اخر الاخبار

الإعمار توضح سبب نضوح المياه من مجسر الزعفرانية: أنبوب غير مُؤشَّر بالخريطة

أصدرت وزارة الإعمار والإسكان والبلديات العامة، اليوم الأحد، توضيحا...

الأديبان العراقيان حميد سعيد وإنعام كجه جي يفوزان بجوائز العويس الثقافية

  بارك الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق، اليوم الأحد،...

الإندبندنت: ترامب ألحق بصديقه إيلون ماسك ضرراً لا يمكن التعافي منه

    رأت صحيفة الإندبندنت البريطانية، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب...

لأول مرة في تاريخه.. العراق يستخدم المياه الجوفية لري خطة الزراعة الصيفية

أعلنت الموارد المائية، اليوم الأحد، أن المساحات المزروعة للخطة...

ذات صلة

“إيشان” ترصد.. مستشفى ابن الهيثم يفقأ عيون مراجعيه بالانتظار: ومناشدات إلى السوداني

شارك على مواقع التواصل

“شسوّي يا بويّة، شلعوا گلبي”.. كلماتٌ قالها أبو صالح الباوي (63 سنة) وهو “يعاني” من مراجعته المستمرة إلى مستشفى ابن الهيثم للعيون منذ حوالي 4 أشهر، ويتنقل بين الغرف التي تغص أبوابها بمئات المواطنين المتراكمين فوق بعضهم.

يقع المستشفى في منطقة الكرادة وسط العاصمة بغداد، وخلال تجوّل منصة “إيشان” بين ممراته، وجدت مراجعين يجلس بعضهم على الأرض، وآخرون يقفون حائرين منتظرين “الفرج” الذي سيفتح لهم باب الدخول إلى غرفة أحد الأطباء.

 

هناك حوالي 20 غرفة فحص في المستشفى، لكنه يضم غرفة واحدة لطبيب التخدير، ومثلها لفحص قوة العدسة، وفي ممر لا يتجاوز المترين، يقف المراجعون هناك، وهم يتذمرون من سوء المعاملة والتنظيم.

لا رعاية لذوي الاحتياجات الخاصة 

أبو صالح الباوي، وهو يتكئ على عكّازتيه، يشكو من المعاناة التي تعرض لها، ويقول لـ “إيشان”: “أنهكني السكّر، فبتر قدمي اليمنى، والآن وصلت آثاره إلى عيني التي مُلأت بالماء الأبيض، وسمعت أن هذا المستشفى، قادرٌ على معالجة مشاكل عيني”.

يكمل الباوي حديثه والحسرة ظاهرة على وجهه: “لم أجد استثناءً هنا لذوي الاحتياجات الخاصة، الكل هنا مجبورة على التدافع، والصيّاح ليدخل إلى الغرفة المستهدفة”.

وينتظر المسنُّ الباوي، موعد العملية الذي كان مقرراً في شهر حزيران 2024، لكنه زحف أكثر من مرة حتى وصل إلى نهاية آب الحالي، وخوفه قائم من أن يُؤجّل الموعد مرّةً أخرى.

مع هذا الرجل المسن، هناك أطفال وشباب يواجهون مشكلات في نظرهم، والكثير منهم بحاجة إلى عمليات تعيد النظر الطبيعي إلى عيونهم، لكن المواعيد تؤجلهم إلى أشهر عدة ما يفاقم حالاتهم.

الفرق بين العام والخاص

أمّا على “الجناح الخاص” فإن المريض يمكنه أن يحصل على موعد قريب من مراجعته، لا يتخطى الأسبوعين، في حين ينتظر مَن يريد الجناح العام شهوراً طويلة كي يدخل إلى صالة العمليات.

رصدت “إيشان” مرضى أعمارهم تصل إلى السبعين عاماً، وبعضهم لا يقوى على الحركة ويتنقل في عربة يدفعها أحد ذويه، وهذا ما يفاقم الأمر أكثر حين يمتلئ الممر بالمواطنين.

طوابير أمام الغرف

حين تواجدت “إيشان” قرب غرفة “فحص قوة العدسة” وجدت عراقيين قدموا من محافظات جنوبية، وجميعهم يتكدّسون على الغرفة الوحيدة، وأمامها غرفة “التخدير” هي الأخرى الوحيدة.

أبو حسن الحجامي (65 سنة)، كان واقفاً قرب باب الغرفة منتظراً دخوله، وعقاله الجنوبي ثابتٌ على رأسه، لكن ملامح التعب بدت ظاهرةً على وجهه، ومع هذا اشتكى من قلة الغرف وسوء المعاملة التي يتعرض لها المراجعون.

الحجامي يتساءل عبر “إيشان” قائلاً: “متى سنغادر فكرة التكوّم على غرفة واحدة، وأعداد المراجعين بالمئات؟.. أما آن الأوان أن نشهد احتراماً للمراجعين يجعلهم يكملون ما جاءوا من أجله دون إذلال؟”.

يقول الحجامي: “أنا من محافظة كربلاء، وكلما قدمت إلى هنا يتم فحص عيني، وبين غرفة وأخرى أقف ساعةً وبينما أصل إلى نقطة النهاية، قالوا لي إن الدوام الرسمي انتهى”.

ووجّه الحجامي مع بقية المراجعين، مناشداتهم ودعواتهم إلى رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، من أجل زيارة مستشفى ابن الهيثم، وحل مشكلة الغرفة الواحدة التي يتكوّم عليها المراجعون.

وطالب المواطنون وهم يمسكون بأعينهم الموجوعة، السوداني بفتح أماكن أخرى تستوعب مَن لديهم مشاكل بعيونهم، خاصة وأن الكثير منهم، كبارٌ في السن.

وصوّرت عدسة “إيشان”، تكوم المواطنين والمرضى في الممرات وأمام الغرف، ومعها حسرات تظهر على الوجوه من طريقة التعامل التي يتعرضون لها.