بعد تخلي روسيا على نظام بشار الأسد في سوريا، ما تزال أسباب موقف موسكو من سقوط دمشق بيد المعارضة المسلحة، موضع جدل عربياً وإقليمياً ودولياً.
كان التفرج الروسي على الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا قبيل سقوط نظام الأسد، بيد الفصائل المسلحة مفاجئاً، حيث هناك من ذهب لاتهام موسكو بأن ثمناً باهظاً قد يعود على دولة بوتين مقابل تخليه عن حليفه السوري.
وفي هذه الأثناء، نقلت وكالة بلومبرغ، عن مسؤولين أوكرانيين قولهم، إن “كييف قد تتجه نحو تسوية مريرة قد تتنازل عن مساحات شاسعة لموسكو مقابل ضمانات أمنية”.
هذه التصريحات قد تؤشر، إلى وجود اتفاق دولي، يهدف لتخلي بوتين عن الأسد، مقابل تسوية الصراع الروسي الأوكراني، قبيل استلام ترامب للإدارة الأميركية في العشرين من الشهر المقبل.
ويوم الجمعة، أعلن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أن بلاده أقنعت روسيا وإيران بعدم التدخل عسكريا في سوريا خلال هجوم الفصائل المعارضة الذي أدى إلى إسقاط بشار الأسد وقد تفهموا موقفنا.
وقال الوزير التركي، إن “الأمر الأكثر أهمية قضى بالتحدث إلى الروس والإيرانيين والتأكد من أنهم لن يتدخلوا عسكريا في المعادلة. تحدثنا إلى الروس والإيرانيين وقد تفهموا”.
وأضاف “بهدف الإقلال قدر الإمكان من الخسائر في الأرواح، جهدنا لتحقيق الهدف من دون سفك دماء عبر مواصلة مفاوضات محددة الهدف مع لاعبَين اثنين مهمين قادرين على استخدام القوة”.
واعتبر الوزير التركي أنه لو تلقّى الأسد دعم روسيا وإيران، لكان “انتصار المعارضة استغرق وقتا طويلا، وكان هذا الأمر سيكون دمويا”.
وتتعرض روسيا وخاصة إيران لانتقادات واسعة من قبل بعض القوى المؤيدة للنظام السابق في المنطقة بالتخلي عن رأس النظام المنهار لكن الجانب الإيراني يؤكد أن الجيش السوري لم تكن له رغبة في القتال.
وقال الوزير التركي أيضا “لكنّ الروس والإيرانيين رأوا أنّ هذا الأمر لم يعد له أيّ معنى. الرجل الذي استثمروا فيه لم يعد رجلا (يستحق) الاستثمار. فضلا عن ذلك، فإن الظروف في المنطقة وكذلك الظروف في العالم لم تعد هي نفسها”.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد سعى في الفترة السابقة للعمل على تطبيع العلاقات مع الاسد لكن الأخير رفض ذلك قبل انهاء الوجود التركي في شمال سوريا وقطع الدعم عن المعارضة المسلحة.
واكدت روسيا بعد هروب الأسد أن النظام السوري لم يعد قادرا على البقاء في ظل الضغوط العسكرية والاقتصادية وان على السوريين اختيار مستقبلهم بأنفسهم وان الروس لن يكونوا سوريين أكثر من السوريين أنفسهم.
وفي 8 كانون الأول الجاري سيطرت الفصائل السورية على العاصمة دمشق وقبلها مدن أخرى، مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع.