اخر الاخبار

“السبت السني”.. طبولٌ تقرع من الموصل حتى بغداد!

لم يتبقَ الكثير على جلسة انتخاب "خليفة الحلبوسي" الذي...

عناصر أمن مطار بغداد “بلا رواتب”.. الحكومة تترك أفغانياً يتحكم بمصير ألف أسرة عراقية

ناشد عدد من الموظفين العراقيين العاملين ضمن شركة "بزنس...

السبت السني”.. المشهداني يستبق جلسة الغد بدعوة إلى قادة العراق وربان سفينته: أمامكم مسؤولية تاريخية

" استبق عضو مجلس النواب والمرشح لرئاسة البرلمان، محمود المشهداني،...

الصدر: عطلة عيد الغدير درءٌ للطائفية.. الرافضون سيواجهون محمداً وعلياً

قال زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر، اليوم الجمعة،...

في بغداد.. الإطاحة بإرهابي شارك بمؤتمر قتل الجندي سمير مراد في الكرمة

أعلنت هيئة الحشد الشعبي، اليوم الجمعة، الإطاحة بقيادي إرهابي...

ذات صلة

“إيشان” تفصلها.. بخطى مثقلة وطموح عثماني: أردوغان يصل بغداد بعد طول غياب!

شارك على مواقع التواصل

تكتسب زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى العراق اهتماما إعلاميا واسعا من قبل المؤسسات الإعلامية في البلدين، إذ جاءت كأول زيارة لأردوغان إلى بغداد منذ 12 عاما.
وأعلن القصر الحكومي، اليوم الثلاثاء، توقيع 26 اتفاقية ومذكرة تفاهم بين أنقرة وبغداد، جاء أبرزها “إتفاق الإطار الإستراتيجي بين حكومة جمهورية العراق والجمهورية التركية، مذكرة اتفاق إطاري للتعاون في مجال المياه بين حكومة جمهورية العراق والجمهورية التركية، مذكرة تفاهم مشروع طريق التنمية، بين وزارة النقل ووزارة النقل والبنى التحتية التركية، مذكرة تفاهم لتشكيل لجنة تجارية اقتصادية مشتركة (JETCO) بين وزارتي التجارة العراقية والتركية، اتفاقية تشجيع وحماية وتبادل الاستثمارات، بين الهيأة الوطنية للاستثمار، ووزارة الصناعة والتكنولوجيا التركية، تفاهم بين اتحاد الغرف التجارية العراقية، ومجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية التركي”.
وعن هذه المذكرات، يقول المحللون السياسيون، إن “أنقرة وبغداد تريد إيجاد حلف جديد يضمن ديمومة العلاقات دون الحاجة للعودة مرة أخرى للاتفاقات ومذكرات التفاهم ، والعمل على الوصول إلى صيغة ضمان يعيد إحياء (حلف بغداد- أنقرة)”.
ويشير المحللون إلى أن “تركيا تريد المضي بطريق التنمية، مقابل الضغط على إنهاء وجود حزب العمال الكردستاني، وكذلك توسيع دائرة الوجود الاقتصادي والاستثماري لها”.

وتأتي الزيارة في سياق تحسن ملموس في العلاقات الثنائية، مع تزايد التفاعل والتجاوب بين البلدين، لمعالجة المسائل العالقة وتحقيق تقدم نوعي في العلاقات التركية-العراقية التي شهدت تقلبات عديدة خلال العقد الماضي.
وقال أردوغان في تصريح له حول الزيارة إن “الجانب العراقي يولي أهمية كبيرة بشكل خاص لزيارتنا، وبهذه الزيارة، سنضع علاقاتنا كتركيا والعراق على أساس مختلف”.
وتتصدر قضايا المياه والطاقة، والتعاون في مكافحة الإرهاب ونشاط حزب العمال الكردستاني، ومشروع طريق التنمية، أجندة المباحثات خلال زيارة أردوغان للعراق، إلى جانب تلميحات بزيارته أربيل، في ظل سعي أنقرة لتعزيز علاقاتها مع بغداد وأربيل على حد سواء، ومحاولة تحقيق استقرار في المنطقة وتعزيز مصالحها الاقتصادية والأمنية.

السوداني وأردوغان
وأكد رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الاثنين، وجود حاجة حقيقية لتأسيس مؤسسات صناعية عراقية – تركية مشتركة داخل العراق.
وقال المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء في بيان تلقته “إيشان” إن “رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ترأسا وفدي البلدين في المباحثات الموسعة التي عقدت في القصر الحكومي ببغداد”، لافتا، إلى أنه “بحثت جلسة المباحثات اتفاق الإطار الإستراتيجي الذي سيمثل خريطة طريق لبناء تعاون إستراتيجي مستدام، والتأكيد على أهمية طريق التنمية في الجانب الاقتصادي وتعزيز التكامل الاقتصادي”.
أضاف، أن “المباحثات شهدت التباحث في تطوير العلاقات التجارية والاقتصادية وزيادة التجارة وتشجيع الاستثمار، على المستوى الرسمي عبر اللجنة الاقتصادية المشتركة بين البلدين والسعي لتفعيل مجلس الأعمال العراقي التركي، وجعله منصة يتبادل الطرفان من خلالها خبراتهما العملية، والمشاركة في تعزيز التعاون وتنمية المشاريع في البلدين”، مبينا، أنه “جرى خلال المباحثات، التأكيد على تعزيز الأمن المشترك بين البلدين وعدم السماح بأن تكون أراضي البلدين منطلقاً للاعتداء بينهما”.
وأشار البيان، إلى أنه “تم التأكيد على وجود حاجة حقيقية لتأسيس مؤسسات صناعية عراقية – تركية مشتركة داخل العراق، برأس مال مشترك، والعمل على تسهيل إجراءات منح سمات الدخول للمواطنين العراقيين لغرض السياحة والتجارة والاستثمار والعلاج والدراسة”، لافتا، إلى أن “الجانبين اتفقا في الجانب الثقافي على اتخاذ خطوات لتنفيذ مشاريع مشتركة تهدف إلى تعزيز العلاقات الاجتماعية والإنسانية وتطوير تعاون شامل في مجال التعليم العالي وتبادل الدورات والاعتراف المتبادل بالجامعات وإنشاء المدارس والتبادل الثقافي في جميع المجالات”.
وأوضح، أنه “جرى خلال المباحثات، الاتفاق على التعاون في مجال المياه وصياغة مشاركة ورؤية جامعة لمصالح الجانبين في مشاريع البنى التحتية للري وإدارة المياه، فضلاً عن عرض ملفات التنسيق المشترك التي تخص الزراعة والكهرباء والجوانب الصحية والرياضية والشبابية”، مبينا، أنه “استبق جلسة المباحثات الموسعة لقاء ثنائي بين السوداني وأردوغان، تناول مجمل العلاقات بين البلدين وسبل تطويرها في مختلف القطاعات والملفات ذات الاهتمام المشترك، كما تناول تطورات الأحداث في المنطقة، والتأكيد على أهمية تنسيق المواقف في سبيل وقف العدوان الذي يتعرض له الفلسطينيون في غزّة، وسبل منع انتشار الصراع والتوترات في المنطقة”.

وأعلن وزير الدفاع التركي يشار غولر، الأسبوع الماضي، نية الجانبين توقيع اتفاقية إستراتيجية لمواجهة العمال الكردستاني بخطوات أكثر فعالية، مشيدا بوصف العراق للحزب بأنه “تنظيم إرهابي”.

كما أكد سفير العراق لدى أنقرة ماجد اللجماويّ ما أعلن عنه وزير الدفاع التركي بشأن الاتفاقية الإستراتيجية بين البلدين، مشيرا إلى أن الزيارة ستحقق قفزة نوعية شاملة في علاقات التعاون بين العراق وتركيا، وستشهد توقيع اتفاقيّة إطارية إستراتيجية جرى العمل عليها في الأشهر الأخيرة، تتناول المجالات الأمنية والاقتصادية والتنموية، وإحراز تقدم في ملفي المياه والطاقة، وكذلك عملية استئناف تصدير النفط العراقي عبر تركيا.

وفي السياق نفسه، قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان اليوم الأحد “أنهينا الاتفاقات الأولية لتوقيع أكثر من 20 اتفاقية مقررة خلال زيارة الرئيس أردوغان إلى العراق”.

حلف بغداد – أنقرة
وتسعى تركيا لإطلاق عمليات عسكرية جديدة ضد الحزب داخل الأراضي العراقية، بهدف توسيع المناطق الآمنة وإنشاء منطقة سيطرة بعمق 30 إلى 40 كيلومترا على طول الحدود بحلول الصيف القادم، وهو ما أشار إليه الوزير التركي قائلا إن “المنطقة أنشئت فعليا، لكن هناك بعض الأمور يجب إنجازها”.

كما تلوح في الأفق مرحلة جديدة، تشمل تأمين الخط الفاصل بين العراق وسوريا، لمنع تنقل مقاتلي حزب العمال الكردستاني بين البلدين، مع إمكانية اتخاذ إجراءات جديدة تجاه مناطق مخمور وأسوس وغارا وقنديل.

ولا يزال هناك عدد من الملفات المعقدة والعالقة بين العراق وتركيا لم يتم حسمها بعد، بحسب الخبير العسكري والأمني العراقي عقيل الطائي، ومن بين هذه الملفات توغل القوات التركية في الأراضي العراقية في إطار مطاردة حزب العمال الكردستاني، وهو ملف يكتنفه التعقيد، بالإضافة إلى قضية استمرار القصف اليومي، وإقامة قواعد عسكرية وأبراج مراقبة تركية في شمال العراق.

ويرى الطائي أنه يجب على الجانب العراقي التوصل إلى حلول جذرية وإبرام اتفاقات تخص المناطق الحدودية المتاخمة لتركيا، مؤكدا على الحاجة لمعالجة الملف السياسي، نظرا لأن تركيا تعد مرجعا لبعض السياسيين العراقيين الذين بينهم خلافات.

ويعد تعزيز “طريق التنمية”، وهو المجال الاقتصادي الذي يحظى بأهمية بالغة بالنسبة لتركيا، أحد المحاور الرئيسية للزيارة، ولذلك يطالب الطائي الحكومة العراقية بضرورة استغلال هذه الزيارة لتعزيز المصالح العراقية من خلال استخدام أعلى مستويات الدبلوماسية.

ترحيب عراقي
في العراق، وصف رئيس الوزراء محمد شياع السوداني الزيارة المرتقبة للرئيس التركي بأنها “ليست زيارة عابرة”، مشيرا إلى تطلع البلدين لإيجاد حلول جذرية للتحديات المشتركة بينهما.
وأكد السوداني أن الزيارة نتجت عن عام كامل من العمل المتواصل والتنسيق بين الجانبين، مبينا أنها “تعكس رغبة حقيقية بين العراق وتركيا للتوصل إلى حلول عملية للمشكلات وليس مجرد تأجيلها”.

وأضاف السوداني أن العراق وتركيا قد توصلا إلى تفاهمات حول العديد من القضايا المطروحة، مشددا على الروابط التاريخية والفرص المشتركة التي تجمع بين البلدين، وعلى التزام العراق بعدم السماح باستخدام أراضيه كمنطلق للهجمات ضد تركيا، مؤكدا في الوقت ذاته ضرورة التنسيق مع الأجهزة الأمنية العراقية قبل أي رد تركي محتمل.

ويبدو أن الحكومة العراقية قد أعدت العدة لهذه الزيارة التاريخية بتحديد أولويات واضحة تعكس مصالح العراق، بحسب المراقب للشأن السياسي العراقي مجاشع التميمي، الذي أوضح أن العراق اتخذ خطوات جدية منذ إعلان حظر حزب الكردستاني سياسيا، حيث وسّع الحزب نفوذه على نحو متزايد منذ عام 2014، منتشرا بين جبال قنديل وصولا إلى مناطق مثل مخمور وسنجار وبالقرب من كركوك، حيث تحولت مخيماته إلى معسكرات.

ولفت التميمي إلى أن الإجراءات العراقية الأخيرة قد أدت إلى وضع الحزب تحت المراقبة الشديدة، بإشراف الأجهزة الأمنية والعسكرية العراقية في المناطق التي يوجَد فيها.

 

أبعاد أمنية
ومن المتوقع أن يُظهر العراق، من خلال الشراكة الإستراتيجية الجديدة مع تركيا وبناء على مصالحه الخاصة، استعدادا أكبر للتحرك ضد حزب العمال الكردستاني، مما يعكس بعدا إستراتيجيا جديدا في التعاطي مع قضايا الأمن الإقليمي، بحسب المحلل السياسي أحمد أوزغور.

ويرى أوزغور في تصريحات أن أربيل تواصل لعب دور رئيسي في إستراتيجية ترِكيا لمكافحة الإرهاب، فالدعم المتزايد من جانب أربيل يعد خطوة حيوية نحو تحقيق الأمن الإقليمي، إلا أن العلاقات بين الاتحاد الوطني الكردستاني وحزب العمال الكردستاني تعد مصدر قلق لأنقرة، واستمرار هذه العلاقات قد يشكل تهديدا أمنيا مباشرا للمصالح التركية، وهو ما لن تقبله أنقرة.

ويوضح أوزغور أن حزب العمال الكردستاني يشعر بقلق بالغ إزاء الشراكة الإستراتيجية الجديدة التي تطورها تركيا مع العراق، فبينما تستعد تركيا لعمليات عسكرية كبرى في العراق، يجد الحزب نفسه تحت تهديد حقيقي ينذر بهزيمته في العراق وسوريا، بعد أن تم تطهير جميع عناصره تقريبا من تركيا.