اخر الاخبار

ما حقيقة طلب زوجة بشار الأسد الطلاق؟

أعلن الكرملين، الإثنين، أن التقارير التي تتحدث عن طلب...

الخزعلي ينفي الشائعات عن مصيره بزيارة العتبتين

طوال الأسبوعين الماضيين، لف الغموض مصير الأمين العام لحركة...

الخارجية الإيرانية: ليس لدينا علاقة مباشرة مع المعارضة الحاكمة في سوريا

  أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، اليوم الاثنين،...

أيمن حسين: هدفنا تكرار إنجاز البصرة

أعرب لاعب منتخبنا الوطني، أيمن حسين، عن سعادته الكبيرة...

“شديدة البرودة”.. موجة قطبية تجتاح العراق نهاية العام الحالي

توقعت هيئة الأنواء الجوية، بدخول موجه قطبية شديدة البرودة...

ذات صلة

من الجولاني إلى الشرع.. رحلة تحوّل عاصب الرأس إلى رمزية “ربطة العنق”

شارك على مواقع التواصل

أثار ظهور أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني سابقًا)، مرتديًا ربطة العنق، جدلًا واسعًا.. فمن قائد جهادي يتبنى خطابًا متشددًا، يعصب رأسه، ويسمع أغاني “يا عاصب الرأس وينك”، إلى شخصية سياسية تحاول تقديم نفسها بوجه جديد، حين ارتدى ربطة العنق.

بدا هذا التحول أكثر من مجرد تغيير في المظهر، فهو الذي كان يقاتل في صفوف تنظيم القاعدة الإرهابي، ثم انتقل إلى العصابات المتشددة، وصار رفيقاً لأبو بكر البغدادي، زعيم داعش الإرهابي، ولا يعرف لغة سوى السلاح والقتل.

كان الجولاني شخصاً مطلوباً للأمريكان، وعرضوا مكافأة قدرها عشرة ملايين دولار على مَن يأتي برأسه أو يدلي بمعلومات تؤدي إلى قتله أو اعتقاله، لكنه وبعد فترة من الزمن، وانقلاب بالأحداث، جالس وفداً أمريكياً، وأظهر روح الدبلوماسية، تاركاً وراءه “روح الجهاد”.

اليوم، ظهر الشرع أو الجولاني، مرتدياً بدلة، زيّنها بربطة عنق رسمية، تُظهره قائداً جديداً أو رئيساً لسوريا، وهو يحتضن وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، ثم ظهرا على منصتي المؤتمر الصحفي، ليقولا ما تباحثا بشأنه.

 

تاريخ ربطة العنق

ربطة العنق، حملت على مر العصور، دلالات ثقافية وسياسية عميقة، حتى تُظهر مَن يرتديها، مسؤولاً أو دبلوماسياً أو مثقفاً، وهو المشهد الذي ظهر به الشرع بشكله الجديد.

تعود أصول ربطة العنق إلى القرن السابع عشر، حيث كان الجنود الكرواتيون يرتدون أوشحة حول أعناقهم كجزء من زيهم العسكري. ثم أعجب الفرنسيون بهذا المظهر، وأطلقوا عليها اسم “كرافات”، لتصبح لاحقًا جزءًا من الأزياء الأوروبية الرسمية.

مع مرور الوقت، تطورت ربطة العنق لتصبح رمزًا للأناقة والسلطة في الغرب، حيث يرتديها السياسيون، رجال الأعمال، وحتى الشخصيات العامة لإبراز مكانتهم الاجتماعية.

الرمزية الثقافية

في العالم الإسلامي، ارتبطت ربطة العنق أحيانًا بالثقافة الغربية، مما جعل بعض التيارات الإسلامية ترفضها باعتبارها رمزًا “دخيلاً”. ومع ذلك، فإن ارتداءها لم يكن محظورًا دينيًا، بل كان مسألة ثقافية واجتماعية تختلف من مجتمع لآخر، وهو ما ظهر به الشرع.

برز أبو محمد الجولاني كزعيم لجبهة النصرة، إحدى أبرز التنظيمات الجهادية في سوريا، حيث عُرف بخطابه المتشدد ومظهره الذي يعكس الانتماء إلى التيار الإسلامي المسلح.

مع تغير الظروف الإقليمية والدولية، بدأت ملامح التحول تظهر.. إذ أعاد الجولاني تقديم نفسه كزعيم سياسي، مع تغيير اسمه إلى أحمد الشرع، في محاولة لفك ارتباطه بماضيه الجهادي وإعادة بناء صورته أمام الداخل السوري والمجتمع الدولي.

ربطة العنق كرسالة رمزية
ظهور أحمد الشرع مرتديًا ربطة العنق كان بمثابة رسالة واضحة، للداخل السوري: محاولة لتقديم نفسه كزعيم سياسي مدني، بعيدًا عن مظاهر التشدد التي ارتبطت به في الماضي.. أما للمجتمع الدولي: إشارة إلى الانفتاح والرغبة في الحوار، بما يتماشى مع المعايير الدبلوماسية.

ردود الفعل

أثار هذا التحول جدلًا واسعًا، بين مؤيديه السابقين الذين اعتبروا “ارتداء ربطة العنق خيانة للمبادئ التي كان يمثلها”، فيما تراه الأوساط السياسية والإعلامية، خطوة تكتيكية تهدف إلى تحسين صورته وكسب شرعية دولية، دون تغييرات جوهرية في الفكر أو الأهداف.

بينما تحمل ربطة العنق تاريخًا طويلًا من التحولات الثقافية والاجتماعية، فإن ارتداء أحمد الشرع لها يفتح الباب أمام تساؤلات عميقة: هل يعكس هذا التحول في المظهر تغييرًا حقيقيًا في الفكر والمسار؟ أم أنه مجرد خطوة تكتيكية ضمن لعبة السياسة الدولية؟

لا أحد يستطيع الإجابة عن هذه الأسئلة، سوى الأيام المقبلة، التي ستكون حُبلى بالأحداث والمفاجآت، وتظهر الزعيم الجديد لسوريا الجديدة، إما الشرع، أو الجولاني سابقاً.

واليوم في مؤتمره الصحفي، تحدث الجولاني بلغة دبلوماسية، حين قال: “بحثت مع وزير الخارجية التركي تعزيز الحكومة المقبلة وحصر السلاح بيد الدولة، وهو أبدى مساعدة سوريا”، مضيفاً: “سنبني علاقات استراتيجية مع أنقرة تليق بمستقبل المنطقة”.

وأشار إلى أن “نصف الشعب السوري خارج البلاد وبنية الاقتصاد التحتية مدمرة والتحديات أمامنا كبيرة”، مؤكداً ضرورة “تخفيف معاناة الشعب السوري بقدر الاستطاعة”.

وتابع، أن “منطق الدولة يختلف عن منطق الثورة ولن نسمح بوجود أي سلاح خارج سيطرة الدولة”، مشيراً إلى أن “السلاح المنفلت يؤدي إلى زعزعة استقرار الدولة”.

ولفت إلى أن “النظام المخلوع عمل خلال نصف قرن على تخويف الأقليات وإثارة النعرات ونعمل على حماية الطوائف والأقليات”، مضيفاً بالقول: “نعمل على تأسيس دولة تليق بالشعب السوري”.