اليوم، بدا الخطر قريباً من مرقد السيدة زينب في سوريا، حين أُعلن عن إحباط مخطط لتفجيرها، لتبرز احتمالية اندلاع الحرب الأهلية بين السنة والشيعة هناك، وقد تمتد لتشمل المنطقة بأكملها، وتكون حرباً طائفية إذا ما شهد المرقد أي اعتداء.
ما يحصل في سوريا، يكرّر مشاهد العراق بعد العام 2003، فالتوترات وتصاعد حدة الصراعات، تذكّر بتفجير مرقد الإمامين العسكريين في سامراء، الذي أشعل نار الطائفية في العراق، والحرب الأهلية، التي سالت بسببها دماء الآلاف من المواطنين.
يشكّل مرقد السيدة زينب، هدفاً محتملاً للهجمات المتطرفة، والتي ستؤدي إلى تفجير الوضع الداخلي في سوريا، واندلاع حرب طائفية تمتد نارها إلى المنطقة بشكل عام.
المسؤول على أمن مرقد السيدة زينب، أسعد الأحمدي يقول، إن “الخوف على سلامة المرقد، موجود واقعاً، وهذا ممكن أن يزداد إذا الدولة الجديدة لم تفعل الوضع الأمني بقوة، وضربت بيد من حديد”.
وأضاف الأحمدي في مقابلة متلفزة، أن “هناك طوابير من الفصائل تدخل، بينها تحمل اسم هيئة تحرير الشام، وهي مدعومة بقوة السلاح، والأغلبية التي تواجه الأقلية”.
وتابع قائلاً: “من الممكن أن يندلع صراع طائفي وكبير، خصوصاً بين الشيعة والسنة في بعض المناطق”.
أهمية مرقد السيدة زينب
مرقد السيدة زينب ليس مجرد موقع ديني، بل هو رمز للوحدة الروحية للمسلمين الشيعة في العالم.. لذا، فإن الهجوم على هذا المكان لا يعني فقط اعتداءً على مكان مقدس، بل هو محاولة لإشعال فتيل الفتنة الطائفية في المنطقة بأكملها.
دور القوى الخارجية
القوى الخارجية تلعب دوراً محورياً في الصراع السوري، خاصة مع استمرار تدخل الدول الكبرى والإقليمية، فإنه من الممكن أن تتحول سوريا إلى ساحة لتصفية الحسابات.
التصعيد المستمر يرفع من احتمالية أن تؤدي أي حادثة كبيرة، مثل استهداف مرقد السيدة زينب، إلى إشعال حرب أهلية لا تُبقي ولا تَذر. وهذا السيناريو يعيد إلى الأذهان كيف أن القوى الخارجية كانت عاملاً مهماً بتفجير الأوضاع في العراق، خاصة بعد عام 2006.
الانقسامات بين الفصائل السورية
الانقسامات المتزايدة بين الفصائل المسلحة في سوريا تزيد من خطورة الوضع، لأنها كانت في يوم من الأيام موحدة ضد النظام السوري، أما اليوم، فأصبحت منقسمة ومتناحرة فيما بينها.
هذا الانقسام يشكل أرضية خصبة لحرب أهلية شاملة، خصوصاً إذا ما استُهدف مرقد السيدة زينب، الذي قد يفجّر الأوضاع في سوريا، ويفقد الجولاني أو الشرع، ما كان يحلم به: “دولة يترأسها مع المقربين منه”.
هذه الانقسامات الداخلية تضعف من قدرة هذه الفصائل على التصدي لأي تهديد خارجي، وتجعل من احتمالية تفجر الوضع الداخلي أمراً محتملاً.
دروس من التاريخ العراقي
التجربة العراقية في عام 2006 تقدم دروساً قاسية، حين تم استهداف مرقد الإمامين العسكريين، واشتعلت حرب طائفية مدمرة، لم تكن في سامراء التي تحتضن المرقد، بل شملت جميع مناطق العراق وصار العراقيون يخشون بعضهم من القتل.
اليوم، يواجه السوريون نفس التحدي، مع اختلاف السياق والتفاصيل.. خاصة وأن التدخلات الخارجية، والتوترات الداخلية، والانقسامات الطائفية كلها عوامل تشكل وصفة لحرب أهلية قد تكون أكثر دموية من نظيرتها العراقية.
تقف الأوضاع في سوريا على حافة الهاوية.. ومرقد السيدة زينب يمثل خطاً أحمر، وأي استهداف له قد يكون الشرارة التي تشعل حرباً أهلية واسعة النطاق.. والتحدي الآن هو كيف يمكن للمجتمع الدولي، والقوى الإقليمية، والسوريين أنفسهم، أن يمنعوا هذا السيناريو الكارثي من التحقق؟