توقّع المختص في الأمن السيبراني مصطفى الموسوي، أن تحدث هجمات مستقبلية، عن طريق الهاتف النقّال، بعد الهجوم السيبراني، الذي أدى إلى تفجير أجهزة “البيجر” بأيدي اللبنانيين، فيما قال إنها قد تكون ناجمة عن استغلال ثغرات عبر الفيروسات.
وقال الموسوي في حديث لـ “إيشان”: “باختصار، نعتقد بوجود صلة لإسرائيل بالموضوع، وربما يكون هناك علاقة بالحرب السيبرانية، لكن لا يوجد تأكيد نهائي لهذا الأمر”.
وأوضح الموسوي أن “التفجيرات التي حدثت في وقت واحد توحي بوجود استهداف مباشر للأجهزة، إذ لو كانت هذه الانفجارات عرضية، لكانت قد حدثت لجهاز أو جهازين بشكل غير متزامن وعلى مدار أيام، وليس في وقت واحد وفي أماكن محددة”.
وأضاف: “هذا يشير إلى احتمالية حدوث تفجير عبر الإشارات اللاسلكية، حيث يمكن أن تكون أجهزة البيجرز المتصلة بشبكات الإنترنت قد استُغلت فيها ثغرات”.
وأشار الموسوي إلى أن “التفجيرات قد تكون ناتجة عن استغلال ثغرات في الأجهزة عبر الفيروسات أو الموجات الكهرومغناطيسية عالية القوة، التي تؤدي إلى تعطل الدوائر الإلكترونية داخل الأجهزة”.
وتابع: “الأجهزة المحمولة التي تحتوي على دوائر إلكترونية قد تكون حساسة للتيارات الكهربائية الشديدة، مما يؤدي إلى انفجارها إذا تعرضت لموجات كهرومغناطيسية قوية”.
وأكد الموسوي أن “الاستهداف المحتمل للأجهزة كان من قبل دولة معادية من خلال أفعال القرصنة السيبرانية”.
وعن مستقبل استهداف الشخصيات عبر الأجهزة المحمولة، قال الموسوي: “لا نعلم الإجابة الدقيقة حتى اللحظة، لكن الاحتمالات تشير إلى أن مثل هذه الهجمات قد تكون جزءًا من استراتيجيات المستقبل”.
وأوردت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية أن أجهزة الاستدعاء “بيجر”، التي يحملها المئات من عناصر حزب الله وانفجرت بشكل غير متوقع اليوم الثلاثاء، أسفرت عن إصابة العديد منهم في حدث غير مسبوق وقع في جميع أنحاء لبنان.
ونقلت عن أشخاص مطلعين على الأمر أن أجهزة الاستدعاء المتضررة كانت من شحنة جديدة تلقاها الحزب في الأيام الأخيرة، ونقلت الصحيفة عن شركة “لوبك إنترناشيونال الأمنية” أن سبب انفجار أجهزة الاتصال هو على الأرجح برمجيات خبيثة.
وقال مسؤول في حزب الله إن مئات المقاتلين لديهم مثل هذه الأجهزة، وتكهن بأن برامج ضارة ربما تسببت في تسخين الأجهزة وانفجارها. وقال المسؤول إن بعض الناس شعروا بأن هذه الأجهزة تسخن ولذلك تخلصوا منها قبل أن تنفجر.
وأضاف أنه لم يتسنَّ على الفور تحديد سبب التفجيرات التي انتشرت في أنحاء لبنان في عدة مناطق يوجد فيها حزب الله بكثافة. ولم يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور.
وقال مسؤول في حزب الله إن أعداد الضحايا ترتفع بسرعة لا يمكن إحصاؤها.
وقال وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض إنه يحتاج إلى مزيد من الوقت لتحديد العدد الإجمالي للضحايا، لكنه قدر أن عدد حالات دخول غرف الطوارئ في مستشفيات جنوب لبنان، وهو معقل لحزب الله، مرتفع للغاية.
ويأتي الحادث وسط تصاعد التوتر على طول الحدود اللبنانية مع الكيان.