لم يمر الثالث من شباط كباقي الأيام، إذ أنه شهد تنفيذ الضربة التي توعد بها الرئيس الأمريكي جو بايدن منذ يوم الأحد الماضي، الذي وقع فيه ثلاثة جنود أمريكيين قتلى بنيران “المقاومة”.
في تلك اللحظة، قالت البنتاغون إن “كتائب حزب الله، لها صلة في الهجوم على قاعدتنا بالأردن”، وصار العالم ينتظر اليوم الذي تنفذ فيه “ضربة بايدن”، وهل ستتسبب باندلاع حرب شاملة في المنطقة.
كتائب حزب الله، وبعد يومين من القصف الذي طال قاعدة الأمريكان في الأردن، أعلنت “تعليق” هجماتها على القواعد الأمريكية، وقالت إنه “يأتي لمنع إحراج الحكومة”.
لم تتجاهل واشنطن بيان تعليق العمليات، الذي تضمن “تبرئة” إيران من الهجمات على القواعد الأمريكية، حين ذكر، أن “الجمهورية الإسلامية لا تعلم بكيفية عملنا الجهادي”.
تعليق “الجهاد” كان محط أنظار العالم، وقال عنه المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الجنرال بات رايدر في مؤتمر صحافي، إن العبرة في “الأفعال لا الأقوال.. وكنا قد دعونا المجموعات التابعة لإيران إلى وقف هجماتها. لكنها لم توقفها. سنرد في التوقيت الذي نختاره وكما نشاء”.
ويرى خبراء أمنيون، أن “كتائب حزب الله قد علقت هجماتها على القواعد الأمريكية، خشية من التصعيد الأكبر الذي قد يشعل المنطقة بأكملها، وهو الأمر الذي لا تريده أمريكا وإيران”.
وعلى الرغم من أن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، صرّح بأن واشنطن سترد على مقتل جنودها، لكنها لا تريد توسعاً للصراع، إلا أن فجر اليوم السبت، شهد تنفيذ سلسلة ضربات قد تزداد في الساعات المقبلة في إطار الرد على مقتل الجنود الثلاثة.
أما المختصون في الشأن السياسي يرون، أن “بايدن أُجبر على اتخاذ قرار يشمل رداً عسكرياً واسعاً في المنطقة، بسبب حرجه مع قرب الانتخابات في الولايات المتحدة الأمريكية”.
ويحاول بايدن الذي قال بعد مقتل الجنود الثلاثة، إن “قلب أمريكا مثقل”، أن يثبت للشعب الأمريكي أنه “يقف سداً منيعاً أمام إيران وتمدد قواها في المنطقة”، بالتزامن مع بدء التحشيد للانتخابات الرئاسية الأمريكية عام ٢٠٢٤.
ومع “تهدئة” كتائب حزب الله، يرى مقربون من فصائل اختارت التهدئة والعمل الدبلوماسي، أن “كتائب حزب الله نفذت جهادا سلبيا ضد الأمريكان، وأحرجت الحكومة التي تدعمها القوى القريبة من إيران”.
ويقول المقربون، إن “أمريكا قد تنهي هذا الجهاد السلبي للكتائب بسلسلة الضربات التي ستنفذها في العراق وسوريا واليمن”.
