رصدت منصة “إيشان”، فقدان “اليد اليمنى”، لتمثال الشاعر العباسي أبو نؤاس، المنصوب في حدائق وكورنيش أبو نؤاس المحاذي لنهر دجلة وسط العاصمة بغداد.
وعادة ما تتعرض التماثيل والنُصب في بغداد والمحافظات، إلى تشوهات واعتداءات وعمليات تخريب، لأسباب متعددة، أهمها ما يحصل لتمثال أبو جعفر المنصور بين فترة وأخرى، لأسباب “عقائدية سياسية”.
ووفقاً للصور التي زودنا بها “مراسلنا”، فإنه لم يعرف إذا ما طالت الشاعر أبو نؤاس أعمالاً تخريبية تسبب بكسر يده اليمنى وضياعها، أم أن الإهمال من قبل كوادر البلدية أدى إلى تشوه التمثال بسبب عدم وجود صيانة دورية له، أم أنه تعرض للسرقة من قبل مجهولين، باعوا يده إلى العاملين في مجال شراء المعادن والنحاس.
لكن اللافت في الأمر، أن أبو نؤاس المعروف بقصائده المطولة والغنية بمفردات الخمر، لم يرتض أن يسقط الكأس من يده، ففضل منح يده الفارغة إلى السارقين أو المخربين، وبذلك فإن التمثال بقي محافظاً على شهرة أبو نؤاس وخمرياته وقصائده المليئة بالليالي الحمراء.
ولم تكن هذه المرة الأولى التي يتعرض فيها تمثال أبو نؤاس إلى تشوهات وإهمال، فقد تعرض في سنوات سابقة إلى حوادث سرقة وتشوهات عدة، لتشكل على إثرها لجان لصيانة موقعه، لكنها كثيراً ما تكون حبر على ورق.
وفي العام 1972، أكمل النحات العراقي إسماعيل فتاح الترك تمثال أبو نؤاس، لينصب على حدائق أبو نؤاس المحاذية لنهر دجلة وسط العاصمة.
وفي آخر بيان رسمي صدر من أمانة بغداد في 30 نيسان من العام الماضي، وجه أمين بغداد عمار موسى كاظم بصيانة تمثال ابو نؤاس بالاعتماد على “فنيين مختصين” واعادته كمعلم مهم للمدينة وبشكل يليق بالمنطقة التي يجري العمل على تطويرها.
وأشار البيان إلى أن “امانة بغداد وجهت دعوة للنحات سعد الربيعي لغرض اجراء كشف موقعي لتمثال ابو نؤاس واعداد المستلزمات اللازمة لصيانته بعد تعرضه للتخريب منذ سنوات عديدة “.
وقتها، قالت الأمانة إن “النحات أجرى الكشف الموقعي للتمثال، وسيتم المباشرة بصيانته واعادته لمكانته المعهودة ضمن حملة التطوير التي يجري العمل على تنفيذها التي تشمل حدائق ابو نؤاس والكورنيش النموذجي ضمن المقطع الثاني بعد اكمال المقطع الاول منه وتحويله لوجهة سياحية مميزة بعد ان طاله الاهمال لسنوات طوال”.
وتابع ان ”التمثال يعد قيمة فنية ومعلم مهم تم تنفيذه من قبل الفنان الكبير اسماعيل فتاح الترك عام 1972 وتعرض للتخريب عدة مرات بعد قطع أصابعه“.
وبعد 7 أشهر على صدور التوجيه، لم يزدد تمثال أبو نؤاس وموقعه إلا سوءاً، لتتراكم حوله الأوساخ والإهمال، وليأكل الصدأ، قصيدته التي وضعت قربه، والتي يقول فيها:
ما لي إليك وسيلة إلا الرجا
وجميل عفوك.. ثم أني مسلم