بينما تحلق طائرات القوة الجوية وطيران الجيش العراقية في سماء بغداد، تسللت طائرات مسيرة، واستهدفت مقر اللواء 12 للحشد الشعبي، وقائد اللواء الشيخ علي السعيدي “ابو تقوى”، المعاون لقائد عمليات حزام بغداد / الحشد الشعبي الذي سقط شهيداً بالاضافة إلى إصابة آمر لواء 12.
ويبدو أن القوات الأمريكية عازمة على تصعيد الأمور خاصة مع استمرار فصائل المقاومة الإسلامية، باستهداف مقراتها في بغداد واربيل وسوريا.
وأفاد مصدر أمني في بغداد، اليوم الخميس، بأن ضربة جوية استهدفت مقر اللواء 12 بالحشد الشعبي في شارع فلسطين شرقي العاصمة.
وقال المصدر لمنصة “إيشان” إن “طائرات مسيرة استهدفت مقر اللواء 12، أحد مقرات الحشد الشعبي الذي يقع ضمن مجمع مبنى وزارة الداخلية بشارع فلسطين شرقي العاصمة بغداد”.
ولفت المصدر إلى أن “القصف أسفر عن استشهاد “أبو تقوى” قائد لواء 12 بالحشد الشعبي”.
ذكرى “واقعة المطار”
يتزامن ذلك بعد يوم من الذكرى السنوية الرابعة لاستهداف مطار بغداد الدولية، الذي اغتيل فيه نائب رئيس الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، وقائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني.
هذه المناسبة التي أقيمت لها محافل في العراق وإيران، شهدت وقوع انفجارين في فعالية أقيمت لتأبين سليماني، في مدينة كرمان الإيرانية، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 103 أشخاص.
ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها على الفور عما بدا أنه الهجوم الأكثر دموية الذي يستهدف إيران منذ ثورة عام 1979.
وهزت الانفجارات مدينة كرمان، على بعد حوالي 820 كيلومترًا (510 ميلًا) جنوب شرق العاصمة طهران، وأرسلت شظايا سقطت على حشد من الناس الفارين من الانفجار الأول، وأصيب ما لا يقل عن 211 شخصا.
وحدث الانفجاران بالقرب من قبر سليماني في كرمان، على بعد حوالي 820 كيلومترا جنوب شرق العاصمة طهران.
ومساء يوم أمس الأول، وقع حادث خطير ينذر بانفجار دراماتيكي للوضع، إذ نفّذت طائرات مسيّرة اسرائيلية عملية اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” صالح العاروري في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت التي تخضع لسيطرة حزب الله قبيل 24 ساعة من إطلالة أمين عام “حزب الله” حسن نصر الله حيث تردّد أن العاروري كان سيلتقي نصر الله قبل هذه الإطلالة.
وأكدت حماس اغتيال العاروري، مع اثنين من قادة “كتائب القسام”، ويأتي هذا الاستهداف بعد إعلان اسرائيل عملية مطاردة دولية لاستهداف القيادي العاروري الذي ساهم بتأسيس الجناح العسكري للحركة ويُعتقد أنه كان على علم مسبق بتفاصيل هجوم “طوفان الاقصى” في 7 تشرين الأول/ أكتوبر وأنه حلقة الوصل بين حركة حماس من جهة وكل من إيران وحزب الله من جهة ثانية. وسبق أن اعتقل العاروري في سجون الاحتلال ثم أبعِد عن فلسطين.
وكان أكرم الكعبي، زعيم حركة “النجباء” إحدى أبرز الفصائل الشيعية المسلحة، قد دعا مساء أمس الأربعاء، رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، الى اتخاذ موقف “جريء” وواضح بإرسال بلاغ الى واشنطن ينهي التواجد الأمريكي في العراق، متوعداً الولايات المتحدة بـ”تصعيد غير مسبوق” في حال رفضت الانسحاب.
عودة الاستهدافات الشخصية
وخلال الأشهر الماضية، تصاعدت وتيرة الهجمات المتبادلة بين “فصائل المقاومة” والقوات الأميركية في العراق وسوريا، على خلفية العمليات العسكرية التي تشنها اسرائيل على غزة، وبدأت المواجهة بين الطرفين في 17 تشرين الأول من العام الماضي.
خلال هذه الأشهر، بودل الاستهداف بين الطرفين، لكن المسيرات الأميركية غالبا ما تعمد على استهداف مقرات للفصائل المنضوية ضمن الحشد الشعبي، وتتجنب استهداف شخصي للقيادات.
مما يبدو أنه استثناء لهذه القاعدة، استهدف طيران مسير مركبة عسكرية محملة بالأسلحة ضمن منطقة السريع الدولي أبو غريب، الطريق الرابط ما بين العاصمة بغداد ومحافظة الأنبار.
لاحقا، أعلنت مجموعة تطلق على نفسها “المقاومة الإسلامية في العراق”، أنّ أحد أفرادها سقط في “معركة الحق ضد الباطل”، بعد معلومات حول قصف بطائرة مسيرة استهدف رتلاً قرب أبو غريب، وتبين أن هذا الشخص هو مسؤول الصواريخ في “كتائب حزب الله”.
وبالنظر للاستهدافات الأخيرة التي تعرض لها “محور المقاومة” فإن سؤالا ترتعد له الفرائص في العراق: “هل بدأت مرحلة الاستهداف الشخصي لقيادات المقاومة؟”.