اخر الاخبار

إيران تنقل جميع المواد النووية لـ”أماكن آمنة” مؤكدة: سنواصل المعركة

    أعلن جنرال بارز في الحرس الثوري الإيراني، اليوم الخميس،...

نتنياهو يعترف: إسرائيل فرّقت وحدة العرب بعد قيامها

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إنهم واجهوا عالما...

الغارديان: تدمير “فوردو” يتطلب قنبلة نووية تكتيكية وترامب “لا يفكر بذلك”

نشرت صحيفة الغارديان تقريرًا كشفت فيه عن تردد الرئيس...

البيت الأبيض: ترامب سينتظر أسبوعين ليقرر التدخل بحرب إيران من عدمه

  أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، سيتخذ...

ذات صلة

استطلاع: معظم الأميركيين يعارضون شن حرب على إيران

شارك على مواقع التواصل

الأميركيون والحرب على إيران: معارضة واضحة وتردد واسع

في وقت تتصاعد فيه التوترات بين الولايات المتحدة وإيران، خاصةً على خلفية العمليات العسكرية الأخيرة الي شنها الكيان على الأراضي الإيراني، والرد القوي من قبل طهران على تل أبيب، نشرت صحيفة واشنطن بوست استطلاعًا للرأي يكشف مواقف الأميركيين من احتمال شنّ بلادهم حربًا ضد طهران. أُجري الاستطلاع في 18 يونيو 2025 عبر الرسائل النصية، وشمل عينة عشوائية من 1,008 بالغين أميركيين اختيروا من خلال لوحة SSRS التي تعتمد على الاحتمالية العلمية في اختيار المستجيبين.

انقسام ثلاثي: معارضون ومؤيدون ومترددون

أظهر الاستطلاع نتائج لافتة من حيث توزّع المواقف: حيث قال 45% من المستطلعين إنهم يعارضون شنّ ضربات جوية أميركية على إيران، مقابل 25% فقط أبدوا تأييدهم لها، فيما قال 30% إنهم غير متأكدين من موقفهم، وهي نسبة تعكس حالة من التردد أو الضبابية في تصوّر الجمهور الأميركي حيال هذا النوع من التدخل العسكري.

هذا الانقسام الثلاثي يشير إلى أن دعم الحرب ليس أمرًا محسومًا حتى داخل مجتمع تقليديًا ما زال يتفاعل مع سرديات “العدو الخارجي”، وخاصة حين يتعلق الأمر بإيران، الدولة التي لطالما وُضعت في قلب سياسات الأمن القومي الأميركي منذ الثورة الإسلامية عام 1979.

السياق السياسي يلعب دورًا كبيرًا

النتائج تعكس جزئيًا ما يمكن تسميته بـ”إرهاق الحروب” داخل المزاج الأميركي العام، خاصة بعد عقدين من الحروب الطويلة والمكلفة في الشرق الأوسط. ما يبدو واضحًا من نسبة المعارضين (45%) أن الأميركيين باتوا أكثر حذرًا تجاه التدخلات العسكرية المباشرة، حتى عندما تكون مبررة بأسباب مثل “إيقاف التهديد النووي الإيراني” أو “حماية الحلفاء”.

في المقابل، لا تزال نسبة التأييد (25%) تمثل ربع العينة، ما يعني أن هناك فئة لا تزال تنظر إلى العمل العسكري كخيار قابل للتطبيق، سواء من باب الردع أو الاستجابة لاستفزازات طهران في الإقليم أو داخل المجال البحري.

30% من الأميركيين مترددون: ماذا يعني ذلك؟

ربما تكون النسبة الأهم هي الـ30% التي لم تحسم موقفها. هؤلاء ليسوا بالضرورة لا مبالين، بل قد يعكس موقفهم حالة من الضياع السياسي أو الغموض بشأن مآلات أي عملية عسكرية، ومدى قدرتها على تحقيق أهداف واضحة دون التورط في مستنقع دموي جديد. كما أن هذه النسبة مرشحة للتغير بشكل كبير وفق الخطاب الإعلامي والسياسي في حال تصاعدت الأزمة بين واشنطن وطهران إلى نقطة اللاعودة.

الاستطلاع كمرآة للرأي العام… وتحذير لصنّاع القرار

يكشف الاستطلاع أن المزاج الشعبي الأميركي لم يعد متسقًا مع النزعات التدخلية التي ميّزت السياسة الخارجية الأميركية لعقود. ومع أن صانعي القرار ليسوا مضطرين دائمًا لمراعاة الرأي العام في كل خطوة عسكرية، إلا أن هذه المؤشرات لا يمكن تجاهلها، خاصةً في بلد ديمقراطي يُحاسَب فيه القادة على نتائج قراراتهم، كما حصل مع إدارة بوش بعد غزو العراق.

قد يشير الاستطلاع أيضًا إلى أن الخطاب السياسي الذي يراهن على “الحرب كضرورة أخلاقية أو استراتيجية” لم يعد يقنع الناخب الأميركي بسهولة. ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية، سيضطر أي مرشح للبيت الأبيض إلى حساب تداعيات خطاب الحرب على الرأي العام، وتقديم تبريرات مقنعة في حال قررت واشنطن المضي قدمًا في خيار الضربات العسكرية.

لا تفويض شعبي للحرب

يمكن القول إن الاستطلاع يقدم صورة واضحة: لا وجود لتفويض شعبي واسع يبرر شنّ حرب على إيران في الوقت الحالي. بل إن المعارضة تتجاوز التأييد بنسبة 20 نقطة مئوية، في حين أن مساحة التردد الواسعة تعكس افتقار المشهد السياسي الأميركي إلى خطاب موحّد أو خطة واضحة تقنع الجمهور بجدوى الانخراط في صراع جديد.

ومع استمرار التصعيد على الأرض، قد تتغير هذه الأرقام، لكن في الوقت الراهن، يبدو أن الحرب ليست خيارًا شعبيًا في نظر الأميركيين. وهذا ما يجب أن تقرأه مراكز صنع القرار بعناية، قبل إطلاق أي صاروخ.