في الدقيقة الأولى من يوم أمس الأربعاء، دخل حظر التجوال حيز التنفيذ في عموم البلاد ومن ضمنها محافظات إقليم كردستان، فيما دخلت القطعات الامنية حالة الانذار القصوى (ج) وبدأت بالانتشار في جميع مناطق البلاد.
ورغم أن السلطات تعهدت بتسهيل عمل الفئات المشمولة بالاستثناء خلال الحظر خاصة العجلات الحوضية الخاصة بنقل الوقود التي تحمل تأشيرة حركة، والعجلات التي تحمل المواد الغذائية والدواء، والإعلاميين، لكن العديد ممن يحملون هويات الاستثناء، قالوا إن الشرطة منعتهم من العبور في مناطق مختلفة من العاصمة بغداد.
وأصدرت هيئة الإعلام والاتصالات أكثر من سبعة آلاف هوية للإعلاميين في جميع المحافظات من ضمنها إقليم كردستان، بحسب المتحدث باسم فريق الإعلام الحكومي حيدر مجيد.
وتحدث قائد عمليات بغداد، الفريق الركن وليد خليفة التميمي عن “توجيه برفع حظر التجوال عن أي منطقة ينجز فيها التعداد السكاني”.
ما الجدوى من الحظر؟
في وقت سابق، قالت وزارة الداخلية، أن الهدف من الحظر الذي ينتهي اليوم في الساعة 12 ليلا هو “تسهيل حركة العدادين”، وهو تبرير لا يلقى قبولا لدى العديد من المواطنين.
“الحظر لإجراء التعداد السكاني إجراء تقليدي عفا عليه الزمن وسط التطور الرقمي”، يقول المواطن مؤيد وسام، والذي تلقى غرامة مالية جراء استخدام مركبته لشراء العلاج لأحد أفراد عائلته: “لا أحمل أفراد تطبيق القانون أي مسؤولية، ولكن في وسط التطور الرقمي اليوم، ألا يمكن أن ندرج بياناتنا إلكترونيا، عبر منصة خاصة، وننتهي من الأمر بسهولة؟”.
فيما انتقد آخرون تعطيل الحياة والمصالح بهذا الإجراء، وقالوا إن التعداد يتعلق بوثائق العائلة ورب الأسرة فما الجدوى من الحظر؟.
في حين رأى المواطن حيدر عماد، من أهالي بغداد، أن “حظر التجوال كان من المفترض أن يُحصر بعدد من الساعات مع ساعات خاصة لعمل فرق التعداد، كأن يحدد بـ12 ساعة في النهار مع فتح الشوارع ليلاً”.
ويضيف عماد أن “الكثير من المناطق شكت من عدم وصول فرق التعداد، والأهالي ينتظرون داخل منازلهم، وذلك الانتظار جعلهم يتذمرون من آلية عمل فرق التعداد غير المحددة بجداول مصرح بها لمعرفة وقت حضورها، وتلك لعوائل تنتظر لوقت متأخر من الليل دون جدوى”، متسائلاً “إذن ما نفع الحظر إذا لم تأت تلك الفرق على مدار يوم كامل؟”.
وليلة أمس الأربعاء، شهدت العديد من مناطق بغداد، خروج الأهالي بجماعات للتجوال داخل مناطقهم، بعد الملل الذي أصابهم من الجلوس داخل منازلهم بانتظار فرق التعداد أن تطرق أبوابهم.