إيشان – خاص
غزة الصامدة أو المنكوبة أو مقبرة أهلها، المدينة التي تحولت إلى ركام فوق رؤوس أهلها بفعل وحشية الكيان الغاصب الذي دمر البشر والحجر هناك، حتى بدأ يلاحق الهاربين من القطاع إلى المخيمات والمدارس التي تؤوي النازحين، ليرتكب أبشع المجازر بحق الفلسطينيين.
آلاف الفلسطينيين، من الرجال والنساء والشيوخ والأطفال، أنهت أحلامهم وآمالهم آلة القتل الوحشية التي يتبجح الاحتلال الغاصب بمحاربة المقاومة الفلسطينية، التي آلت على نفسها إلا أن تخرج منتصرة من الحرب التي يقودها الكيان بتواطؤ أمريكي، أمام صمت مطبق يلف مؤسسات المجتمع الدولي.
مدرسة التابعين، ذلك المكان الذي من المفترض أن يكون آمناً لكل من احتمى من القصف الوحشي الذي ينفذه الاحتلال في ربوع غزة، إلا أن الكيان الغاصب كان على عادته في ارتكاب المجازر بحق الفلسطينيين.
حيث ارتكب الاحتلال مجزرة أخرى من مجازره، راح ضحيتها أكثر من مئة شهيد ومئات الجرحى، في جريمة مروعة تضاف إلى سلسلة الجرائم المتواصلة منذ أشهر.
هذه المجزرة، دفعت العراقيين، حكومة وشعباً إلى إدانة كل ما يرتكبه الكيان الصهيوني الغاصب بحق الشعب الفلسطيني، وسط مطالبات بتدخل دولي للجم حكومة نتنياهو المتطرفة، وإيقاف آلتها الوحشية القاتلة.
بدأ الاستنكار والشجب من شارع الرسول، حيث منزل المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني، مروراً بالحكومة العراقية، وليس انتهاءً بأصحاب المسيرات.
وبذلك، استنكر المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني، اليوم السبت، المجزرة التي ارتكبها الجيش الصهيوني، محذر من زيادة مخاطر حدوث مصادمات كبرى في المنطقة.
بيان صادر عن مكتب السيد السيستاني، ذكر أنه “مرة أخرى ارتكب جيش الاحتلال الصهيوني مجزرة كبرى في قطاع غزة الأبية باستهداف من تؤويهم (مدرسة التابعين) من النازحين والمشرَّدين، أدّت الى سقوط أعداد كبيرة من المدنيين الأبرياء بين شهيد وجريح، في جريمة مروعة تضاف الى سلسلة جرائمه المتواصلة منذ ما يزيد على عشرة أشهر”.
وأضاف أنه “قد اشتملت في المدة الأخيرة على عمليات اغتيال غادرة استهدفت قيادات بارزة في مقاومة الاحتلال وأدّت إلى استشهاد عدد منهم، وقد خرق بها سيادة عدد من دول المنطقة، وزادت بذلك مخاطر وقوع مصادمات كبرى فيها تتسبب لو حدثت (..) في نتائج كارثية على مختلف دول هذه المنطقة وشعوبها”.
وأشار البيان، الى، إن “الكلمات لتقصر عن إدانة هذه الجرائم النكراء التي باءت بآثامها وحوش بشرية تجرّدوا من كل القيم الإنسانية والمبادئ السامية، ومن المؤسف أنهم يحظون بدعم غير محدود من عدد من الدول الكبرى يمنع من أن تطبق عليهم القوانين الدولية الخاصة بمرتكبي الجرائم ضد الإنسانية”.
وجدد بيان مكتب السيد السيستاني دعوته العالم للوقوف في وجه هذا “التوحش الفظيع ومنع تمادي قوات الاحتلال عن تنفيذ مخططاتها لإلحاق مزيد من الأذى بالشعب الفلسطيني المظلوم”.
ودعا البيان “الشعوب الإسلامية – خاصة – الى التكاتف والتلاحم للضغط باتجاه وقف حرب الإبادة في غزة العزيزة وتقديم مزيد من العون إلى أهلها”.
في غضون ذلك، أصدرت رئاسة الجمهورية، بياناَ أدانت فيه الجرائم البشعة التي ارتكبها الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة، لا سيما وآخرها تلك التي استهدفت مدرسة التابعين.
وقالت الرئاسة، إنه “بعد سلسلة الجرائم التي ارتكبها الكيان الصهيوني الغاصب للأراضي الفلسطينية المحتلة، يعود الكيان الغاصب لارتكاب مجزرة جديدة مستغلا صمت المجتمع الدولي، والدول الكبرى المعنية بحفظ التوازن الدولي والمؤثرة بقرار الأمم المتحدة”.
وأوضحت، أن “الكيان الصهيوني أضاف باستهدافه المدنيين الآمنين في مدرسة التابعين مجزرة أخرى لسلسلة المجازر التي ارتكبها في غزة وباقي الأراضي المحتلة بعد ٧ تشرين الأول ٢٠٢٣”.
وتابع البيان: “إذ ندين هذا العدوان الغاشم نؤكد أن دماء الشعب الفلسطيني ستبقى تنزف طالما بقت يد الكيان المحتل مطلقة بعيدة عن المساءلة والمحاسبة من قبل المجتمع الدولي”.
واختتم بالقول: “الرحمة والمغفرة لشهداء مدرسة التابعين والخزي والعار لقتلة الأطفال والنساء والعزل، والنصر حليف المقاومين في غزة وبقية الأراضي المحتلة”.
من جانب آخر، عرج رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، على المجزرة الصهيونية في غزة، خلال مؤتمر صحفي أقامه زعيم تيار الحكمة عمار الحكيم، يخص مناهضة العنف ضد المرأة.
وأدان السوداني المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الصهيوني فجر اليوم في مدرسة تضمّ النازحين في حي الدرج بقطاع غزة، التي تسببت باستشهاد أكثر من 100 شخص كانوا يؤدون صلاة الفجر.
أما رئيس مجلس النواب بالنيابة محسن المندلاوي فقد طالب الخارجية بتحرك دولي عاجل وموحد يُسهم في إرغام الكيان الغاصب على وقف الإبادة الجماعية وتنفيذ القرارات الدولية لصالح غزة إثر استشهاد اكثر من 100 فلسطيني داخل مدرسة تأوي النازحين في غزة.
ووصف عبر بيان، ورد لمنصة “إيشان”، جريمة الكيان الصهيوني الغاصب بقصفه عبر استخدام اكثر من 6 آلاف رطل من المتفجرات، لمدرسة تأوي النازحين داخل غزة، و يتخذها الأهالي ملاذا لهم ، مما ادى إلى استشهاد اكثر من 100 اغلبهم نساء وأطفال ، بالفاجعة ووصمة عار في جبين دول العالم التي اتخذت (الصمت ) عنوانا لها عند تكرار المجازر والمشاهد المروعة للكيان الغاصب ، ولم تتخذ موقفا شجاعا وحازما ، فهي قد تكون شريكة في قتل الأبرياء في فلسطين.
واضاف المندلاوي، ان “هذا الصمت الدولي على نزيف الدم اليومي في غزة من ودعم عدد من الدول للقاتل الغاصب ، كشف للعالم اجمع زيف ادعاءاتهم وخطاباتهم ومتبنياتهم لما يعرف بالديمقراطية وتحقيق السلم والأمن العالميين ، وعلى شعوب الأرض إعادة النظر بعلاقاتها مع هذه المنظومة غير العادلة والتي تتخذ من مجلس الأمن غطاء لجرائمها اللا انسانية بحق الشعوب المسالمة”.
وطالب وزارة الخارجية بالتحرك السريع والتنسيق مع الدول الرافضة للتطبيع مع الكيان لعقد اجتماع طاريء بحضور أممي لاتخاذ موقف عاجل وتبني قرارات شجاعة تسهم في إرغام الاحتلال على وقف هذه الإبادة الجماعية وتنفيذ القرارات الدولية وقرار مجلس الأمن الدولي وإنهاء الحرب فوراً.
فيما كانت الخارجية العراقية، قد أعربت عن إدانتها واستنكارها للاعتداء الصهيوني الهمجي الذي استهدف مدرسة التابعين.
وقالت الوزارة في بيان ورد لمنصة “إيشان”، إن “هذه الاعتداءات المتكررة ضد المدنيين تُعَدُّ انتهاكاً صارخاً للأعراف والمواثيق الدولية بما في ذلك القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وتُظهر تجاهل الكيان الإسرائيلي للمبادرات الدولية الهادفة إلى وقف العدوان على غزة”.
وتابع: “نجدد تضامننا الكامل مع الشعب الفلسطيني الشقيق في محنته ونؤكد على ضرورة اتخاذ المجتمع الدولي، والدول الإسلامية خاصة موقفاً حازماً وموحداً لإيقاف هذه الجرائم الإسرائيلية المستمرة وتوفير الحماية الفورية للشعب الفلسطيني الأعزل”.
الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق، الشيخ قيس الخزعلي ندد، بجريمة استهداف مدرسة التابعين، داعيا إلى التصدي والوقوف بحزم للضغط على الكيان الصهيوني بهدف وقف حربه وجرائمه.
وقال الخزعلي، إنّ “المجازر المُروعة التي يرتكبها أعداء الإنسانية (الصهاينة) في غزّة العز والصمود، ما هي إلّا دليل دامغ على الإجرام والغطرسة والعنجهية، التي تجسدت بأبشع صورها في هؤلاء الشرذمة الممقوتة، التي استحلت ما حرمه الله تعالى، وحرمته القوانين والأعراف الدولية أيضاً”.
وأضاف، أنّ “الجريمة التي قامت بها آلة القتل الصهيونية، فجر هذا اليوم في مدرسة التابعين في فلسطين الحبيبة، تقع ضمن سلسلة المجازر المستمرة، التي كشفت للعالم أجمع، الوجه الحقيقيّ القبيح لهذا الكيان المسخ”.
وتابع الخزعلي، إنّنا “في هذا الوقت، ندعو جميع الأحرار والمقاومين في العالم، إلى التصدي والوقوف بحزم، للضغط على هذا الكيان الغاشم، من أجل وقف حربه وإجرامه بحق الشعب الفلسطينيّ”.
ودعا، كل الدول والمنظمات والجمعيات الدولية، إلى “أخذ دورها الذي كتبته على نفسها، بحفظ الحقوق الطبيعية لشعبنا الفلسطينيّ، مثله مثل أي شعب من شعوب العالم الأُخرى”.
كتائب حزب الله، قالت، إن الأساليب الصهيونية الأمريكية لن تثني المقاومين الأحرار من مواصلة جهادهم لتخليص الشعوب من إجرامهم في فلسطين والمنطقة.
وقال بيان للكتائب، ورد لمنصة “إيشان”: “تتوالى جرائم العدو الصهيوأمريكي بحق الأبرياء في غزة، ليرتكب هذه المرة مجزرة أخرى فجر اليوم بقصف النازحين في (مدرسة التابعين) موقعةً أعداداً كبيرة من الشهداء والجرحى في منطقة الدرج وسط غزة”.
وأضاف، أن “وجه التوحش الأمريكي ينجلي للعالم بصورته الحقيقية من الدعم المتواصل للكيان الصهيوني وتزويده بأدوات القتل الفتاكة لقتل الأبرياء في فلسطين، وهو ما يفصح عن وحدة هدف العدو في تصفية الشعب الفلسطيني أو تهجيره من أرضه”.
وتابع البيان، أن “الأساليب الصهيونية الأمريكية الجبانة والغادرة، لن تثني المقاومين الأحرار من مواصلة جهادهم، لتخليص الشعوب من إجرامهم في فلسطين والمنطقة، (أَفَأَمِنُوا أَن تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِّنْ عَذَابِ اللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ)”.
من جانبها، أكدت كتائب سيد الشهداء، بقيادة أبو آلاء الولائي، أن مجزرة مدرسة التابعين الفلسطينية، جريمة تهز الضمائر وتستنهض إنسانية العالم.
وذكرت كتائب سيد الشهداء، في بيان لها: “تابعنا بأسى وغضب بالغين الجريمة المروّعة التي ارتكبها الكيان الصهيوني المؤقت في مدرسة التابعين في فلسطين السليبة، بمجزرة جديدة تهز الضمائر وتستنهض انسانية العالم، عسى ان تصحوا من سباتها وتتحرك للمساهمة بإيقاف هؤلاء الصهاينة الاوباش عند حدهم بكل الوسائل المتاحة”.
وأشارت إلى أن “بيان المرجع الديني الاعلى سماحة السيد السيستاني (دام ظله الوارف) حول مجزرة الكيان الغاصب في مدرسة التابعين، وما تضمنه من رسائل هامة واشارات واضحة، قد عزز في المقاومة الشرعية، وجدد للمتفرجين الدعوة، وذكر بالمرجعية الموقف، بمساندة اهلنا في فلسطين المحتلة، واحقية الشعوب بمقاومة الاحتلال، كيفما كان شكل ذلك الاحتلال ومكانه”.
واختتمت كتائب سيد الشهداء بيانها بالقول: “اننا في المقاومة الاسلامية كتائب سيد الشهداء، نجدد العهد والموقف بأننا كنا ولازلنا وسنبقى سيوفاً ماضية بيد المرجعية الدينية، وعونا لكل مظلوم وخصما لكل محتل ظالم”.
حزب الله العراقي، استنكر ارتكاب الكيان الصهيوني، مجزرة بحق الأبرياء، فيما وصفها بإنها انتهاك جديد واستهتار بكل الأعراف الدولية والقيم الإنسانية.
وذكر حزب الله في بيان له، أن “الكيان الصهيوني اللقيط أقدم على جريمة نكراء استهدف فيها مدرسة التابعين لإيواء النازحين وراح ضحيتها عدد كبير من الشهداء والمصابين معظمهم من النساء والأطفال والأبرياء في تحد واضح لكل ما يمت للإنسانية بصلة”.
وأضافت، أن “جرائم الكيان الغاصب بحق المدنيين في غزة وباقي مناطق فلسطين الحبيبة تشكل سابقة خطيرة، إذ إنها تحظى بمباركة الغرب المتفسخ وعلى رأسه أميركا الشر التي تتبجح بأنها راعية الديمقراطية وحقوق الإنسان وفي الوقت نفسه تمد الكيان الصهيوني بالأسلحة الفتاكة والذخيرة والضوء الأخضر لقتل الأبرياء بدم بارد”.
وتابع البيان: “تجدد المقاومة الإسلامية موقفها الداعم لجهاد الأخوة المقاومين في فلسطين المحتلة ولن تتوانى عن نصرة المظلومين والمحاصرين في غزة الصمود ما بقي فينا عرق ينبض الرحمة والرضوان للشهداء، والشفاء العاجل للمصابين والجرحى ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون”.
من جانبه، عبرت حركة أنصار الله الأوفياء، التي يقودها حيدر الغراوي، عن استعداداها لتنفيذ أي نداء أو توجيه من المرجعية الدينية في النجف.
وقالت الحركة، في بيان لها ورد لمنصة “إيشان”، إنه “في الوقت الذي تعيش فيه غزة جحيم العدوان الإسرائيلي الوحشي، حيث تمتد آلة الحرب الصهيونية لارتكاب مجازر تلطخت بها يد الإنسانية، نتوجه اليوم بهذا البيان إلى كل من يملك ضميراً حياً فبشاعة هذه الجرائم، التي تطال الأطفال والنساء والشيوخ، ليست إلا امتداداً لسلسلة طويلة من الإنتهاكات التي يرتكبها الاحتلال بحق شعب متمسك بأرضه وعقيدته”.
وأضاف: “إننا أمام هذا العدوان السافر ندعو كل المجاهدين والأحرار إلى الوقوف بحزم وثبات في مواجهة هذا الكيان الغاصب، الذي لم يترك مجالاً للسلام ولا فرصة للإنسانية”.
وتابع البيان: “إننا نناشد الشعوب العربية والإسلامية قاطبة أن تنهض من سباتها وأن تستشعر المسؤولية الجسيمة الملقاة على عاتقها فدعم غزة ومساندة محور المقاومة لم تعد مجرد خيار بل هي واجب ملح في ظل هذا الوضع المأساوي، إن التظاهر في الشوارع والدعم الإعلامي، والمادي والمعنوي، كلها أدوات مقاومة يجب أن تتحول إلى أفعال ملموسة على أرض الواقع فحينما تتحد الشعوب مع مقاومتها، يصبح العدو في مواجهة جدار لا يخترق وفي هذه اللحظات الحرجة، ندعو كل حركات التحرر والجهاد على امتداد العالم إلى ترك الخلافات جانباً، وتوجيه طاقاتها نحو الهدف الأكبر والأسمى، وهو تحرير فلسطين ودعم غزة”.
وأشار الغراوي، إلى أنه “لقد حان الوقت لتوحيد الصفوف وإعادة توجيه البوصلة نحو قبلة النضال، حيث لا مكان للتفرقة أو الانقسامات كما نطالب المنظمات الإسلامية والعربية والدولية، إلى جانب الهيئات القانونية والحقوقية، بالتحرك الفوري والضغط على الولايات المتحدة الأمريكية التي تقف دائماً في صف هذا الكيان المجرم، وإن استمرار هذه المجازر دون تدخل دولي حقيقي يفقد المؤسسات الدولية شرعيتها، ويجعل من قوانينها مجرد حبر على ورق”.
واختتم بيان الحركة بالقول: “نؤكد إننا وبكل فخر واعتزاز، بعد توجيهات مرجعيتنا الدينية الرشيدة، على أتم الاستعداد لتنفيذ أي نداء أو توجيه تصدره المرجعية نصرةً لشعبنا في فلسطين ودعماً لأهلنا في غزة وإن دماء الشهداء التي تسفك على أرض فلسطين ستبقى وصمة عار على جبين الاحتلال، وستظل منارة تضيء لنا الطريق نحو النصر والتحرير”.