في أحد مستشفيات العاصمة بغداد بجانب الرصافة، وتحديداً مستشفى الحبيبية للولادة، تفترش النساء أبواب المكان، ونساء حوامل يخرجن دون استقبال.
دخلت منصة “إيشان” إلى المستشفى، ووجدت نساءً حوامل تعاني من ألم الولادة، وتحاول أن تدخل إلى الردهة من أجل الولادة، لكنها تتفاجأ بالباب المُوصد أمامها.
رصد مراسلنا، الذي بقيَ لساعات عدة، نفس النسوة، يأتين ويقولون لهم المعنيون هناك: “اذهبوا.. ليس الآن وقت الولادة، عودوا في وقت لاحق”.
ويتحدّث أحد الآباء الذي رُزِقَ بمولودٍ في المستشفى، ويُدعى أبو علي، قائلاً: “منذ يومين، وزوجتي تعاني، ولم يستقبلها أحدٌ في المستشفى، وحتى وقت الظهيرة، جئتُ بها لأنها شارفت على الولادة، لكن المعنيين قالوا لي، اذهب.. لم يحن الوقت بعد”.
ويضيف أبو علي الذي اكتفى بكُنيته، خلال حديثه لـ “إيشان”: “عُدتُ بزوجتي إلى البيت، في مسافة تبعد 45 دقيقة عن مستشفى الحبيبية، وبعد ساعتين، ساءت حالة زوجتي وأخبرت الوالدة، فقالت إنها ستلد قريباً جداً”.
“ركبنا في السيارة مُسرعين، واتّجهنا إلى المستشفى، وكادت زوجتي أن تلِدَ داخل السيارة”، يشرح أبو علي الذي قال: “ما إن وصلنا هناك، حتى قالت لي أُختي إنها تعرف قابلة هنا، ستستقبل الحالة، ولكن مقابل مبلغ مالي”.
ويكمل: “لم يكن بيدي حيلة، قبِلتُ بالعرض، ووافقت.. ثم دخلت زوجتي وولدت لي ابناً، وبقيت داخل المستشفى من المساء لغاية ساعات الفجر الأولى”.
وخلال تلك الفترة، تدخل نسوة إلى المستشفى، حالتهن أشبه بزوجة أبو علي، ومعهن أزواجهن وأمهاتهن، ويبقى التلوّي يسيطر عليهن ولا يعينهن أحد.
تساءل مراسل “إيشان”، عن الحال هناك.. وحصل على إجابات من بعض المواطنين قائلين: “بدون الرشوة، تبقى المعاناة تُحيط بالنساء هنا.. وبعضهن يلدن في المنزل أو السيارة نتيجة عدم الاستقبال المتكرر”.
ولا يُسمح لأحد أن يدخل برفقة المرأة الحامل إلى الردهة، لكنه يبقى ينتظر في الصالة، وحين تستعيد جزءاً من عافيتها، ويسيطرون على صحة المريض والطفل، يُسلّم إلى ذويه بعد تدقيق الإجراءات وأخذ المعلومات.
ويبقى صوت المواطنين يناشد عالياً: “انقذونا.. ليس جميعنا بإمكاننا الذهاب إلى المستشفيات الأهلية، نريد أن نحس بِمَن يهتم بهؤلاء المواطنين”.