يسود المشهد العراقي حذراً من قصف أمريكي محتمل على مقرات عسكرية، بعد استهداف قاعدة عين الأسد غربي البلد، حيث أقرت الولايات المتحدة الأمريكية بوقوع إصابات بين صفوف قواتها المتواجدين في القاعدة.
وقبل أيام، تعرضت قاعدة عين الأسد لهجوم بالصواريخ، وهو أمر يتكرر باستمرار، لكن هذه المرة أقرت وزارة الدفاع الأمريكية بسقوط مصابين من جنودها، فيما أعلنت قيادة العمليات المشتركة تحركها للقبض على الفاعلين وعرضهم أمام القضاء، معتبرة ما جرى “خرق أمني من قبل جهات خارجة عن القانون”.
وجاء استهداف قاعدة عين الأسد، عقب ضربة أمريكية في جرف الصخر، أوقعت عدد من الشهداء والمصابين، بين صفوف عناصر كتائب حزب الله التابعة لهيئة الحشد الشعبي، لكن معلومات جديدة أشارت إلى أن “الضربة استهدفت رتلاً عسكرياً ضم قيادات من صفوف الحشد الشعبي”.
ويقول الخبير الأمني أحمد الشريفي، إن “الولايات المتحدة، ستأخذ على محمل الجد القصف الذي طال جنودها، في قاعدة عين الأسد، بعد أن تسبب بوقوع إصابات”، مشيراً إلى أن “هذه المرة لن تتغاضى أمريكا عن قصف القاعدة العسكرية، كما تفعل بين حين وآخر”.
ويشير إلى أن “هناك خطورة على بعض القيادات العسكرية الفاعلة في الفصائل التابعة لهيئة الحشد الشعبي، فقد تستهدفهم الولايات المتحدة رداً على قصف قاعدة عين الأسد”.
وأشار إلى أن “ما جرى في جرف الصخر مؤخراً، هو استهداف أمريكي لرتل كان يضم قيادات عسكرية، وهو ما يعني أن التصعيد المقبل من قبل الولايات المتحدة لن يكون مثل ما جرى في جرف الصخر، حيث من المتوقع أن يأخذ مديات أبعد من ذلك، وهو أمر يحتاج إلى دور حكومي قوي، للسيطرة على التصعيد المحتمل”.
وبين أن “ذلك يحدث بينما تتصاعد مواقف محور المقاومة ضد العدوان الإسرائيلي، فقد يتحول الأمر إلى أزمة مركبة داخل العراق المواجهة مع الولايات المتحدة، وإقليمية ضد العدوان على غزة”.
ويرى الشريفي أن “فصائل المقاومة ستعمل وفق مبدأ وحدة الساحات، فعملياتها ستكون منسجمة مع الرد الإيراني المرتقب ضد إسرائيل، وهو أمر يدل على أن العراق سيشترك بضربة إقليمية ضد المصالح الأمريكية، دعماً للرد الإيراني، وهو أمر سيوقع العراق بمشاكل إقليمية”.
من جانبها أكدت لجنة الأمن والدفاع النيابية،أن العراق جزء من التصدي للكيان، معتقدة بضرورة تغليب لغة الحوار بدل لغة الحرب.
وقال عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية علي البنداوي في حديث لـ “إيشان”: “دائماً ندعو إلى التهدئة، ومن الضروري أن ندعو إلى الحوارات السياسية العراقية – الامريكية، بخصوص تواجد القوات الأمريكية وانهاء هذا الملف الذي بات ضرورة ملحّة، ويحظى باهتمام السوداني”.
وأضاف، أن “العراق جزء من محور المقاومة والتصدي للكيان، والمعركة اليوم عقائدية قبل ان تكون سياسية ويجب أن يفهم الكيان هذه القضية”.
وأشار إلى أن “الأمة العربية متوحدة تجاه هذه القضية، وخصوصاً محور المقاومة الذي يشدد على إيقاف العدوان على غزة”.
وتابع: “نتمنى ألا يكون هناك تصعيد في المنطقة، ويجب أن يتم التحكم بلغة العقل، وتغليب لغة الحوار على لغة الحرب”.
وبالعودة إلى الساعات الأولى لاستهداف قاعدة عين الأسد، وما جاء بعدها من مواقف أمريكية، فقد قالت خلية الإعلام الأمني، الثلاثاء الماضي، أنه “بالساعة 2100 من يوم 5 آب 2024، حصل اعتداء على قاعدة عين الأسد الجوية العراقية في محافظة الأنبار، والتي يتواجد في بعض أقسامها عدد من مستشاري التحالف الدولي، وذلك بواسطة صاروخين انطلقا من عجلة حمل من داخل قضاء حديثة”.
وتابعت، أن “قطعاتنا الأمنية شرعت بالتحرّك الفوري، وضبطت العجلة من نوع حمل/ كيا، وبداخلها (8) صواريخ من أصل (10) كانت مُعدّة للإطلاق، وتم تفكيكها تحت السيطرة من قبل مفارز المعالجة الهندسية”.
وأكملت: “بالوقت الذي نؤكد تمسكنا بسيادة العراق واستقلاله، ونرفض رفضاً قاطعاً أي اعتداء من داخل العراق أو خارجه، على الأراضي والمصالح والاهداف العراقية، ومن أية جهة تنفذ هذا الاعتداء او الخرق او تساعد عليه بطريقة واخرى، فإننا نرفض كل الاعمال والممارسات المتهوّرة التي تستهدف القواعد العراقية، والبعثات الدبلوماسية، وأماكن تواجد مستشاري التحالف الدولي، وكل ما من شأنه رفع التوتر في المنطقة، أو جرّ العراق الى أوضاع وتداعيات خطيرة، أو الإضرار بمصالح الدولة المختلفة”.
ولفتت إلى أن “الجهات والتشكيلات المختصة في قواتنا الأمنية، ومن خلال العمل الاستخباري والأمني، توصّلت الى معلومات مهمة عن مرتكبي هذا الاعتداء، وحاليا يتم ملاحقتهم لتقديهم الى العدالة، وفي ذات السياق ستجري محاسبة المقصّرين المسؤولين عن القاطع ومقترباته، من القادة والآمرين والضبّاط”.
وأكدت الخلية “مُضيّنا في بذل كل الجهود، للحفاظ على أمن العراق واستقراره. ولن نقبل بأن تكون الأرض العراقية ساحة لتصفية الحسابات وخلط الاوراق والانجرار الى ويلات الحروب وتداعيات الصراعات، وهي مسؤوليتنا ومسؤولية جميع المخلصين في هذا الوطن”.
من جانبه قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إن بلاده لن تتسامح مع استهداف قواتها في الشرق الأوسط، وذلك بعد الهجوم الصاروخي على قاعدة عين الأسد بالعراق الذي أسفر عن إصابة 7 أميركيين.
وأضاف أوستن، في مؤتمر صحفي مع نظيره الأسترالي ريتشارد مارلس في أنابوليس بميريلاند، أن “واشنطن متأكدة من وقوف مسلحين مدعومين من إيران وراء الهجوم، مؤكدا أن بلاده عدلت وضعها العسكري لتعزيز حماية قواتها في المنطقة والتزامها الصارم تجاه إسرائيل”.
وتابع “لا تخطئوا الظن، الولايات المتحدة لن تتسامح مع أي هجوم على قواتنا في المنطقة”.
وكان وزير الدفاع الأميركي ونظيره الإسرائيلي يوآف غالانت وصفا الهجوم على قاعدة عين الأسد بأنه تصعيد خطير.
وتم استهداف القاعدة بينما يسود الترقب في المنطقة لضربات محتملة من إيران وحزب الله اللبناني ردا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس إسماعيل هنية في طهران والقيادي في حزب الله فؤاد شكر في ضاحية بيروت الجنوبية قبل أسبوع.