صباح التاسع من حزيران الماضي، عاشت ميسان جمعة غير اعتيادية بعد مقتل “سيد جعفر الياسري”، الذي كان يحظى بالعديد من الألقاب “اسكوبار ميسان”، و”صكار نهر العز”، و”أسد ميسان”.
ساعات معدودة، وانتشر شريط مصور، وثق لحظة مطاردة “سيد جعفر”، وهو يفر مع نجله وابن شقيقه، وينتهي المشهد بالاصطدام بمركبتهم (الستوتة).
الجزء الغائب، في توثيق لحظة “سيد جعفر الأخيرة”، دفع محبيه ومؤيدين له إلى الافتراض بأنه “تعرض لعملية غدر، وإعدام ميداني”.
لم تخلد المحافظة الحدودية إلى الهدوء بعدها، إذ توترت إثرها الأوضاع الأمنية في ميسان، وصولا إلى تعرض شيخ عشيرة الازيرج لمحاولة اغتيال أصيب خلالها مع شخص آخر، فيما قتل شيخ عشيرة كان معهم في المركبة.
أما خلية الإعلام الأمني، فقد تأخر بيانها بشأن الحادثة، 3 أيام، وقالت فيه: إن “قوة من ابطال القوات الخاصة ولواء 97 بالجيش العراقي فجر يوم الجمعة وفق مذكرات قبض قضائية من الوصول الى احد الاوكار المهمة لعناصر الجريمة المنظمة والتي تعد احد الاماكن لإيواء المجرمين في منطقة الكيلو الخامس التابعة لناحية الخير جنوبي محافظة ميسان، وتمكنت من قتل احد المجرمين الخطرين اثر محاولته مقاومة القوة المنفذة للواجب والاشتباك معها ، كما تم قتل اثنين من مرافقيه”.
وأشارت إلى ضبط “اعداد كبيرة من الأسلحة والاعتدة بحوزة المتهم كان يستخدمها هو وعصابته بابتزاز المواطنين وقتل الأبرياء منهم بالاضافة الى قتله احد الضباط والجنود والشرطة في اوقات سابقة”.
“أسطورة سيد جعفر”
تشكلت شهرة و”أسطورة” جعفر، المطلوب للدولة، على منصة “تيك توك”، بالدرجة الأساس، عبر مقاطع مصورة وثقها ذويه، وهو يقوم بتهديد خصومه من رؤساس العشائر، وقادة أمنيين، ومقاطع أخرى يطلق فيها النار، أو يستعرض بها أسلحته الخفيفة والمتوسطة وقذائفه و”هاوناته”.
و”جعفر” متهم بالعديد من جرائم القتل، وعاش آخر سني حياته متنقلا في مناطق نائية من ميسان، وغالبا في منطقة 5 كيلو، مع عدد من المطلوبين من غير عشيرته، يسميهم جيشه. وخاض اشتباكات متفرقة طوال سنوات مع أشخاص من عشيرة آل زيورج، بعد أن قتل أحد أبنائهم بالخطأ.
خلال مسيرته الحافلة بالمطاردات والاشتباكات، فقد جعفر العديد من ذويه، وقتل العديد من خصومه أيضا. وبعد مقتله، حظي جعفر بتشييع في ميسان، فيما هدد أفراد من عشيرته قائد شرطة ميسان، متهمينه بإعدام جعفر وابنه.
المتحدث السابق باسم كتائب الإمام علي “أبو عزرائيل”، أبدى أسفه على مقتل “سيد جعفر”، ووصفه بالرجل الشهم، وهاجم من ينتقده، وانتقد طريقة قتله، فيما وصف عملية قتله بـ”فتنة” لافتعال الاقتتال بين عشيرتي ال زيرج والسادة الياسريين، ومن ثم الاقتتال في جنوب العراق.
مقابل ذلك ينتقد العديد “سيد جعفر” وذويه، جراء سلوكهم المخالف للقانون، عبر القتل واستخدام السلاح، فيما يتهم غيرهم جعفر وذويه بالتورط بتجارة المخدرات، التي تنشط في محافظة ميسان الحدودية مع الجارة الشرقية إيران.
ولا تزال مقاطع “سيد جعفر” المصورة، التي وثقت خلال حياته، يجري تداولها على منصات التواصل، وبالأخص على منصة “تيك توك”، التي كانت سببا لشهرته على مستوى العراق. فيما يقوم عدد من مريديه بزيارة قبره، يصورون ذلك مع إضافة موسيقى حزينه أو نعي.