النظيفة، ونشكل على تنويعات مختلفة”.

وترى ريم أن “هناك فعلا من لا يكرر أزيائه إلا نادرا، لكن الأمر مبالغ فيه، أحاول أن لا أكرر الزي ذاته خلال أسبوعين، وهذا لا يمنع طبعا أن استخدم قطعة منه في زي آخر، كالأحذية أو البنطلونات”.

بالنسبة لزيد، الطالب في كلية العين الأهلية في ذي قار، الأمر مختلف نوعا ما، إذ يقول: “بالنسبة لنا كشباب، فإننا لا نتأثر بكلام الآخرين كثيرا، وقد لا يصل مسامعنا حتى، غالبا نحن لا نهتم لأمر الأزياء كما الطالبات، نعم الجامعة تتطلب لبسا نظيفا وأنيقا، لكنه ليس مكانا لعرض الأزياء، ونحن لسنا عارضي أزياء، يهمني اللبس المريح أكثر من غيره”.

ويضيف: “قبل دخولي المرحلة الأولى أنفقت مبلغا كبيرا على الملابس، وكان الأمر شاقا عليا، يأخذ حيزا من تفكيري، تراجع الأمر في المرحلة الثانية، ثم تراجع أكثر في الثالثة، لا أهتم لمسألة التكرار، وغالبا لا أواكب الموضة، والكثير يفعل ذلك، يكتفي بالمتوفر في السوق وحسب المزاج الذي يلائمه وبيئته”.

وتابع: “لا يحتاج الأمر إلى تعقيد، يجب أن ننشغل بدراستنا، هذه الأمور تؤذي الكثير من الطلاب، أصحاب الدخل المحدود”.

العدوى تنتشر

ولم تظل تلك الحالة مقرونة بالعقل الطلابي، بل وصل مداها عند أساتذة الجامعات، خاصة الأهلية منها، حيث انعكست – مع التطور الحاصل وكثرة التصوير بأحدث الكاميرات المصحوبة بأجهزة الهاتف المحمول – على الشكل الذي يجب أن يظهر فيه الأستاذ أو الأستاذة بين طلابهم “الأنيقين” وكيف عليهم أن يظهروا مثلهم بتلك الأناقة لكي لا يكونوا “شاذين عن قاعدة الزي الجذاب”، حسبما تقول “نسرين”، وهو اسم مستعار لاستاذة تدريسية في جامعة الإسراء وسط بغداد.

وتضيف نسرين لمنصة “إيشان”، والتي غيرت اسمها خوفاً من التعرض لمساءلة قانونية في جامعتها، أن “الأزياء، خاصة في الجامعات الأهلية، صارت لدى الطلبة هي أساس الحضور إلى الكلية، والأمر لا يقتصر على الطالبات طبعاً فالطلاب يحاولون أيضاً الظهور أكثر أناقة من أجل جذب الأنظار داخل أروقة الجامعة”.

وتؤكد أن “الحالة انعكست كذلك على الأساتذة والتدريسيين، والنساء منهم ربما لهن الغلبة في الدخول بتلك المنافسة، فأنا كأستاذة أريد الظهور أمام طلبتي الأنيقين، بشكل يضاهي أناقتهم، كي لا أبدو أقل شأناً منهم”.

ولفتت إلى أن “الأمر ليس مجرد منافسة على من يبدو أكثر أناقة من الآخر داخل كليته فقط، بل صار الأمر منافسة بين الكليات والجامعات، وحتى الأقسام، فمثلاً ترى طلبة القسم الفلاني أو الكلية الفلانية، يختارون من طالباتهم وطلبتهم، الأكثر أناقة ويلتقون لهم الصور لينافسوا قسماً آخر عن طريق النشر في مواقع التواصل الاجتماعي”.

وبيّنت أن “أغلب الأساتذة صاروا مشتركين في تلك المنافسة وجزء من أناقة وشكل الكلية أو الجامعة، وتحت أنظار إدارات الجامعات، لأن ذلك أصبح جزء من التسويق الدعائي للجامعة”.