اخر الاخبار

“خسيس وغدّار وچلب”.. إعلام تقدم يغمز الخنجر: يسعى للفوضى ويبحث عن افتعال المشاكل

هاجم إعلام حزب تقدم الذي يقوده الحلبوسي، اليوم السبت،...

مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة.. شروط المقاومة مقابل تعنّت الاحتلال

  كشفت وسائل إعلام فلسطينية، اليوم السبت، عن استمرار المفاوضات...

“يغرونهم بخدمات مالية” ضحايا “الكي كارد” يناشدون: محتالون يسحبون أرصدتنا أين الأمن الوطني؟

تتصاعد المخاوف من تعرض حملة بطاقات "الدفع الإلكتروني" لعمليات...

“من تموت خابرونا”.. مكالمة “تهز الأبدان” بين دار للمسنين وأبناء عراقية “دفنت غريبة”

نشر  مدير دار الرشاد للمسنين، تفاصيل مكالمة "صادمة" جمعته...

من غزو العراق لإسقاط الأسد.. مشرع أمريكي يتحدث عن “الخارطة” الجديدة للمنطقة

  عقّب النائب الديمقراطي الأمريكي، جيك أوشينكلوس، على التطورات المتسارعة...

ذات صلة

“الفجر الأحمر”.. عشرون عاماً على إخراج صدام حسين من الحفرة

شارك على مواقع التواصل

 

يعتبر الكثير من العراقيين أن اللحظة الأكثر سعادة لهم من يوم سقوط حكم البعث في 9 أبريل/نيسان 2003، ونهاية حكمه في العراق، هي لحظة اعتقال الرئيس العراقي في النظام السابق صدام حسين، فجر 13 ديسمبر/كانون الأول 2003)، أي قبل  عشرين عاماً من اليوم حين نفذت قوات المارينز الأميركية عملية عسكرية مباغتة، أطلقت عليها اسم “الفجر الأحمر”، فسنوات الاستبداد التي عاشها العراقيون تحت حكم البعث وصدام، انتهت بشكل فعلي في اليوم الذي أُخرج فيه صدام من حفرته التي كان يختبئ فيها قرب تكريت.

وآنذاك خرج الجيش الأميركي في بيان أعلن فيه مشاركة المئات من جنود الفرقة الأولى وفرقة الفرسان والقوات الخاصة، في تنفيذ عملية حصار واعتقال صدام حسين، وذكر أنه تم العثور عليه في قبو تحت الأرض بمزرعة قرب تكريت (مركز محافظة صلاح الدين شمال بغداد)، وتمت مصادرة أسلحة ومبالغ نقدية وجدت في المكان نفسه.

وتستذكر معكم منصة إيشان تفاصيل الساعات الأخيرة قبل اعتقاله، وكيف تمت العملية؟

كشف المخبأ

روى أحد عناصر قوات النخبة الأمريكية التي شاركت في اكتشاف مخبأ صدام حسين، تفاصيل اعتقال صدام، قبل عقدين من الزمن. وقال الرقيب المتقاعد، كيفن هولاند، خلال بودكاست مع أحد قدامى المحاربين في البحرية الأمريكية بعنوان “دينجر كلوز – Danger Close” إن “قوة دلتا” الأمريكية الخاصة تلقت “معلومات بشرية”، قادتهم إلى المكان الذي يختبئ فيه صدام حسين.

وبحسب رواية الرقيب المتقاعد هولاند، كانت الحفرة مغطاة بطبقة من أوراق الأشجار والرمل، تم سدها بقطعة من الفلين لإخفاء فتحتها، وكان يمتد منها أنبوب صغير للسماح بدخول الأكسجين.

وذكر هولاند إنهم لمّا كشفوا مكان الحفرة المدعمة بالطوب، ألقوا داخلها قنبلة يدوية، وبعدها سمعوا صوتا باللغة العربية يعلو تدريجيا، ثمّ لاحظوا أن رجلا رفع يديه خارج الحفرة، ثمّ أطل منها برأس كثيف الشعر، فأسرعوا إليه وهم يعتقدون أنه هو، ثم أخرجوه واعتقلوه.

وأضاف أنه استدعى أحد زملائه في الفرقة الخاصة لمساعدته على سحب صدام من الحفرة، وكان يتمتم من الصدمة قائلا “إنه هو”.

وحين أخرجه الجنود من الحفرة قالوا له “الرئيس بوش يرسل لك تحياته”، وفقا لرواية الرقيب المتقاعد الذي أضاف أن “صدام أعرب فور اعتقاله عن رغبته في التفاوض”.

“صدام كان يحمل مسدس غلوك- 18، لذلك وجّه أحد أعضاء الفرقة الأمريكية سلاحه على فمه، لإجباره على عدم التحرك لانتزاع المسدس منه، وهو سلاح أصبح من مقتنيات الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش” وفقا للجندي المتقاعد هولاند.

ومع أن الفرقة، كان تمتلك معلومات تؤكد أن صدام مختبئ في ذلك المكان، إلا أن لحظة ظهوره والإمساك به كانت “سُريالية (فوق واقعية)” بحسب تعبيره.

المتعاون الأول

كما كشف عدد من الجنود الأميركيين الذين شاركوا في عملية القبض على صدام حسين في الثالث عشر من ديسمبر عام 2003، تفاصيل الساعات الأخيرة قبل اعتقاله، وكيف تمت العملية.

وعاد الرقيب الأول إريك مادوكس، بالذاكرة إلى يوم 12 ديسمبر من عام 2003، عندما نجحت القوات الأميركية في إلقاء القبض على الحارس الشخصي لصدام، محمد إبراهيم، وقال: “تمكنت من التعرف على إبراهيم مباشرة، لأنني كنت أعلم كيف يبدو بالضبط، ولكونه يمتلك ذقنا تشبه ذقن الممثل جون ترافولتا، وعندما نزعت غطاء الرأس عنه قلت له (أنت محمد إبراهيم.. كنت أتطلع لرؤيتك)، ثم نظر إلي وقال (كنت أتطلع لرؤيتك أيضا)”.

وأضاف: “عرضي له كان كالتالي (صدام أشركك في الموضوع، هو السبب في أن 40 من أفراد أسرتك في السجن الآن. خذنا إليه وسأخلي سبيل الأربعين كلهم)”.

وأشار مادوكس إلى أن إبراهيم لمح بأنه يعلم مكان صدام لكنه كان مترددا في البوح بالتفاصيل، مضيفا: “كان يتوجب علي أن ألحقه، لذا قلت له (أنت إرهابي أليس كذلك؟ لذا لن يتركوك ترحل، عندما أذهب فإن فرصتك ستنتهي. عندما تغير رأيك سيتعين عليك أن تجعلهم يأتون إليك، اضرب على جدران الزنزانة وتصرف بجنون!)”.

ولاحقا تلقى مادوكس اتصالا بفيد بأن إبراهيم يحاول الانتحار بضرب رأسه في جدران الزنزانة، مما دفعه إلى العودة والاتفاق معه على أن يأخذهم إلى موقع اختباء صدام.

وفي 13 ديسمبر 2013، قال الميجور مايكل راوهت، إن زميله أبلغه بأن إبراهيم مستعد للتعاون، لافتا إلى أن صدام يختبئ في تكريت أو على “الضفة الأخرى من النهر”

من جانبه، كشف المترجم في الجيش الأميركي، سمير، كيف بدأت عملية القبض على صدام تحت الأرض، قائلا: “في الساعة الواحدة مساء أحضروا إبراهيم لنا وقد أرانا على خارطة، الموقع الذي من المفترض أن صدام يختبئ فيه”.

كما تحدث الكولونيل جيمس هيكي عن تفاصيل العملية، مبينا: “قبل الخامسة مساء، قال زميل لي في الجيش (لم يتم الكشف عن هويته) إنه يعتقد بأن صدام موجود في الدور”.

يذكر أن الدور هي مدينة من مدن محافظة صلاح الدين، وتقع على الضفة الشرقية لنهر دجلة، وفي الوسط تقريبا بين سامراء وتكريت.

وأشار هيكي إلى أن زميله أخبره بأن إبراهيم تحدث عن مكان بالقرب من النهر، وتابع: “عندها عرفت الموقع بدقة. لقد كان في شمال غربي المدينة، بالقرب من مزرعة عائلة قيس، حيث وقع تبادل لإطلاق النار قبل بضعة أشهر”.

وشملت عملية القبض على صدام نحو ألف جندي أميركي، بحسب موقع “esquire”، وتم خلالها الإغارة على عدد من المزارع في المنطقة خلال الوقت نفسه.

وبيّن سمير: “قررنا أخذ إبراهيم في سيارة مدنية، كنت أنا وهو ومجموعة من الجنود حيث خرجنا من تكريت باتجاه الدور، ولدى وصولنا إلى الطريق الرئيسي الذي يصلنا إلى المزرعة، قال إبراهيم إنهم سيعلمون أننا هنا إذا استمرينا في القيادة”، مما دفع الجنود للترجل.

كما قام إبراهيم بتوفير معلومات عن 3 مواقع من المحتمل أن يكون صدام فيها داخل المزرعة، وبعد تفتيش الجنود للموقعين الأول والثاني وعدم العثور على شيء، تركز البحث على الموقع الثالث، وهو بيت قديم في المزرعة، حسب ما ذكر السارجينت ميجور لاري ويلسون.

وتابع سمير: “عندما وصلنا إلى المزرعة قبضنا على رجلين كانا يحرسان صدام (في إشارة إلى علاء وقيس نامق الذين أخفيا صدام لأشهر)، ولم نتمكن من الحصول على أية معلومات منهما، لذا قررنا إحضار إبراهيم إلى الموقع”.

واسترسل مادوكس بذكر مزيد من التفاصيل، قائلا: “بدأ إبراهيم بالصراخ على صاحب المزرعة قيس نامق، كي يرينا موقع صدام، لكن قيس رد بالقول إنه لا يعرف شيئا”.

وبدوره أضاف راسل: “كانوا يضغطون عليه لمعرفة مكان صدام، إلى أن حرك إبراهيم قدمه مشيرا إلى حصيرة على الأرض وقال إنه هنا”.

وفي تمام الساعة 8:25 مساء، تم اكتشاف الحفرة التي اختبأ صدام بداخلها.

وقال سمير: “عندما فتحنا الغطاء، بدأ بالصراخ قائلا (لا تطلقوا النار، لا تطلقوا النار)، بينما صرخت أنا مطالبا إياه بالخروج. أخيرا وضع صدام يدا في الهواء ثم الأخرى، وأمسكت بيديه وساعدت في إخراجه”.

يروي البعض أن عملية اعتقال صدام بنيت على وشاية مقربين منه – صورة ارشيفية – الجيش الأميركي

وأوضح: “عرفت أنه هو من صوته، لقد ترعرعت في العراق وكنا نشاهد صدام على التلفاز كل يوم، لكنني لم أتمكن من التعرف على شكله لأنه كان مختلفا، لقد كان هناك الكثير من الشعر على وجهه”.

أما راسل فاستذكر اللحظة بالقول: “الرجل قال أنا صدام حسين، أنا رئيس العراق وأنا مستعد للتفاوض، ليرد عليه أحد الجنود بالقول (الرئيس بوش يرسل تحياته)”.

 

وكانت الحفرة التي اختبأ فيها صدام بعمق نحو مترين، وتتسع لشخصين، واحتوت على مروحة للتهوية وضوء فلوريسنت.

 

ذكريات السجن

وبعد وصول صدام إلى مقر القوات الخاصة الأميركية، طُلب من الطبيب العسكري مارك غرين، إمضاء الليلة مع صدام في الزنزانة.

وعن مجريات اللقاء، قال غرين: “بعد أن طلب مني أن أبقى معه، أخذت معي مجلة معتقدا أنني سأقرأ بينما ينام هو، لكنه لم يستطع النوم، وأشار إليّ كي أقيس ضغط الدم لديه”.

وتابع: “خلال قيامي بذلك، قال لي من خلال المترجم (أردت أن أكون طبيبا عندما كنت طفلا، لكن السياسة استحوذت على قلبي)”، وأشار غرين إلى أن هذه الجملة أطلقت محادثة بينهما استمرت لنحو 5 ساعات ونصف.

وأشار غرين إلى أنه بحلول الصباح، طلب منه رئيسه أن يقوم بتسجيل المحادثة التي يجريها مع صدام، لذا أحضر كاميرا وقام بتشغيلها، ولكن ما أن ظهر الضوء الأحمر الذي يدل على أنها تعمل، حتى قام صدام بالاستلقاء وتغطية رأسه ولم ينطق بكلمة أخرى.

وفي 30 يونيو من عام 2004، تم تسليم صدام حسين و11 مسؤولا كبيرا في حزب البعث، إلى السلطات العراقية في إطار نقل السلطة من الولايات المتحدة إلى الحكومة العراقية المؤقتة.

وحكمت محكمة عراقية في نوفمبر 2006 على صدام حسين بالإعدام شنقا، بعد أن وجدته مذنبا بارتكاب جرائم ضد الإنسانية. وتم إعدام صدام في 30 ديسمبر من العام نفسه.

 

هرب كثيراً من الموت 

قبل أن يلاحقه الأمريكيون بعد غزو واحتلال بلاده في عام 2003، ويتمكنوا منه، تعرض صدام حسين للعديد من محاولات الاغتيال الداخلية، جرى أخطرها في 8 يوليو عام 1982، بهجوم مسلح بالقرب من قرية الدجيل نجا منها، فيما قتل 11 من حراسه.

محاولات اغتيال مماثلة فاشلة جرت في عام 1987، تلتها أخرى في نهاية عام 1988، وثالثة في سبتمبر 1989، فيما نظمت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية محاولة انقلاب عسكري فاشلة عام 1996، خصص لها مبلغ 120 مليون دولار أمريكي.

اللافت أن مسؤولين إسرائيليين كانوا اعترفوا في ديسمبر عام 2003 بعد أيام من اعتقال الأمريكيين ل‍صدام حسين، أن تل أبيب كانت خططت لاغتيال صدام حسين في عام 1992، إلا أن المحاولة ألغيت بسبب مقتل خمسة جنود أثناء تدريبات على تنفيذ العملية، وكان الجنود الخمسة يمثلون دور صدام حسين وحاشيته، وقد قتلوا فيما أصيب ستة آخرون على خلفية استبدال صاروخ تدريب معطوب بآخر حقيقي بطريق الخطأ.